قصة الابن الضال
قصة الابن الضال
ملخص قصة "الابن الضال" فيما يأتي:
طلب الابن المال من والده
تبدأ قصة الابن الضال بطلب الولد الصغير من والده الغني وصاحب الأموال الكثيرة أن يُعطيه نصيبه من الميراث؛ لأنَّه يُريد أن يُسافر بعيدًا عن المدينة، ويُنفق أمواله كما يشاء، يُوافق الأب على ذلك دون تردد، ويمنح ولده الأموال التي يُريدها، ويُسافر الابن الضال بعيدًا عن والده ومدينته، ماشيًا خلف أهوائه ونزواته الشخصية.
خسارة الابن الضال لأمواله
سافر الابن الضال بالفعل، وبدأ بإنفاق أمواله على الملذات والمتَع القليلة، وراح يُبذر أمواله في الضلال والهوى، وعندما خسر كل ما يملك من مال، ولم يبقَ معه فلس واحد، ضربت المنطقة التي يُقيم فيها مجاعة كبيرة، ولم يعد يجد ما يسدُ به رمقه، فبحثَ عن عمل ليكسب فيه قوت يومه لمدة طويلة، ولكنَّه لم يجد.
اضطر أخيرًا للعمل عند رجل صاحب قطعان ماشية في رعي الخنازير، وكان لشدة فقره وجوعه يتمنَّى أن يأكل من الخرنوب الذي تأكل منه الخنازير، عند ذلك أعاد التفكير في نفسه، وفي الحالة التي أوصل نفسه إليها، وكيف أنَّ العمَّال الذين يعملون مع والده يأكلون ويشبعون، وهو يكاد يموت من الجوع، فاتَّخذ قراره في العودة إلى والده دون تردُّد، رغم الضلال الذي كان غارقًا فيه.
عودة الابن الضال إلى والده
عاد الابن الضال إلى مدينته بعد رحلته الخاسرة، وقبل أن يصل إلى منزله رآه والده من بعيد، فاشتعل الشوق في قلبه، وركض إلى ولده الضعيف، وراح يُعانقه ويُقبله، واعتذر الابن الضال عن أفعاله الشنيعة التي ارتكبها وعن الفساد الذي أضاع فيه أمواله، واعترف بأنَّه لا يستحق أن يكون ابنًا لهذا الأب، فهو صاحب القلب الكبير المتسامح.
عندما سمع الأب من ولده هذا الكلام طلب من الخدم أن يأتوا بحلة ولباس جديد لولده، وأن يخرجوا العجل السمين ويذبحوه احتفالًا بعودة ابنه الصغير إلى منزله، وهو يقول لهم: "إنَّ ابْنِي هذَا كَانَ مَيِّتًا فَعَاشَ، وَكَانَ ضَالاًّ فَوُجِدَ"، أيّ أنَّ الضلال والغرق في الملذات و المعاصي مثل الموت، والإقلاع عنها حياة.
اعتراض الابن الكبير
عاد الابن الكبير من عمله، وسمع أصوات الغناء في المنزل، فدعا أحد الخدم وسأله عن ذلك، فأخبره بما حدث، فانطلق إلى والده ليُعاتبه؛ لأنّه كان مطيعًا له ولم يُعطِه ذبيحةً يدعو أصدقاءه عليها؛ ولأنَّ أخاه الصغير بذَّر أمواله كلها وأعطاه والده العجل السمين، عند ذلك وضَّح له والده أنَّ كل ما يملك هو له، ولكن يجب أن يفرح الجميع بعودة أخيه الميت.
تُعلمنا هذه القصة كيف أنّ السير وراء الأهواء يُسبب الضياع، كما تُخبرنا عن أهمية تقدير النعمة واحترام الأهل، وأنّ الشخص غارق بذنوبه ومعاصيه هو أشبه بالميت، لن يعود إلى الحياة إلا بترك ما هو عليه.