قصة اتحاد الإمارات للأطفال
قصة الآباء المؤسسون لاتحاد الإمارات
في قديم الزمان، حكم سبعة شيوخ سبع إمارات متجاورة في منطقة الخليج العربي، وهم: الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان حاكم إمارة أبو ظبي، والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم حاكم إمارة دبي، والشيخ خالد بن محمد القاسمي حاكم إمارة الشارقة، والشيخ راشد بن حميد النعيمي حاكم إمارة عجمان، والشيخ أحمد بن راشد المعلا حاكم إمارة أم القيوين، والشيخ صقر بن محمد القاسمي حاكم إمارة رأس الخيمة، والشيخ محمد بن حمد الشرقي حاكم إمارة الفجيرة.
عُرِفت الإمارات السبع قديمًا باسم الإمارات المتصالحة، وكانت تقع ضمن منطقة الخليج العربي الذي سيطرت عليه دولة بريطانيا، وبحلول عام 1968، قررت بريطانيا بدء الانسحاب من تلك المنطقة، وهنا رأى الشيخ زايد حاكم أبو ظبي فرصة لتعزيز الروابط بين الإمارات، وتشكيل اتحاد يجعل منها دولة قوية ذات كلمة مسموعة ولا تخضع لسيطرة أي دولة خارجية، فاجتمع بالشيخ راشد حاكم دبي وعرض عليه فكرة اتحاد الإمارتين ولاقى ذلك استحسانًا كبيرًا، وخلال فترة الانسحاب التي امتدت من عام 1968 وحتى عام 1971.
عرض الشيخ زايد والشيخ راشد فكرة الاتحاد على بقية الإمارات، ولبّى حُكّام الإمارات دعوتهما باستثناء رأس الخيمة، وبدأ تخطيط مراحل قيام الاتحاد لدولة الإمارات وفور انسحاب بريطانيا تمامًا من المنطقة عام 1971، أُعلن عن تشكيل الاتحاد الذي ضم ست إمارات برئاسة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.
بتاريخ 2 ديسمبر 1971، أُعلِن عن قيام اتحاد الإمارات، وبرزت الحاجة إلى تنظيم الحكم وأمور الحياة المختلفة، فاجتمع الحُكّام وتشاوروا فيما بينهم وقرروا إصدار دستور مؤقت، احتوى هذا الدستور على قواعد تنظم الحكم في الاتحاد، وشرح الهدف الأساسي من تشكيل الاتحاد ووضعه بالنسبة لدول العالم، وبيّن الركائز الاجتماعية والاقتصادية الأساسية التي يقوم الاتحاد عليها، إضافة إلى وضع قائمة بحريات المواطنين وحقوقهم وواجباتهم، واستمر العمل بهذا الدستور المؤقت حتى عام 1996 ، حيث أصبح دائمًا.
قصة دولة الإمارات قبل الاتحاد
قبل أن تسأل نفسك متى تأسست دولة الإمارات، دعنا نتعرف على حال هذه الدولة سابقًا، ففي قديم الزمان، مر تاريخ الإمارات السبع بالعديد من المراحل قبل تشكيل الاتحاد، فلم تكُن الإمارات سوى سبع مستوطنات صغيرة سكنها عدد قليل من الأشخاص وحكمها شيوخ تولوا تنظيم أمور شعوبهم، ولم تحتوِ هذه الإمارات على طرق مُعبّدة، لأن الكثير من الأشخاص هناك لم يمتلكوا سيارات، وكانت بريطانيا آنذاك دولة عظمى سيطرت على الكثير من الدول، وكانت منطقة الإمارات منها.
اعتمد سكان هذه الإمارات قديمًا على صناعة اللؤلؤ الذي كانوا يستخرجونه من المحار في الخليج العربي، إلّا أنّ هذه الصناعة تدهورت في بداية عام 1929 بسبب بدء دولة اليابان إنتاج اللؤلؤ بكميات كبيرة، فأصبح اقتصاد الإمارات ضعيفًا، واستغلت بريطانيا ذلك في إحكام سيطرتها على المنطقة بعد الكثير من الصراعات التي اندلعت في محاولة زيادة نفوذها هناك، فضلًا عن الاتفاقيات ومعاهدات السلام التي وقعتها مع حُكّام المنطقة لوقف تلك النزاعات.
عاش سكّان الإمارات مرحلة صعبة بعد تدهور الاقتصاد، وفي يوم من الأيام وتحديدًا في عام 1958، اكتشف سكان إمارة أبو ظبي وجود النفط على أراضيهم، وما إن ذاع الخبر حتى بدأ سكان الإمارات الأخرى في البحث عن النفط في أراضيهم، وخوفًا من استغلال بريطانيا ذلك، سارع الشيخ زايد إلى تأسيس شركة للإشراف على عمليات استخراج النفط، ونتج عن ذلك ازدهار في اقتصاد المنطقة، وبدأت شوكة حكامها وشعبها تقوى في مواجهة الاحتلال البريطاني.
