فوائد من سورة الفاتحة
فوائد من سورة الفاتحة
لقد أنعم الله -سبحانه وتعالى- على المسلمين بسورة الفاتحة؛ لما لها من فوائد عديدة في حياتهم عند قراءتها، وحفظها وتدبر معانيها؛ فقد ابتدأت بحمد الله والثناء عليه وتمجيده، والتوسل إليه بعبوديته وتوحيده، وفيها شفاء للأبدان ب الرُقية الشرعية ، وفيما يأتي ذكر لبعض هذه الفوائد:
- توحيد الله وعبادته
قال الله -تعالى-في كتابه العزيز: (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ).
- توحيد أسماء الله الحسنة وصفاته
قال الله -تعالى- في كتابه العزيز: (الرَّحْمَـنِ الرَّحِيمِ).
- الإيمان باليوم الآخر
قال الله -تعالى- في كتابه العزيز: (مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ).
- حمد الله وشكره.
- المناجاة بين العبد وربه.
- رقية للمريض.
- اتباع طريق الحق والابتعاد عن طريق الباطل.
قال الله -تعالى- في كتابه العزيز: (اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ)، والصراط المستقيم هو: دين الله، وهو توحيد الله والإخلاص له، وطاعة أوامره وترك نواهيه.
- منع غضب الله.
- شفاء القلوب والأبدان
والتحقيق بـقول الله -تعالى- بكتابهِ العزيز: (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ)، علماً ومعرفة وعملاً وحالاً، ويتضمن الشفاء من مرض فساد القلب والقصد.
أسماء سورة الفاتحة
لسورة الفاتحة أسماء كثيرة، نذكر منها:
- السبع المثاني.
- الشافية.
- الكافية.
- الواقية.
- أم الكتاب.
- فاتحة الكتاب؛ لأنَّها يُفتَتَح بكتابتها المصاحف.
- السبع المثاني ولقد قال الله -تعالى- في كتابه العزيز: (وَلَقَد آتَيناكَ سَبعًا مِنَ المَثاني وَالقُرآنَ العَظيمَ).
سبب نزول السورة
عن أبي ميسرة: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان إذا برز سمع منادياً يناديه: (يا محمد، فإذا سمع الصوت انطلق هارباً، فقال له ورقة بن نوفل: إذا سمعت النداء فاثبت حتى تسمع ما يقول لك، قال: فلما برز سمع النداء: يا محمد، فقال: لبيك، قال: قل: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله، ثم قال: قل: "الحمد لله رب العالمين* الرحمن الرحيم* مالك يوم الدين" حتى فرغ من فاتحة الكتاب).
فضل سورة الفاتحة
لسورة الفاتحة فضائل كثيرة ، نذكر منها:
- القرآن العظيم
(أنَّ رسولَ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- قال: وقرَأَ عليه أُبَيٌّ أُمَّ القُرآنِ، فقالَ: والذي نفْسي بيَدِه، ما أُنزِلَ في التوراةِ، ولا في الإنجيلِ، ولا في الزَّبورِ، ولا في الفُرقانِ مِثلُها، إنَّها السبْعُ المَثاني، والقُرآنُ العظيمُ الذي أُعطِيتُ).
- أعظم سورة في القرآن.
- ركن من أركان الصلاة
ولا تصح الصلاة بدونها، فالواجب على المسلم في الصلاة أن يبتدأ بقراءتها في أول ركعاته، عن عُبادةَ بن الصَّامتِ -رضي الله عنه-، أنَّ رسولَ الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: (لا صلاةَ لِمَن لم يقرأْ بفاتحةِ الكِتاب).
- مفتاح كل خير وسعادة
واسمها دليل كبير على ذلك فالإنسان يستعين بالله ويتوكل عليه وهو مُتيقن بالخير الذي سوف يحصل عند قرأتها.
- اشتملت جميع معاني الكتب المنزلة
حيث ذكرت أصول الدين وفروعه، والعقيدة الإسلامية، والتشريع الإسلامي، وكيفية العبادة، والطلب من الله الاستقامة الدائمة على الطريق الصحيح الذي فيه الهداية والابتعاد عن الضلال، فهو الوحيد القادر على ذلك، وهو الرحمن الرحيم بعباده.
- أنفع الدعاء
على المسلم عند قيامه بالدعاء لله في طلب حاجاته وتيسير أموره أن يبدأ بها؛ لأنها مفتاح الغنى والفلاح والصلاح، ويتقوّى بها فيذهب معها غمه وحزنه وألمه.
ومضات من حديث "قسمت الصلاة بيني وبين عبدي"
ثبت في صحيح مسلم عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (مَن صَلَّى صَلاةً لَمْ يَقْرَأْ فيها بأُمِّ القُرْآنِ فَهي خِداجٌ ثَلاثًا غَيْرُ تَمامٍ، فقِيلَ لأَبِي هُرَيْرَةَ: إنَّا نَكُونُ وراءَ الإمامِ؟ فقالَ: اقْرَأْ بها في نَفْسِكَ؛ فإنِّي سَمِعْتُ رَسولَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- يقولُ: قالَ اللَّهُ -تَعالَى-: قَسَمْتُ الصَّلاةَ بَيْنِي وبيْنَ عَبْدِي نِصْفَيْنِ، ولِعَبْدِي ما سَأَلَ، فإذا قالَ العَبْدُ: "الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العالَمِينَ"، قالَ اللَّهُ تَعالَى: حَمِدَنِي عَبْدِي).
(وإذا قالَ: "الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ"، قالَ اللَّهُ تَعالَى: أثْنَى عَلَيَّ عَبْدِي، وإذا قالَ: "مالِكِ يَومِ الدِّينِ"، قالَ: مَجَّدَنِي عَبْدِي، وقالَ مَرَّةً فَوَّضَ إلَيَّ عَبْدِي، فإذا قالَ: "إيَّاكَ نَعْبُدُ وإيَّاكَ نَسْتَعِينُ" قالَ: هذا بَيْنِي وبيْنَ عَبْدِي، ولِعَبْدِي ما سَأَلَ، فإذا قالَ: "اهْدِنا الصِّراطَ المُسْتَقِيمَ صِراطَ الَّذينَ أنْعَمْتَ عليهم غيرِ المَغْضُوبِ عليهم ولا الضَّالِّينَ" قالَ: هذا لِعَبْدِي ولِعَبْدِي ما سَأَلَ).
نستفيد من هذا الحديث عدة أمور جليلة، نذكر منها:
- لا تصح الصلاة دون قراءة الفاتحة.
- جواز قراءة الفاتحة في الصلاة سرًا خلف الإمام.
- كل آية من سورة الفاتحة فيها تخاطب بين العبد وربه؛ من حمد وثناء وتمجيد، وتفويض واستعانة، وطلب للدعاء ومظنة الإجابة.