قراءة في كتاب رأس المال
نبذة في كتاب رأس المال
تمت كتابة رأس المال في منتصف القرن التاسع عشر من قبل كارل ماركس، ويعد الكتاب في الأساس وصف لكيفية عمل النظام الرأسمالي وكيف سيدمر هذا النظام نفسه في النهاية، وذلك بحسب ما يدعي ماركس.
يمكن اعتبار كتاب رأس المال عملاً من أعمال الاقتصاد و علم الاجتماع والتاريخ، ويتناول هذا الكتاب عددًا كبير من الموضوعات، لكنه يحاول عمومًا تقديم حساب منهجي لطبيعة النظام الرأسمالي وتطوره، ومستقبله.
يركز الكتاب على الطبيعة الاقتصادية، ويتناول طبيعة السلع والأجور، والعلاقة بين العمال والرأسمالية، ويحاول توماس في أجزاء كتير من العمل إظهار الطرق التي يتم من خلالها استغلال العمال من قبل نمط الإنتاج الرأسمالي.
يقدم الكتاب أيضًا تاريخ استغلال العمال في الماضي، ويجادل ماركس في الكتاب بأن النظام الرأسمالي غير مستقر في نهاية المطاف، لأنه لا يمكنه الحفاظ على الأرباح بشكل دائم وأبدي.
ملخص كتاب رأس المال
يعد كتاب رأس المال أحد أعمال الخبير الاقتصادي والفيلسوف الشهير كارل ماركس، ويناقش هذا الكتاب عدة مواضيع، وفيما يأتي توضيح لهذه المواضيع:
السلع والمال
يعرّف ماركس السلعة في هذا الجزء بأنها أي شيء يلبي رغبة الإنسان، وتعد السلع هي أصغر وحدة في الرأسمالية، وتعد الرأسمالية من وجهة نظر ماركس محاولة الفرد أو الشركة لتجميع المزيد والمزيد من الثروة، غالبًا عن طريق امتلاك وسائل الإنتاج.
يعني هذا أنّه إذا كان بإمكان شخص ما امتلاك مطبعة، فسيكون لديه الوسائل اللازمة لإنتاج كتاب، ويمكنه استخدام السلع الناتجة لصنع وبيع المزيد من السلع، أي الكتب.
قيمة الاستخدام وقيمة التبادل
تشير نظرية القيمة العمالية لماركس إلى أنّه ليست كل السلع متساوية، ويمكن فهم قيمة السلعة من خلال قيمتها الاستخدامية و قيمتها التبادلية، وتشير قيمة الاستخدام إلى فائدة الشيء الذي يملكها بشكل طبيعي؛ على سبيل المثال، المطرقة التي تكون جيدة في طرق مسمار عبر سطح صلب.
تشير قيمة التبادل على النقيض من ذلك إلى القيمة المصطنعة، وتعتمد على قيمة السلعة بالمقارنة مع السلع الأخرى، وتوضح قيمة التبادل لماذا تستطيع شركة "برادا" بيع قميص بأسعار أعلى من شركة "جاب"، على الرغم من أن الشركتين تبيعان قميصًا يؤدي نفس الوظيفة، إلا أن هناك ميزة اجتماعية لا يمكن وصفها يقدمها قميص "برادا" ولا يوفرها قميص "جاب".
اختلاف الأسعار
وضح ماركس أن ما يفسر الاختلاف الشديد في الأسعار لشيء ما يعتمد على مقدار العمل المبذول في صنعه، ولذلك يعد مقدار العمل المبذول في صنع شيء ما هو المعيار الوحيد الذي يمكن من خلاله مقارنة السلع.
الرأسماليين والعمال
وضح ماركس أن الرأسماليين يحاولون استغلال قيمة التبادل، إذ يبيعون السلع دائمًا بهدف زيادة أرباحهم، وذلك على حساب العمال، إلا أنّ العمال ليسوا في وضع يسمح لهم بالنضال من أجل حقوقهم.
يمتلك الرأسماليين المتاجر والآلات والمصانع ووسائل الإنتاج الأخرى، لذلك فإنهم يمتلكون كل القوة ويمكنم أن يمليوا على العمال كيف يقضون أيام عملهم، ويشير توماس أيضًا إلى أنّ الطبقة الدنيا من الناس تتم معاملتهم مثل الماشية منذ الثورة الصناعية .
يضطر بعض الأشخاص من جميع الأعمار إلى العمل إلى ما يصل أربع عشرة ساعة في اليوم في مصانع قذرة للقيام بمهمة واحدة بشكل متكرر، ويشير توماس بأنهم يعاملون مثل الآلات، إلا أنّ العمال من خلال عملهم يضيفون قيمة تبادلية للسلع.
تباع السلع التي تكتسب قيمة تبادلية في السوق، لكن الطرف الوحيد الذي يستفيد من هذا هو المالك الرأسمالي، ويستعرض ماركس في الكتاب العديد من الثورات، بما في ذلك الثورة الفرنسية ، ويفترض أن الرأسمالية نظام غير مستقر لأن العمال سوف يدركون يومًا ما مدى استغلالهم.
المال ورأس المال
يميز ماركس بشكل كبير بين المال و رأس المال ، ويوضح أنّ رأس المال هو المال المستخدم لكسب المزيد من المال، أما المال فهو مجرد رمز للسلع ذات الأحجام المختلفة.
نبذة عن كارل ماركس
كان كارل ماركس فيلسوفًا ومؤلفًا ومفكرًا اجتماعيًا وخبيرًا اقتصاديًا، واشتهر بنظرياته حول الرأسمالية والشيوعية، وقد نشر ماركس بالاشتراك مع فريدريك إنجلز البيان الشيوعي في عام 1848م؛ وكتب لاحقًا رأس المال، بحيث نُشر المجلد الأول في برلين عام 1867م؛ ونُشر المجلدان الثاني والثالث بعد وفاته في عامي 1885م و 1894م على التوالي.