قصة البطة القبيحة للأطفال
ولادة الأم للبطة القبيحة
يُحكى أنه في إحدى المزارع الخضراء الجميلة، كانت هناك بطة ترقد على أربع بيضات، وتنتظر خروج صغارها بشوقٍ وحماسٍ كبيرين، حتى جاء الموعد المُنتظر، فخرجت من البيض صيصان جميلة الواحد تلو الآخر، وخرجت ثلاث بطات لونهن أصفر جميل، ولكن البيضة الأكبر منهن تأخرت عندما فقست.
فظنّت الأم في نفسها أنها ربما تكون أجمل بطة، وبعد عدّة أيام فقست البيضة الكبيرة، تفاجأ الجميع بشكل البطة الرابعة ولونها الرائع، فقد كانت مختلفة عن أخواتها الثلاث الأخريات في اللون والحجم، فكان لونها رمادي وحجمها أكبر من حجم أخواتها.
سخرية الجميع من البطة
تعجّبت البطة الأم من منظر هذه البطة، وقالت في نفسها: ما أبشع لون وشكل هذه البطة، لا يمكن أن تكون ابنتي، ثم أخذت البطات الأخريات إلى أبيهم حتى يراهم ويتعرّف عليهم، وعندما رأى الأب البطات الأربع حزن على البطة ذات الشكل الغريب وقال: أنا لا أرغب بوجود هذه البطة القبيحة بين أفراد عائلتي الجميلة.
سَخِرَ الجميع من البطة، وضحكوا على شكلها ولونها الرمادي البشع، وأطلقوا عليها اسم البطة القبيحة، وبدأت أخواتها البطات بمضايقتها ونقرها حتى يطردوها من المكان، ويتخلّصوا منها.
خروج البطة لتعيش وحدها في الغابة
خرجت البطة القبيحة وهي تبكي حزينة من المزرعة، وسارت هائمة على وجهها من دون هدف، وفجأة رأت مكانًا من بعيد، فكان منزلاً جميلاً يعيش أمامه قطة ودجاجة، اقتربت البطة منهما، وطلبت أن يسمحوا لها بالبقاء عندهم، فقالت لها الدجاجة: هل بإمكانكِ وضع البيض، هزّت البطة القبيحة رأسها: وقالت لا.
ثم نظرت القطة إلى البطة القبيحة وسألتها: هل بإمكانكِ مطاردة الفئران، فكررت البطة القبيحة جوابها الأول، فما كان منهما إلا أن رفضا بقاءها معهما، فهي لا تستطيع القيام بأي شيء، وستكون عبئًا عليهما ولا فائدة من وجودها.
طيران البطة وعودتها إلى البحيرة
انسحبت البطة في هدوء، وعادت إلى البحيرة، وأخذت تفكر في حزنٍ شديد؛ فهي تشعر بأنه لا يوجد أحد يريدها ولا أحد يحبها أو يرغب بوجودها، وأخذت تمشي حتى تعبت ونامت بين الأعشاب، وفي صباح اليوم التالي عثر عليها سربٌ من البط البريّ، ووقف كل من في السرب ينظر إليها في استهزاء وسخرية قائلين لها: ابتعدي عن حقلنا أيتها البطة القبيحة.
فخافت البطة وتوارت عن أنظار الجميع، واستمرت في السير إلى أن وصلت إلى الغابة، فشاهدت سربًا من الطيور الجميلة في السماء وقالت: كم أتمنى أن أصبح جميلة مثلهم، وهكذا ظلّت البطة تعيش وسط الغابة وحيدة منبوذة من الجميع، وشعرت باليأس والحزن الشديدين من تصرفات الجميع معها.
وعندما جاء الشتاء واشتدت البرودة في الخارج، كانت البطة تلجأ إلى كوخٍ صغير كي يحميها من المطر والبرد القارص في الخارج، وعندما انتهى فصل الشتاء، وجاء فصل الربيع انتقلت البطة للعيش في مكان قريبٍ من النهر الموجود في الغابة.
تجمّع البجعات حول البطة إعجابًا بها
وذات يوم نظرت البطة القبيحة إلى مياه النهر الصافية، فشاهدت صورتها منعكسة في الماء، وأصابتها الدهشة مما رأت، فشاهدت رقبتها طويلة بيضاء وجميلة، ولها أجنحة كبيرة، وريش أبيض ناصع البياض كبياض الثلج، صاحت البطة في سعادة وسرور شديدين وقالت: لقد أصبحت الآن طائرًا جميلاً أبيضًا كباقي الطيور، أنا جميلة... أنا بيضاء...
قفزت البطة في الماء من شدّة الفرح والسعادة التي غمرتها، وبينما كانت تسبح في البركة، قابلت مجموعة من طيور البجع البيضاء الذين قالوا لها: كم أنتِ جميلة أيتها البجعة، فأنتِ أجمل بجعة رأتها أعيننا على الإطلاق، وعندها تأكدت بأنها كانت بجعة منذ البداية ولم تكن بطة على الإطلاق، فقالت لها مجموعة الطيور: ما رأيكِ أن تنضمي إلينا ونصبح عائلة واحدة.
شعرت البطة بالسعادة الغامرة، فهذه هي المرة الأولى التي يقبل أحد أن تنضم إليه، ووافقت من دون تردد على الانضمام لمجموعة طيور البجع، فانضمت البطة إليهم، وعاشت مع المجموعة بسعادة وهناء واستقرار، ومنذ ذلك الوقت، وهي تمتلك الثقة الكبيرة بجمالها وبنفسها، فهي لم تعد وحيدة، وأصبح لديها عائلة رائعة من الطيور التي تحتضنها وتنتمي إليها.
ونستفيد من هذه القصة الجميلة ضرورة عدم السخرية من الآخرين مهما كان شكلهم أو لونهم، ففي النهاية الخالق البديع هو الله تعالى الذي خلق الكون والمخلوقات وصوّرها فكل مخلوق له مهمته التي خُلق لأجلها بغض النظر عن لونه وشكله.