فيتامين ج والدورة الشهرية
فيتامين ج والدورة الشهرية
يعتقد البعض بأنَّ فيتامين ج (بالإنجليزيَّة: Vitamin C)، أو ما يُسمّى بحمض الأسكروبيك (بالإنجليزية: Ascorbic acid) قد يُحفز الدورة الشهرية ؛ حيثُ يُعتقَّد أنَّه قد يرفع مستويات هرمون الإستروجين (بالإنجليزية: Estrogen)، ويُخَفِض مُستويات هرمون البروجسترون (بالإنجليزية: Progesterone)، ممّا قد يُؤدي إلى انقباض الرحم، وانهيار بطانته، وبالتالي تدفق الدورة الشهريَّة ، لكن لا تتوفر أيّ أدلةٍ علميَّةٍ موثوقةٍ تُثبِت ذلك.
ومن ناحيةٍ أُخرى إنَّ فقر الدّم الناجم عن نقص الحديد (بالإنجليزيَّة: Iron deficiency anemia) يُعدّ من المُضاعفات الأكثر شيوعاً لغزارة الطمث (بالإنجليزيَّة: Menorrhagia)، إذ إنَّ الحديد يُعدُّ ضرورياً لتكوين الهيموغلوبين (بالإنجليزية: Haemoglobin)؛ وهو المركب الذي يحمل الأكسجين إلى خلايا الدّم الحمراء، ويُساعد فيتامين ج على تعزيز امتصاص الحديد؛ لذا فإنَّه من الممكن أن يكون جُزءاً من الخطة العلاجيَّة لمرضى فقر الدّم الناجم عن نقص الحديد.
هل هناك فيتامينات أخرى تؤثر في الدورة الشهرية
يُلاحظ أنّ نقص تركيز فيتامين د في الجسم يرتبط بحدوث مشاكل في الدورة الشهريّة وعدم انتظامها، وقد أشارت دراسةٌ ضمّت 77 مرأةً في مرحلة الدراسة، ونُشرت في مجلة Nutrients عام 2012؛ إلى أنّ هناك رابطاً بين تكرار حدوث الدورة الشهرية ومستويات فيتامين د، ولذلك فقد أوصى الباحثون في الدراسة بأهمية مراجعة الطبيب بالنسبة للنساء اللاتي يعانين من نقصٍ في مستويات فيتامين د، كي يصف لهنّ المكملات التي تقلل هذا النقص، وقد يساعد ذلك على عودة انتظام الدورة الشهرية.
فوائد فيتامين ج العامة
من فوائد فيتامين ج العامّة نذكر ما يأتي:
- يلعب دوراً مهمّاً في تكوين الأوعية الدموية والغضاريف، والعضلات، والكولاجين الموجود في العظام.
- يدخل في عمليات الشفاء للجسم.
- يُساعد الجسم على تعزيز امتصاص الحديد وتخزينه، كما ذكرنا سابقاً.
- يُعدّ من مُضادات الأكسدة التي تُساعِد على حماية خلايا الجسم من آثار الجذور الحرة (بالإنجليزيَّة: Free radicals)؛ وهي جزيئات تنتج من عمليات هضم الطعام، أو من تعرض الجسم لدخان التبغ، وأشعة الشمس، أو الأشعة السينية، وغيرها من المصادر، وقد تلعب الجذور الحرّة دوراً في الإصابة بأمراض القلب ، والسرطان، وأمراضٍ أُخرى.
لقراءة المزيد من المعلومات حول فيتامين ج وأهميته للجسم يمكنك الرجوع إلى مقال ما هو فيتامين c .
أضرار فيتامين ج
درجة أمان فيتامين ج
نذكر فيما يأتي درجة أمان تناول فيتامين ج للفئات المختلفة:
- لمعظم البالغين: يُعدُّ فيتامين ج غالباً آمناً عند تناوله بالجرعات الموصى بها، ولكنه قد يُسبِّب بعضاً من الآثار الجانبية لدى بعض الأشخاص، ومنها: الغثيان، والقيء، وحرقة وتقلّصات في المعدة، والصداع، وغيرها، وتزداد احتمالية ظهور هذه الأعراض عند زيادة الكمية المُتناولة من فيتامين ج؛ إذ أنَّه من المحتمل عدم أمان تناول فيتامين ج بكميّاتٍ تزيد عن 2000 مليغرامٍ يوميّاً؛ حيثُ أنَّها قد تُسبِّب آثاراً جانبيّة كالإصابة بحصوات الكلى، والإسهال الشديد.