كانت الإمارات تُسمّى قديمًا الإمارات المتصالحة، وسيطرت عليها بريطانيا، إلّا أنّ رغبة الشيخ زايد آل نهيان، والشيخ راشد بن سلطان آل نهيان دفعتهما لإنشاء اتحاد يضم 6 إمارات دون رأس الخيمة، وقد شُكلّ الاتحاد في عام 1971 بعد انسحاب بريطانيا منها، وأُنشئ دستورًا في العام ذاته ليُصبح مُعترف به ودائمًا في عام 1996.
قصة اتفاقية الاتحاد
ذكرنا سابقًا أنّ بريطانيا سيطرت على منطقة الإمارات ووقعت اتفاقيات مع حُكامها، فتولت بريطانيا مسؤولية الدفاع عن الإمارات في البر والبحر، ولم يُسمح للإمارات بيع أي أرض إلا بموافقة بريطانيا، إلا أن سكان المنطقة وحُكّامها سئموا من هذا التدخل الخارجي، ومن هنا انطلقت فكرة إنشاء اتحاد من الإمارات المفككة لتُصبح دولة واحدة قوية.
وكان ذلك خلال اجتماع بين الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، حاكم أبو ظبي آنذاك، والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، حاكم دبي آنذاك، في قرية على حدود منطقة تُسمى سميح في عام 1968، وهو نفس العام الذي أعلنت الإمبراطورية البريطانية نيتها بالانسحاب من جميع المناطق التي تستعمرها في الشرق الأوسط، وحينها بدأ تسلسل قيام دولة الإمارات.
تناقش الحاكمان في أمر تأسيس الاتحاد والذي كان من المقرر أن يتكون من تسع إمارات، هي: أبو ظبي، ودبي، والشارقة، ورأس الخيمة، والفجيرة، وأم القيوين، وعجمان، والبحرين، وقطر، ودعيا باقي حُكّام تلك المناطق إلى الاتحاد، وما أن انسحبت بريطانيا من المنطقة تمامًا في عام 1971، عقد الحُكّام اجتماعًا في شهر يوليو من العام نفسه ناقشوا فيه أمر الاتحاد، ولكن البحرين وقطر انسحبتا ولم توافقا على الانضمام للاتحاد، بسبب التعقيدات والخلافات حول امتلاك بعض الجزر.
قصة إعلان اتحاد الإمارات
بعد أن عانت المنطقة من مصاعب كثيرة بسبب الاحتلال البريطاني، قرر حُكّام 9 مناطق في الخليج العربي الاجتماع بدعوة من حاكمي أبو ظبي ودبي، والبحث في أمر تأسيس دولة قوية لا تخضع لحكم دولة أخرى، وعلى مدى 3 أعوام، في الفترة بين عامي 1968-1971، أقام الحُكّام العديد من اجتماعات الاتحاد الإمارات، والتي ناقشوا خلالها وضع دستور لتنظيم الحكم ووضعوا حقوق المواطنين وواجباتهم، وفي يوليو 1971، وافقت 6 إمارات على تشكيل اتحاد بينها، هي: أبو ظبي، ودبي، والشارقة، وعجمان، وأم القيوين، والفجيرة.
في 2 ديسمبر 1971، جرى الإعلان عن تأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة، وإعلان استقلالها ولذلك نحتفل بهذا اليوم بعيد الاتحاد في دولة الإمارات، وأُصدر دستور ينظم حكم المنطقة، وانتُخب حاكم أبو ظبي، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان كأول رئيس لدولة الإمارات العربية المتحدة، وجرى تعيين حاكم دبي الشيخ راشد بن السابق سعيد آل مكتوم نائبًا للرئيس، وفي تاريخ 10 فبراير 1972، انضمت إمارة رأس الخيمة إلى اتحاد الإمارات لتصبح الدولة تتكون من 7 إمارات.
تطورت دولة الإمارات وأصبحت من أقوى دول العالم سياسيًّا واقتصاديًّا خلال فترة زمنية قصيرة نسبيًّا، ونجد في قصة تأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة العديد من الدروس والعِبر، ولا يمكن وصف عيد اتحاد الإمارات بكلمات بسيطة، فمن كونها مجرد مستوطنات صغيرة خاضعة لحكم دولة بريطانيا، أصبح الاتحاد دولة ذات كيان قوي في العالم، وفي ذلك دليل على أنّ في الاتحاد قوة وأنه على جميع الشعوب أن تبدأ الاعتماد على ذاتها والبحث في مواردها لتحقيق ما تصبو إليه من تطلعات.