قصة آدم عليه السلام للأطفال
قصة آدم عليه السلام للأطفال
قصص الأنبياء من أعظم القصص القرآني؛ ففيها تتجلى حكمة المولى من إرساله للرسل، ومنها نتعلم الفوائد العظيمة، فحري بنا أن ندمج الأطفال في مثل هذه الأجواء الإيمانية، بأن نقصّ عليهم مثل هذه القصص بأسلوب مناسب جاذب يحقق المعنى المطلوب، وفيما يأتي ذكر لقصة سيدنا آدم -عليه السلام-.
لمّا أراد الله أن يخلق آدم -عليه السلام- قال الله للملائكة: (إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً) ، قالوا له: هل ستجعل في الأرض من يفسد فيها ويسفك الدماء؟، فمن المخلوقات من يقتل ويسرق ويفسد في الأرض، فما الحكمة يارب من خلقهم؟.
وهنا الملائكة كانوا يسألون الله -تعالى- ليتعرفوا على الغاية من خلق البشر لأنهم يعلموا أن الله يعلم ما في السماوات وما في الأرض، وأن علم الله يفوق كل علم، فقال الله -تعالى- لهم: (إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ).
أي أن الله يعلم أن هناك من البشر من سيكونوا سيئين وأشراراً، ولكنه يعلم أيضاً أنه سيكون فيها من يطيع الله ويحبه، ويتقيه ويعبده ومن يتعامل مع الناس بكل خير؛ فمن أطاع الله سيجازيه يوم القيامة بالجنة، ومن أساء لله وللناس سيكون مصيره النار.
خلق آدم عليه السلام
ثم بعد ذلك نفخ الله في آدم الروح ، وكلما دخلت الروح في شيء من جسده أصبح لحماً ودماً، ولمّا بلغت الروح رأس آدم عطس وقال: الحمد لله فكان آدم -عليه السلام- أول من حمد الله -تعالى- من البشر.
ولمّا دخلت الروح جسد آدم كله قال الله له بأن يذهب إلى الملائكة ليقول لهم: السلام عليكم؛ فذهب إليهم وقالها؛ فقالوا له: وعليكم السلام ورحمة الله، ثم رجع آدم إلى ربه فقال له: هذه تحيتك وتحية ذريتك، ثم علّم الله آدم -عليه السلام- جميع الأسماء: الشجر والحجر، والشمس والقمر، وغير ذلك من الأسماء.
سجود الملائكة لآدم عليه السلام
أمر الله الملائكة بالسجود لآدم -عليه السلام- تكريماً له، وطاعة لله -عز وجل-؛ فسجد حينها جميع الملائكة إلا إبليس فقد أصابه الكبر والغرور، وقال أنا أفضل منه أنا خلقتني من نار، وهو من طين لن أسجد له.
وبذلك عصا إبليس الله -تعالى-، ولم يستجيب لما أمر فكان عقابه أن لعنه الله -تعالى-، وأخرجه من رحمته وطرده الله من الجنة؛ لأنه كفر ولم يطع أمر الله، وسمّاه الله شيطاناً ورجيماً ولعيناً، وتوعّده بالنار هو وكل من لا يطع الله من الناس، وفعل فِعل إبليس اللعين.
حواء زوجة لآدم عليهم السلام
دخل آدم -عليه السلام- الجنة التي أعدّها الله له، وكانت جنة جميلة ذات أشجار وأنهار؛ لكنه كان وحيداً فأراد الله أن يجعل له زوجة ليأنس معها؛ ليتكلما ويشربا ويأكلا معاً في الجنة فخلق الله حواء وهي أم البشر كلهم، ففرح آدم -عليه السلام- بها وأحبها، وأحس نحوها بالعطف والحنان.
ثم قال الله لآدم وحواء أن هذه الجنة كلها لهما ليأكلوا من جميع شجارها؛ سوى شجرة واحدة؛ فحذّرهما الله من أن يقرباها، وعاش آدم وحواء -عليهما السلام- في الجنة وكانا سعداء جداً إلى أن جاء إبليس، وبدأ يوسوس لهما حتى يخرجهما من الجنة، وقلبه مليء بالحسد والكره تجاههما؛ لأنهما بالجنة أما هو فقد خرج منها، فذهب إليهما وبدأ يوسوس ويقول لهما كلوا من تلك الشجرة؛ فتلك شجرة الخلد لن تموتا إن أكلتما منها، فأكلا منها وعصيا الله.
واستغفرا الله كثيراً على ما فعلا وندما ندماً شديداً، ثم تاب الله عليهما لأن الله غفور رحيم بعباده، ويحب الأوابين التائبين فغفر لهما، وأراد الله أن ينزلا إلى الأرض فهم خلفاء فيها، وعليهم أن يبدأوا بمهمتهم التي خلقوا من أجلها؛ وهي عبادة الله وإعمار الأرض بما يرضي الله، فمن يطع الله في الأرض وعده الله بالجنة.
ومن عصا سيكون جزاءه النار؛ ونزل معهما إبليس حتى يغويهما عن طريق الحق، فأمر الله آدم وحواء وذريتهما من بعدهما أن لا يستجيبوا لوساوس إبليس، وأن يستغفروا الله ويحرصوا على طاعته.