قراءة رواية شلة ليبون
قراءة رواية شلة ليبون
تدور رواية شلة ليبون للكاتب هشام الخشن حول 7 من الأصدقاء، تجمعهم صداقة قوية وطويلة تمتد على مدى 30 عام، منذ أن كانوا في تلك المدرسة الشهيرة بحي الزمالك، وكانوا يتقابلون بشكل مستمر مهما فرقتهم الحياة، إذ كانوا يتجمعون على الأقل ليلة رأس كل سنة في شقة أحدهم، الذي يسكن في عمارة ليبون المطلة على نهر النيل .
لكن حملت لهم ليلة رأس السنة في هذا العام مفاجآت غير متوقعة، منذ أن قرروا أن يلعبوا لعبة يفوز فيها أحدهم فقط بجائزة كبيرة، وفي أثناء استغراقهم في لعبتهم هذه يعرفنا الكاتب على شخصية كل واحد وحكايته، فيتضح كم تتشابك حكاياتهم معًا وتتعقد خيوطها بصورة مذهلة، ولعبة البوكر التي يقومون بلعبها إنما يرمز بها الكاتب للعبة الحياة ويسقطها على حياة كل واحد من الأصدقاء السبع.
ويدخل القارئ في حيرة، من يريد له الفوز في اللعبة؟ هل المؤلف ذو الخلفية المتوسطة الذي كان الحظ حليفه بصداقة شلة من الأثرياء في الزمالك، والذي يسرد في أول الرواية نبذة تاريخية مشوقة للغاية عن عمارة ليبون وتاريخها؟.
أم الصديقة الممثلة، أم قصة الحب الثلاثية بين الفنانة وفتى الملاكمة ورجل الأعمال الثري هادئ الطباع، أم الفتاة المسكينة، التي وافقت على الزواج من ثري عربي كزوجة ثانية وتنتظر أن يتزوج عليها اثنتان أخرتان؟.
نبذة عن مؤلف رواية شلة ليبون
كاتب رواية شلة ليبون هو هشام الخشن روائي مصري ولد عام 1963م، وأصدر مجموعتين قصصيتين و 7 روايات تقريبًا، حصل على بكالوريوس الهندسة المدنية من الجامعة الأمريكية في القاهرة عام 1986م، ثم الماجستير من ذات الجامعة في إدارة الأعمال عام 1992م، وبدأ بنشر أولى مجموعاته القصصية عام 2009م، والتي كانت بعنوان (حكايات مصرية جدًا).
وبعد عامين صدرت روايته الأولى ما وراء الأبواب، وبعد الثورة صدرت روايته الثانية 7 أيام في التحرير، التي يروي فيها أحداث ثورة 25 يناير المصرية، ثم صدرت روايته الثالثة عام 2012م بعنوان آدم المصري، ثم المجموعة القصصية الثانية بالتعاون مع الكاتبة رشا سمير عام 2013م والتي كانت بعنوان دويتو.
وبعد مرور عام أصدر رواية جرافيت، التي دخلت في القائمة الطويلة للجائزة العالمية للرواية العربية عام 2014م، وصنفت كواحدة من أفضل 16 عمل روائي، أما روايته حدث في برلين فكانت ضمن أكثر الكتب مبيعًا في مصر عام 2018م.
آراء نقدية في رواية شلة ليبون
رواية شلة ليبون رواية لها أسلوبها الخاص، استطاع فيها الكاتب توصيل فكرته بأسهل طريقة للقارئ، وهذا ما جعل الرواية بسيطة وسهلة القراءة، كما أن لغة الرواية تم توظيفها من قبل الكاتب بطريقة مبهرة وبسيطة، أما من حيث الشخصيات - التي تعد النقطة الأهم في الرواية - فقد نجح الكاتب في وصف 7 شخصيات مختلفة، كل منهما له خلفية وقصة.
واستطاع الكاتب رسم كل شخصية بطريقة رائعة وواضحة، وجعل هناك تطور ملحوظ فيهم، كما أنه يجعل القارئ يكتشف طبقة جديدة لكل شخصية مع كل حدث يحدث، فمن خارج الرواية يرى القارئ شخصيات حققت كل النجاحات من مال وشهرة وثقافة، بحيث تبدو كل شخصية مثالية للغاية.
أما من الداخل وحين يتعمق القارئ في الرواية أكثر يرى ويفهم أشياء مختلفة، لكن بعض القراء قالوا أنهم كانزا سيحبون لو أن يزيد الكاتب فترة السرد عن الشخصيات، ليتم التعمق في صداقتهم أكثر.
لكي يعرف القارئ تفاصيل أكتر عن صداقتهم في الصغر، ويفهم نفسية كل شخصية وانعكاسها عليهم في سن الطفولة عندما يكبروا في العمر، وجدير بالذكر أن الكاتب - على حد قول القراء - نجح في أن يخلق تعاطف مع كل الشخصيات، وكانت فلسفته في الرواية عميقة وجيدة إلى حد كبير.
اقتباسات من رواية شلة ليبون
هناك بعض العبارات المميزة التي يمكن تسليط الضوء عليها كاقتباسات من الرواية، إذ تركت هذه العبارات صدى كبير وأثر قوي في النفس، ومن هذه العبارات ما يأتي:
- حكمتك وخبرتك غصب عنك هتتغلب عليها مشاعرك في أوقات كتير، وهاتنسيك كل اللي تعرفه عن أصول اللعب، لأننا بشر وده جزء من تركيبتنا، تبقى مشكلة لما تبقى دي عادة، ساعتها هاتفضل خسران دايمًا.
- الحياة هي ما نفعله بما اختاره لنا القدر.