فوائد لبان الذكر وأضراره
وفيما يتعلَّق بتركيب لبان الذكر؛ فإنه يتكوّن من الزُّيوت العطريّة بنسبةٍ تتراوح بين 5% إلى 9%، والصّمغ القابل للذّوبان في الكحول بنسبةٍ تتراوح بين 65% إلى 85%، فيما يُشكِّل الصمغ القابل للذوبان في الماء النسبة المُتبقيّة.
إضافةً إلى احتواء لبان الذكر على العديد من التيربينات (Terpenes)؛ وهي مركَّباتٌ كيميائيّة تنتجها العديد من النباتات؛ وأهمُّها هو حمض البوسوليك (Boswellic acid) الذي يُعدّ أكثرها نشاطًا بيولوجيّاً، وتجدر الإشارة إلى أنّ هذا النبات يمتلك خصائص مُضادَّةً للبكتيريا، والفطريّات، والالتهابات، بالإضافة إلى نشاطه المُحفِّز للمناعة.
فوائد لبان الذكر حسب درجة الفعالية
يُقدِّم لبان الذكر العديد من الفوائد الصحيّة للجسم، فكثيرًا ما نسمع مثلًا عن فوائد لبان الذكر للبشرة أو عن فوائد لبان الذكر للتخسيس، ولكن من الجدير بالذكر أنّه لا توجد أدلة علمية كافية لإثبات فعاليته في هذه الاستخدامات، ومن جهةٍ أخرى فإنَّ نوعًا آخر من اللبان يُعرَف باسم اللبان الهنديّ يُوفّر مجموعةً من الفوائد التي ستُوضّح فيما يأتي بحسب درجة فعاليتها:
احتمالية فعاليته (Possibly Effective)
تحسين حالة المُصابين بالتهاب المفصل التنكسيّ
توجد فوائد للبان الذكر للالتهابات، وذلك تِبعًا لامتلاكه خصائص مُضادَّةً للالتهابات، والتي قد تساعد على الحدِّ من التهاب المفاصل لدى المرضى المُصابين بالتهاب المفصل التنكسيّ (Osteoarthritis)، إذ إنّه يُساعد على الحدِّ من إنتاج مُركَّبات اللوكوترايينات (Leukotrienes) التي يُمكنها التسبُّب بحدوث التهابات.
وفي إحدى مُراجعات الدراسات التي نُشرت في مجلة Seminars in Arthritis and Rheumatism عام 2018 تبيَّن أنَّه قد يكون فعالاً في الحدِّ من الألم، وتعزيز الحركة لدى المُصابين بالتهاب المفصل التنكسيّ، وعلى الرّغم من ذلك فلا يزال هناك حاجةٌ للمزيد من الدِّراسات؛ للتحقُّق من هذه النتائج.
التخفيف من أعراض التهاب القولون التقرحيّ
إذ أظهرتْ بعض الأبحاث أنَّ اللبان الهنديّ يُمكنه تحفيز الشّفاء لدى 70% إلى 82% من المرضى المُصابين بالتهاب القولون التقرحيّ (Ulcerative colitis)، وتقليل الأعراض الناتجة عنه، كما أنّ فعاليته لدى البعض يُمكنها أن تُماثل فعالية دواء سلفاسالازين (Sulfasalazine).
لا توجد أدلة كافية على فعاليته (Insufficient Evidence)
تحسين حالة المصابين بالربو
إذ أظهرت دراسة نُشرت في مجلة International Journal of Clinical and Experimental Pathology عام 2015 دور حمض البوسوليك الموجود في اللبان في الحدِّ من التهابات الشُّعب الهوائيّة، بالإضافة إلى تثبيط إنتاج السيتوكينات (Cytokine)؛ وهي أحد مؤشرات الالتهاب، كما أنَّه يُعيق عملية الاستجابة لمُسبِّبات الحساسيّة التي تؤدّي إلى تفاقُم الرّبو، ومع ذلك فلا بُدَّ من إجراء المزيد من الأبحاث البشريّة للتحقُّق من هذه النَّتائج.
تحسين حالة المصابين بالورم الدماغيّ
بالإضافة إلى أنّ اللبان يُقلل من الالتهابات التي تؤدّي إلى الإصابة بالعديد من أنواع السَّرطانات، فهو أيضًا قد يُساعد على مُهاجمة الخلايا السرطانيّة مباشرةً، إذ في دراسةٍ نُشرت في مجلّة Postepy Hig Med Dosw عام 2016 أنَّه يمتلك خصائص مضادَّةً للأورام؛ وبالتالي التقليل من نموِّها، وتحفيز الموت المُبرمج لها (Apoptosis).
كما أظهرَتْ نتائج دراسةٍ نشرَتْها مجلّة Cancer عام 2011 أنَّ اللبان قد يُساهم في التّخفيف من الوذمة الدماغيّة (Cerebral edema) لدى مرضى الأورام الدماغيّة، بالإضافة إلى أنَّه قد يكون عاملاً مدّخراً للستيرويد (Steroid-sparing) للأشخاص الذين يتلقَّون علاجًا إشعاعيّاً لعلاج أورام الدِّماغ، وعلى الرغم من ذلك فلا بُدَّ من إجراء المزيد من الأبحاث للتأكُّد من هذه النّتائج.