- للحوامل والمُرضعات: يُعدّ تناول فيتامين ج من قِبَل الأمّ الحامل والمُرضع آمناً غالباً، وذلك عند تناوله بكمياتٍ لا تزيد عن 2000 مليغرامٍ يوميّاً للنساء فوق سن 18 عاماً، و1800 مليغرامٍ يوميّاً للنساء من سن 14 إلى 18 عاماً، ولكن يُحتمل عدم أمان تناول فيتامين ج بكمّياتٍ تفوق الكميّات الموصى بها خلال فترتيّ الحمل والرضاعة؛ إذ أنَّه قد يُسبِّب مشاكل صحيّة للطفل حديث الولادة.
- للرضع والأطفال: يُعد تناول فيتامين ج أمناً غالباً عند تناوله بالكميات المُناسبة، ولكن من المُحتمل عدم أمانه عند استهلاكه بكمياتٍ تزيد عن 400 مليغرامٍ يوميّاً للأطفال من عمر سنة إلى 3 سنوات، و650 مليغراماً يوميّاً للأطفال من عمر 4 إلى 8 سنوات، و1200 مليغرامٍ يوميّاً للأطفال من عمر 9 إلى 13 سنة، و1800 مليغرامٍ يوميّاً للمُراهقين من عمر 14 إلى 18 سنة.
محاذير استهلاك فيتامين ج
إنَّ استهلاك فيتامين ج يرتبط ببعض المحاذير لحالاتٍ مُعينةٍ، ونذكر منها ما يأتي:
- مرضى الزهايمر: يُمكن أن يؤدّي تناول فيتامين ج مع فيتامين هـ وحمض ألفا- ليبويك (بالإنجليزية: Alpha lipoic acid) إلى تدهور الوظائف العقليّة لدى الأشخاص المصابين بمرض الزهايمر (بالإنجليزيَّة: Alzheimer's disease).
- الذين سيخضعون لعملية قسطرة: حيث يجب تجنُّب تناول المُكمِّلات التي تحتوي على فيتامين ج، أو فيتاميناتٍ أُخرى مُضادَّةٍ للأكسدة مثل البيتا كاروتين (بالإنجليزيّة: Beta-carotene)، وفيتامين هـ، مُباشرةً قبل وبعد عملية القسطرة، دون إشرافٍ طبي، إذ قد تتداخل هذه الفيتامينات مع عملية شفاء الجسم.
- مرضى السرطان: قد تجمع الخلايا السرطانية تركيزاتٍ عالية من فيتامين ج، لذلك فإنَّه من الضروري استشارة الطبيب قبل استهلاك فيتامين ج من قِبَل هؤلاء المرضى.
- مرضى السكري: يُمكن أن يؤدي استهلاك فيتامين ج إلى رفع نسبة السكر في الدّم، كمّا أنّ استهلاك فيتامين ج بكمياتٍ تزيد عن 300 ميلغرامٍ يوميّاً من قِبَل النساء المُسنّات المُصابات بداء السكري، قد يؤدي إلى زيادة خطر الوفاة بسبب أمراض القلب، لذلك يجب تجنُّب تناول فيتامين ج بجرعاتٍ كبيرةٍ.
- المصابون بنقص إنزيمٍ ضروريّ لعملية التمثيل الغذائي؛ والذي يُسمّى بنازعة الهيدروجين جلوكوز 6 فوسفات (بالإنجليزيّة: Glucose-6-phosphate dehydrogenase)، حيثُ أنَّ استهلاك كمياتٍ كبيرةٍ من فيتامين ج قد يُسبِّب تكسُّراً في خلايا الدّم الحمراء لدى الأشخاص المُصابين بهذه الحالة، ولذلك يجب تجنُّب تناول كمياتٍ مُفرطةٍ منه.
- المُصابون باضطرابات الدّم المُرتبطة بالحديد؛ بما في ذلك الثلاسيميا (بالإنجليزية: Thalassemia)، وداء ترسب الأصبغة الدموية (بالإنجليزيّة: Hemochromatosis)، إذ إنَّ تناول فيتامين ج قد يُزيد من امتصاص الحديد ، ممّا قد يجعل هذه الحالات أسوأ، لذا يجب تجنُّب تناول كمياتٍ كبيرةٍ منه من قِبَل المُصابين بتلك الحالات.
- المُعرّضون للإصابة بنوبةٍ قلبية: قد تنخفض مستويات فيتامين ج أثناء النوبة القلبية (بالإنجليزيَّة: Heart attack)، ومع ذلك فإنَّه لا توجد علاقة مُباشرة تربط بين انخفاض فيتامين ج وزيادة خطر الإصابة بنوبةٍ قلبيةٍ.
- الذين سيخضعون لعملية زراعة الكلى: فمن المُمكن أن يؤدي الاستخدام طويل الأمد لجرعاتٍ عاليةٍ من فيتامين ج، قبل الخضوع لعملية زراعة الكلى، إلى زيادة خطر رفض الجسم للكلية المزروعة، أو تأخير المدّة المُستغرقة حتى تبدأ الكلية المزروعة أداء وظائفها.
