موضوع تعبير عن أهمية التعاون
التعاون مفتاح القوة
قال الشاعر خليل مطران:
باركَ اللّهُ في جهودِ شبابٍ
- بيدَيها مفاتيحُ الأغلاقِ
عرفوا نعمةَ التعاونِ في الخـيرِ
- فوافَوا به على ميثاقِ
إن البشر في هذه الدنيا كجسم الإنسان الواحد، إذا ضعف فيه عضو واحد ضعف الجسد كله، وإن قويت الأعضاء، وتعاونت وتكاتفت، فإن الإنسان يصير قويًّا، ويقدر على إنجاز وتحقيق المستحيل.
خلقنا الله تعالى وجعل فينا حب التعاون وروح الجماعة، فإذا كنا بالفعل متعاونين متحابين، فإن القوة ستراقنا في كل شيء، فالتعاون في العمل قوة، وفي الإنجاز قوة، والتعاون في فعل الخير قوة.
بالتعاون تتيسر الخيرات
إن التعاون من أكثر الأشياء التيس تسهل على الناس حياتهم، فالأمر الذي يحتاج عشرة أيام لإنجازه، بالتعاون ينتهي في يومين أو ثلاث فقط، وهو الطريق الذي يوصلنا إلى الراحة والاطمئنان والسكينة، ولو مشيت طريقًا وحدك في هذه الدنيا لظننت أن الطريق المتسوي سلمًا طويلًا صعبًا، أما لو صعدت سلمًا طويلًا مع أفراد متعاونين، فإنك ستعبره وكأنك تسير على طريق سهل مستوٍ.
يُعدُّ التعاون من أهم القيم التي يجب أن يلتزم بها الجميع، فهو يعني التآزر ومساعدة الأفراد لبعضهم البعض لتحقيق غاية سامية واحدة، وفي ذلك طريقة مثلى للوصول إلى إنجازاتٍ عظيمة في وقتٍ قياسي، من خلال توزيع المجهود على عدة أشخاص في سبيل تحقيق هدف واحد.
في التعاون تكمن قوة المجتمع وازدهاره، وعلوِّ مكانته وزيادة هيبته بين الأمم، ومن مظاهر التعاون مساعدة التلاميذ لبعضهم البعض في دروسهم، ومساعدة الزوج لزوجه في تربية الأبناء وتلبية احتياجاتهم، وإنجاز بعض المهام المنزلية، وفي مساعدة الأفراد بالمحافظة على نظافة الشوارع والمرافق العامة تعاون مع عمّال النظافة، كما أنّ مساعدة الغني للفقير في توفير احتياجاته صورة رائعة من صور التعاون، وغيرها من أمثلة كثيرة علينا أن نطبقها ليعمّ الرقي أوطاننا.
لولا التعاون لما تحققت الكثير من الاكتشافات العظيمة، فهو ليس تشاركٌ بالأيدي فقط، وإنما أيضًا تشارك بالعقول والأفكار، كما أنَّ الله -سبحانه وتعالى- يوفق المتعاونين ويُيسر أمرهم؛ لأن يد الله مع الجماعة، بشرط أن يكون هذا التعاون لأجل فعل الخير، حيث ورد في القرآن الكريم قوله تعالى: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ).
يحقق التعاون التقارب الفكري والعقلي بين الأشخاص، كما أنَّه يزيد الألفة بينهم، لأنه يخلق جواً من تبادل الأفكار والخبرات، كما أنّه يزيل شعور الأنانية وحب التملك من النفس، لأن من يُشارك الناس ما يملك من قوة جسدية وفكرية، سيعتاد مع الوقت التخلي عن أنانيته، ويُقدم جميع خبراته لمن يتعاون معهم.
عون الله ثمرة من ثمار التعاون
قال الرسول صلى الله عليه وسلّم: (اللَّهُ في عَوْنِ العَبْدِ ما كانَ العَبْدُ في عَوْنِ أَخِيهِ)،فهل هناك أجمل من أن تفوز بتعون الله لك؟ وما هو التعاون إلا حديقة غناء ندخلها فنتمتّع بالسعادة والابتسامة وحب الآخرين لنا، وفوق ذلك كله، حب الله لنا وعونه لنا.