في أية معركة كان الرسول أول من رمى بالمنجنيق
غزوة الطائف أول مرة رمى بها الرسول بالمنجنيق
كان استخدام رسول الله -صلّى الله عليه وسلم- للمنجنيق أوّل مرّة عندما قام بحصار مدينة الطائف ، والمنجنيق عبار عن آلة تتضمّن شبكة يوضع بها حجارة أو مواد محترقة، يتمّ قذفها بطريقة معيّنة نحو أسوار العدوّ، فتقوم بحرق أو هدم ما تقع عليه.
وقد ساعد استخدام المنجنيق على اشتداد الحصار على العدوّ، وقد روى مكحول -رضيَ الله عنه- فقال: "نصَب المَنْجَنِيقَ على أهلِ الطائفِ أربعين يومًا".
معركة الطائف
هناك العديد من المعلومات المتعلقة بمعركة الطائف، نبين أبرزها على النحو الآتي:
سبب معركة الطائف
كان المشركون قد انهزموا في غزوة حُنين وانسحبوا من أرض المعركة يجرّون خلفهم هزيمتهم وخزيهم، فتفرّقوا في الجبال والوديان، وكانوا قد تركوا خلفهم نساءهم وأطفالهم وأموالهم، وقد أمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بمطاردة العدو حتى لا تسوّل لهم أنفسهم الاعتداء على المسلمين مرّة أخرى.
فقدم مالك بن عوف ومعه المنهزمون من هوازن وثقيف في وادي حُنين إلى الطائف، وأغلقوا أبواب المدينة على أنفسهم، وأدخلوا في الحصن ما يكفيهم من الطّعام والشراب لما يقرب الشهر، وكانوا على أهبة الاستعداد من أجل الحرب، فتوجه رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- حتى وصل قريباً من الطائف، وكان ذلك في شوّال من العام الثامن من الهجرة، فلم يستطع أن يدخل الطائف، وبدأت النبل تتوجّه للمسلمين من قبل أهل ثقيف.
فقام الرسول -صلى الله عليه وسلم- بتغيّير مكان الجيش، وحاصرهم بضعاً وعشرين ليلة، وتبادل الفريقين النّبل، واشتدّ القتال، واستخدم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عندها المنجنيق لأوّل مرّة.
ولمّا انتهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من القتال وانصرف، قيل له: "يا رسول الله ادعُ عليهم"، فدعا لهم بالهداية، وما هو إلّا أقل من عام حتى أقبلوا إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- ودخلوا في الإسلام، وكان إسلامهم في شهر رمضان من العام التاسع، وعيّن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عثمان بن العاص الثّقفي والياً عليهم.
نهاية معركة الطائف
نزل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالقرب من الطّائف ووقع القتال بين المسلمين وعدوّهم، حتى أُصيب عدداً من المسلمين، فقام الرسول -صلى الله عليه وسلم- بتغيّير مكان الجيش وانتقل بهم إلى مسجد في وادي كان يقال له العقيق، وكان مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- اثنتين من زوجاته إحداهما أمّ سلمة.
ثمّ رمى الرسول -صلى الله عليه وسلم- أهل الطائف بالمنجنيق، ودخل مجموعة من المسلمين تحت دبابة واقتربوا من سور الطّائف، فصبّ عليهم أهل الطّائف سكك الحديد المحماة، ورموهم بالنّبل حتى أصابوا منهم قوماً، فأمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بقطع ثمارهم وطلب منه ابن مسعود ألّا يفعل ذلك خوفاً على ماله؛ حيث كان حينها بعيداً عن الطّائف، فاستجاب الرسول -صلى الله عليه وسلم- لطلبه.
وحاصرهم الرسول -صلى الله عليه وسلم- في حصنهم واستشار الصّحابة في أمرهم، فأشاروا عليه أنّهم مهزومون لا محالة وأنّهم سيعودون لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- سواءً حاصرهم أم لم يحاصرهم.
وبعد حصار دام قرابة العشرين ليلة انصرف عنهم الرسول -صلى الله عليه وسلم- ودعا لهم بالهداية، وقد استجاب الله -تعالى- لدعائه؛ حيث أقبل مالك بن عوف -رضي الله عنه- إلى الرسول -صلى الله عليه وسلم- وأعلن إسلامه، ثمّ عاد إلى قومه ودعاهم إلى الإسلام، وأقبل بهم إلى رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- مسلمين.