وتجدُر الإشارة إلى أن زيت اللبان أيضًا له العديد من الفوائد ، منها احتمالية مقاومة الخلايا السرطانية، ولكنّ الأمر ما زال بحاجةٍ للمزيد من الدراسات أيضًا لإثباته.
التّخفيف من الصداع العنقوديّ
وذلك تِبعًا لما أفادت به دراسةٍ صغيرةٍ نُشرت في مجلة سيفالالجيا عام 2012، وشارك فيها 4 أشخاصٍ يُعانون من الصّداع العنقوديّ (Cluster headache)، واضطرابات النّوم، وبيّنت النتائج أنَّ تناوُل كميّةٍ تتراوح بين 350 إلى 700 مليغرامٍ من اللّبان الهنديّ 3 مرّاتٍ يوميّاً، مدَّةً تصل إلى 3 أشهرٍ، قد ساهم في التّخفيف من الصّداع الليليّ لدى الحالات الأربعة، بالإضافة إلى تقليل شدّة، وتكرار الصّداع.
التّخفيف من أعراض التهاب القولون الكولاجينيّ
والذي يُعدُّ من أمراض القولون النّادرة، إذ تبيّن أنَّ مُستخلصات اللّبان الهنديّ قد تُساهم في تحسين حالة المُصابين بالتهاب القولون الكولاجينيّ (Collagenous Colitis)، وذلك وِفقًا لما جاء في دراسةٍ نشرَتْها مجلّة International Journal of Colorectal Disease عام 2007.
التّقليل من أعراض داء كرون
والذي يُعدّ من أمراض الأمعاء الالتهابيّة، ومن الجدير بالذّكر أنَّ إحدى الدِّراسات الصّغيرة التي نُشرت في مجلّة Z Gastroenterologie عام 2001، وأُجريَتْ على مجموعةٍ من الأشخاص المُصابين بمرض كرون، أظهرَتْ أنّ استخدام مُستخلَصات لبان الذكر قد تُساعد في الحدّ من الأعراض المُصاحبة لهذا المرض بنفس فعالية استخدام دواء الميسالامين (Mesalazine).
التقليل من التهاب المفاصل الروماتويديّ
على الرّغم من أنّ بعض الأبحاث تُشير إلى فائدة اللبان الهندي لدى المُصابين بالتهاب المفاصل الروماتويدي (Rheumatoid arthritis)، إلّا بعضها الآخر يستنتج العكس؛ ولذلك فإنّه لا توجد أدلة كافية للتأكد من فعاليته في التخفيف من أعراض المُصابين بهذا المرض.
درجة أمان ومحاذير الاستخدام
درجة أمان ومحاذير استخدام لبان الذكر
يُوصى بتجنُّب استهلاك لبان الذكر وما يُشتق منه، مثل منقوع لبان الذكر أو زيت لبان الذكر خلال الحمل والرِّضاعة الطّبيعيّة؛ وذلك بسبب عدم وجود معلوماتٍ كافيةٍ حول سلامة تناوُله خلال هذه الفترات، بالإضافة إلى أنّ بعض الأبحاث أشارت إلى أنَّه قد يزيد خطر الإجهاض، وتشمل أعراضه الجانبية عامةً: الارتجاع المريئيّ المَعديّ (Acid reflux)، والغَثَيَان.
درجة أمان ومحاذير استخدام لبان الذكر الهندي
إنَّ استهلاك لبان الذكر الهنديّ خلال فترتيّ الحمل، والرّضاعة الطّبيعيّة، بالكميّات الموجودة في الأطعمة يُعدُّ غالباً آمنًا، ومع ذلك فإنَّه يُنصَح بتجنُّب تناوُله بكميّاتٍ كبيرةٍ؛ إذ إنَّ المعلومات المُرتبطة بسلامة استهلاكه في هذه الحالات تُعدُّ محدودةً، كما قد يُعاني بعض الأشخاص من أعراض معيّنةٍ عند استهلاكه، مثل: الغثيان، وألم المعدة، بالإضافة إلى الإسهال.
ومن الجدير بالذكر أنّ استخدام لبان الذّكر الهنديّ قد يؤدي إلى بعض التداخلات مع بعض الأدوية، ومنها؛ الأدوية التي تعتمد على إنزيم السِيتُوكرُوم (Substrates of cytochrome) وتلك التي تعتمد على البروتين السكري-P (P-glycoprotein)، بالإضافة إلى دواء الوارفارين (Warfarin).
الفرق بين لبان الذكر والصمغ العربي
قد يخلِط البعض بين لبان الذكر والصمغ العربي، وفي الحقيقة فهما مختلفان عن بعضهما، فكما ذُكر سابقًا؛ إذ يُصنَع لبان الذكر من الصَّمغ المُستخرَج من شجرة اللبان (الاسم العلمي: Boswellia serrata)،والتي تنمو في في الشرق الأوسط، والهند، وإفريقيا.
أمّا الصمغ العربي فيُستخرج من أشجار الأكاسيا (Acacia)، وتُعدّ السودان البلد الأكثر إنتاجًا للصمغ العربي، وهو يتميّز بأنّه يذوب في الماء ليُكوّن محلولاً ذا قوامٍ قليل الكثافة، ولذلك فإنّ يُستخدم بكثرة في الصناعات الغذائيّة والدوائيّة، وله العديد من الفوائد الصحية .