- الأشخاص الذين يُعانون من الفُصام: (بالإنجليزيّة: Schizophrenia) قد يؤدي تناول فيتامين ج مع فيتامين هـ والأدوية المضادّة للذهان (بالإنجليزيّة: Antipsychotic Drugs)، إلى تفاقم الاضطرابات العقلية لدى بعض الأشخاص المصابين بالفصام.
- المُصابون بفقر الدّم المنجلي؛ (بالإنجليزيّة: Sickle cell anemia)؛ فقد لوحظ بأنَّ استهلاك فيتامين ج قد يزيد سوء تلك الحالة، لذا يجب تجنُّب استهلاكه بكمياتٍ كبيرةٍ بالنسبة للمصابين بهذا المرض.
- المُدخنون: حيثُ إنَّ التدخين أو مضغ التبغ قد يُخفض من مستويات فيتامين ج، لذا يجب على المدخنين زيادة استهلاك فيتامين ج في النظام الغذائي الخاص بهم.
- الأشخاص المعرضون للإصابة بحصى الكلى: إنّ زيادة الكمية المُتناولة من فيتامين ج عن 1000 مليغرامٍ يوميّاً قد يزيد بشكلٍ كبير من خطر تكرار الإصابة بحصوات الكلى مرةً أُخرى، لمن لديهم تاريخ مرضي سابق للإصابة بحصوات الكلى، لذا يجب تجنُّب تناوله بالكمياتِ التي تفوق الكميات الموجودة بالفيتامينات الأساسيّة.
مصادر فيتامين ج
يُعدّ فيتامين ج من الفيتامينات القابلة للذوبان في الماء (بالإنجليزيَّة: Water-soluble vitamins)، والتي يحتاجها الجسم للنموّ والتطور بشكلٍ طبيعيّ، ويحتفظ جسم الإنسان بكميّةٍ قليلةٍ منه، بينما يتخلُّص من الباقي عن طريق البول، لذلك يجب الحرص على تناوله باستمرار من مصادره لتجنّب حدوث نقصٍ بمستوياته في الجسم، ويتوفر فيتامين ج بوفرةٍ في العديد من المصادر الغذائية الطبيعية، بما في ذلك الفواكه والخضروات الطازجة، ونذكر فيما يأتي بعض من المصادر الغذائية الغنيّة بفيتامين ج:
- الفواكه الحمضية؛ مثل الليمون، والبرتقال.
- البندورة، وعصير طماطم.
- البطاطا.
- الفلفل الأخضر، والأحمر.
- فاكهة الكيوي ، والفراولة، والشمام.
- الخضار الورقية الخضراء؛ مثل البروكلي.
- الحبوب المُدَّعمَّة (بالإنجليزيّة: Fortified cereals).
ومن الجدير بالذكر أنَّ استهلاك 5 حصصٍ على الأقلّ من الفواكه والخضروات المُتنوعة خلال اليوم، قد يُوفر بالعادة الاحتياج اليومي المطلوب من فيتامين ج، لكن يجب التنويه إلى أنَّ محتوى الطعام من فيتامين ج قد يقلّ أثناء الطهي، أو خلال فترات التخزين الطويلة، وللتقليل من فقدانه يُنصح بالطهي على البخار أو استخدام المايكرويف.
للاطلاع على المزيد حول فيتامين ج اقرأ المقال الآتي أين يوجد فيتامين ج .
الكميات الموصى بها من فيتامين ج
يُوضّح الجدول الآتي الكمية الغذائية المرجعيَّة الموصى بها (بالإنجليزيّة: Dietary Reference Intake) من فيتامين ج بناءً على العمر، والجنس؛ وذلك حسب توصيات مجلس الغذاء والتغذية (بالإنجليزيّة: Food and Nutrition Board) التابع للأكاديمية الوطنية للطب (بالإنجليزيّة: Institute of Medicine of the National Academies):
الفئة | العمر | الكمية الغذائية المرجعيَّة (مليغرام/ اليوم) |
---|---|---|
الرّضّع | 0-6 أشهر | 40 |
الأطفال | 7-12 شهراً | 50 |
الأطفال | 1-3 سنوات | 15 |
الأطفال | 4-8 سنوات | 25 |
الأطفال | 9-13 سنة | 45 |
الذكور | 14-18 سنة | 75 |
الإناث | 14-18 سنة | 65 |
الحامل | 14-18 سنة | 80 |
المرضع | 14-18 سنة | 115 |
الذكور | 19 سنة فأكثر | 90 |
الإناث | 19 سنة فأكثر | 75 |
المرضع | 19 سنة فأكثر | 85 |
الحامل | 19 سنة فأكثر | 120 |
المدخنين | - | 35 زيادة عن غير المُدخنين |