قراءة في كتاب الهويات القاتلة
عن كتاب الهويات القاتلة
كتب كتاب الهويات القاتلة الكاتب المعروف أمين معلوف ، الذي كان صحفيًا في لبنان حتى الحرب الأهلية عام 1975م، إذ غادر أثناء ذلك إلى باريس مع عائلته عام 1976م، وأصبح روائيًا مشهورًا للغاية، فقد كتب حوالي 7 روايات، والعديد من المقالات، وقد ترجمت كل كتبه إلى أكثر من 20 لغة، وفازت روايته صخرة طانيوس بجائزة غونكور الفرنسية المرموقة.
ملخص كتاب الهويات القاتلة
يسرد أمين معلوف الأفكار التي تدور في باله منذ أن غادر لبنان للاستقرار في فرنسا، إذ أنه كتب هذا الكتاب بعد أن سأله العديد من الأشخاص - عن طيب نية - إذا ما كان يشعر نفسه فرنسيًا أم لبنانيًا، وكان هو يجيب عليهم على الدوام أنه هذا وذاك، ويقول إنه لم يكن يجيب هذه الإجابة حرصًا منه على التوازن والعدل، بل لأنه سيكون كاذبًا لو قال عكس ذلك.
لأن ما يحدد كيانه هو أنه يقف على مفترق الطرق بين بلدين ولغتين أو ثلاث لغات ومجموعة من التقاليد الثقافية، وهذا بالضبط ما يحدد الهوية ال خاصة به، لذا يطرح أمين معلوف في كتابه بعض الأسئلة التي تتعلق بالهوية والأهواء التي تثيرها وانحرافاتها القاتلة، ويتساءل لماذا يكون من الصعب للغاية على الإنسان أن يعبر عن جميع انتماءاته بحرية تامة.
ولماذا تكون المجتمعات العربية عرضة للتوتر والعنف فقط لأن البشر الذين يعيشون فيها لا يعتنقون نفس الدين؟ ولا يملكون نفس لون البشرة أو العين، ولا ينتمون لنفس الثقافة، لهذا كتب معلوف هذا الكتاب؛ لأنه يرفض هذا القدر المحتوم، وعلى الرغم من هذا، فالكتاب ممتلئ بالحكمة والتبصر والقلق والأمل في آن واحد.
آراء نقدية حول كتاب الهويات القاتلة
هذا الكتاب سيساعد القارئ على فهم هويته، وسوف يأخذه في جولة حول العالم ليظهر له كيف يمكن أن تؤثر جوانب حياته على الطريقة التي ينظر بها إلى نفسه، والتي يمكن أن تكون أحيانًا نظرة غير صحيحة، وسوف يسلط الضوء على أنه لا يوجد دين قاسي بطبيعته، وأن كل البشر على حد السواء فريدون ومتميزون.
عبر القراء عن امتنانهم لهذا الكتاب، وقالوا إنه من الكتب المهمة التي ناقشت المواضيع بحيادية، واقترحت العديد من الحلول للمشاكل المطروحة فيه، وامتدحوا الأسلوب الأدبي الذي اتبعه معلوف في كتابة الكتاب، وفكرة طرح أفكاره بناءً على تجربته الشخصية ودراساته وأبحاثه، بأسلوب دافئ بعيد عن التعالي العلمي والتنظير الفلسفي.
كما أن تسليطه الضوء على الشرق في بداياته، وتقلباته في تحديد هويته التي اتخذت أحيانًا جانباً قومياً وأحيانًا جانب دينياً وأحيانًا عرقي، وكل ما تبع ذلك من مغالطات في فهم الهوية، التي أدت إلى التطرف و العنصرية ، الأمر الذي أودى بحياة الكثيرين، كما أنه ناقش تأثير المجتمع على الدين أو بشكل أكثر تحديدًا على تفسير الدين، بطريقة حيادية تمامًا، بعيدًا عن التحيز.
اقتباسات من كتاب الهويات القاتلة
كتاب الهويات القاتلة أحد الكتب الثقافية الفكرية الذي ضم بين طياته الكثير من العبارات الرنانة، ومن أجمل الاقتباسات التي يمكن تسليط الضوء عليها في الكتاب ما يأتي:
- هذا بالضبط ما يميز هوية كل منا، أي كونها معقدة فريدة، غير قابلة للاستبدال، وغير متشابهة مع غيرها.
- لقد حالفني الحظ؛ لأنني لم أتعرض إلى تجارب مريرة وقاسية، وحالفني الحظ لأنني خرجت باكرًا جدًا من هذا الجحيم مع أفراد عائلتي سالمين، وحالفني الحظ لأنني حافظت على نظافة يدي ونقاوة ضميري.
- إن كل المذابح التي ارتكبت في السنوات الأخيرة، بالإضافة إلى معظم النزاعات الدموية، مرتبطة بملفات انتمائية شائكة وسحيقة، ويكون ضحاياها الشعوب نفسها أحيانًا، بصورة تبعث على اليأس، ومنذ الأزل، وتنقلب الآية في بعض الأحيان، فيصبح جلادو الأمس هم الضحايا، ويتحول الضحايا إلى جلادين.
- يجب أن يستأهل الإنسان، ويستحق حق انتقاد الآخر، فإذا ما أظهرنا لأحدهم العداء أو الازدراء، سوف تبدو أبسط ملاحظة نبديها، سواء أكانت مبررة أم لا، كأنها اعتداء يحمله على التشنج والتقوقع، ويشجعه بصعوبة على التغير.
- وفي الواقع، إذ كنا نؤكد بكل هذا الغضب اختلافاتنا، فذلك لأننا بالضبط أقل وأقل اختلافًا، لأن كل يوم يمر يقلص شيئًا فشيئًا اختلافاتنا، ويزيد أوجه الشبه بيننا، بالرغم من نزاعاتنا وعداواتنا الأزلية.