فوائد وعجائب الثقة بالله
فوائد وعجائب الثقة بالله
إنّ الثّقة بالله يقابلها في معناها حسن الظن بالله -تعالى-، لذلك سيتمّ فيما يأتي بيان فوائد وعجائب الثّقة بالله وحسن الظن به:
- زيادة تقوى الله تعالى والإيمان به:
وذلك يتأتّى باليقين التّام بأنّ أمر المسلم كلّه خيرٌ من الله تعالى، بخلاف من أساء الظن به وانعدمت عنده الثقة بقدره، فقد يلقى خسرانًا كبيرًا، ودليل ذلك قوله تعالى: (وَلَكِن ظَنَنتُمْ أَنَّ اللَّهَ لاَ يَعْلَمُ كَثِيرًا مِّمَّا تَعْمَلُون* وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنتُم بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُم مِّنْ الْخَاسِرِين).
- حسن الخاتمة عند الموت:
فمن جعل حياته أساس الثّقة بالله تعالى وحسن الظن به، أعطاه الله بحسن هذا الظن، ووفّقه في خاتمته وهوّن عليه سكرات الموت، فمن صدق في ثقته بالله تعالى وحسن الظّنّ به صدقه عند موته.
- الإيمان بقدر الله تعالى والتّسليم إليه:
على الرّغم من مصاب الإنسان المؤلم، إلّا أنّه يُدرك بأنّ ذلك تقديرٌ من الله تعالى، حيث يقول -سبحانه- في محكم تنزيله: (فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا).
- النّصر والأخذ بالأسباب:
إنّ الثقة بالله تعالى في النّصر والأخذ بالأسباب في أمرٍ معيَّنٍ، لا يضيع ظنّه الصّالح، حيث يدرك قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لاَ نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً)؛، ممّا يعني وجوب إحسان العمل مع إحسان الظن بالله تعالى والثقة به.
- طهارة الجوارح والقلب:
على العبد أن يحرص على إفراد الله تعالى وإخلاصه بالنّيّة، والثّقة التامّة به، فمن الجدير بالذّكر أنّ ذلك شرطٌ رئيسٌ لقبول الأعمال، فالأعمال يجب أن تكون خالصةً؛ أيْ خاليةً من الشّرك بالقول والعمل والقلب.
تعريف الثقة بالله
تُعرّف الثّقة بالله بأنّها تعلُّق قلب العبد بكلّ ما أمر به الله تعالى، حيث يكون هذا التّعلُّق أساسه نيل المنفعة ودفع الضّرر، والثّقة هي الانقياد التّام لله تعالى والاستسلام له بكافَّة الجوارح، ومن الأمثلة على ذلك: إبراهيم -عليه السّلام-؛ وذلك عندما أُلقي في النّار فدعا ربّه؛ فكانت بردًا وسلامًا عليه، بالإضافة إلى تركه لزوجته هاجر، وابنه إسماعيل في صحراء لا يقطنها أحدٌ، حيث تركهما في حفظ الله تعالى، وكان ذلك بأمرٍ منه تعالى.
أهمية الثقة بالله
تكمُن أهمّية الثقة بالله في أن يكون العبد منقادًا له بكافّة جوارحه، لِما يترتّب على ذلك من آثارٍ إيجابيَّةٍ على النفس، وفيما يأتي بيان أهمية الثقة بالله:
- تُعدّ الثّقة بالله -تعالى- صفةً عامَّةً للأنبياء والمرسلين والزّاهدين والعابدين، ودليل ذلك هجرة الرّسول -صلى الله عليه وسلّم- من مكّة المكرمة إلى المدينة المنورة.
- تُعدّ الثّقة بالله وسيلةً رئيسةً لتحقيق الرّضا الذاتي، بالإضافة إلى وصول العبد إلى درجة الزّهد والنّجاة من الهموم والأحزان.
- تُعدّ الثّقة بالله وسيلةً تؤدّي إلى الفوز الكبير في الدّنيا والآخرة.
- تُعدّ الثّقة بالله مظهرًا من مظاهر التّوكّل على الله تعالى، والاستعانة به في كافّة الأمور الحياتية.