فوائد عسل غذاء ملكات النحل
ملكة النحل
تتميّزُ ملكة النحل (بالإنجليزية: Queen bee) عن غيرها منذ مراحل تَكوُّنها المبكّرة، إذ تخضعُ لعنايةٍ، وتغذيةٍ، مُختلفة خلال طور اليرقة (بالإنجليزية: Larva)، وخاصةً في الأيام الأربعة الأولى، حيث تتمّ الرعاية بطريقةٍ مُعقّدةٍ داخل الخليّة؛ ممّا يُؤدّي إلى حدوث تغيّراتٍ بيوكيميائيّة، وهرمونيّة، تُؤهّلها لتُصبح ملكة النحل؛ فهي تمتلك أعضاء تناسليّة تختلف عن تلك الموجودة في العاملات، والتي تتناسب مع طبيعة عملهنّ، ولا تُشاركُ الملكة بأيّ عملٍ في الخليّة، ونتيجةً لذلك، فهي تتمتّعُ بخصوبةٍ عالية، إذ إنّها تُنتج يوميّاً آلاف البويضات، مقارنةً بالعاملات اللاتي يُنتجْنَها في بعض الأحيان فقط، وإضافةً إلى ذلك فإنّ نموّ الملكة يكتمل خلال 15.5 يوماً، بينما تحتاج العاملات إلى 21 يوماً.
كما تجدر الإشارة إلى أنّ الملكة تحصلُ على غذاءٍ خاصٍ تَصْنعُه لها العاملات، ويُطلَق عليه اسم عسل ملكة النحل (بالإنجليزيّة: Royal jelly)، أو الهلام الملكيّ، أو الغذاء الملكيّ؛ وهو سائلٌ هلاميّ أبيض اللون، يتكوّن بشكلٍ رئيسيٍّ من الماء، والبروتينات، والدهون، والكربوهيدرات ، إضافةً إلى السكريّات، ومجموعة فيتامينات ب، ومقدارٍ ضئيل من الأملاح، وعلى الرغم من ذلك فقد يختلف تركيبه تِبعاً لمصدره، ومن الجدير بالذكر أنّه عُرف باستعمالاته في الطب التقليدي منذ القِدَم؛ حيث استُعمِلَ في علاج العديد من الحالات المَرَضيّة.
فوائد عسل غذاء ملكات النحل
يتوفّر الغذاء الملكيّ بشكلٍ كبيرٍ؛ الذي يعتبر نوعاً من الأغذية الطبيعيّة، في المتاجر، وكذلك يُباعُ في الصيدليّات، والمحلّات المُتخصّصة ببيع المُكمّلات الغذائيّة ؛ ويعود ذلك إلى احتوائه على عناصر غذائيّة مفيدةٍ للجسم، وقد كشفت الأبحاث والدّراسات، رغم محدوديّتها، بعضاً من هذه الفوائد، وفيما يأتي أهمّها:
- حماية الكليتين: عن طريق تخفيف الآثار الجانبية لعلاج السرطان التي قد تؤثر في الكلى، وذلك وِفقاً للدّراسة الحيوانيّة التي أُجريَت في جامعة ارجيز (بالإنجليزية: Erciyes üniversitesi) التركية عام 2011، حيث بينت أنّ غذاء ملكات النحل يُخفّفُ من الإجهاد التأكسديّ (بالإنجليزية: Oxidative stress)، ويَحدُّ من التأثيرات الناتجة عن العلاج الكيميائي باستخدام دواء السيسبلاتين (بالإنجليزية: Cisplatine)، وعلى الرغم من ذلك فإنّ هناك حاجة للمزيد من الدراسات البشريّة؛ للتحقّق من هذه النتائج.
- الحدّ من ارتفاع ضغط الدم: حيث نشَرَت مجلّة Biological and Pharmaceutical Bulletin عام 2008، أنّ غذاء ملكات النحل قد يكون فعّالاً في خفض ضغط الدّم، وتعزيز إنتاج الإنسولين ، وذلك بناءً على نتائج دراسةٍ حيوانيّةٍ أَجرَتها جامعة أوكاياما (بالإنجليزية: Okayama University) باليابان، حيث بيّن الباحثون أنّ غذاء ملكات النحل قللّ من انقباض الأوعية الدموية، ممّا أدى إلى انخفاض ضغط الدم الانقباضي، وانخفاض مستويات الإنسولين، والدهون الثلاثية لدى الفئران المصابة بارتفاع ضغط الدم، ومقاومة الإنسولين.
- تحسين مستويات السكّر في الدم: ففي بحثٍ شمل 12 مقالةً تحتوي على أبرز الدّراسات الحيوانيّة، والسريريّة، حول تأثير الهلام الملكيّ على مرض السكريّ ، حيث تبيّن أنّ مكمّلاته تحُدُّ من مستويات الهيموجلوبين السكريّ، المعروف اختصاراً بـ HBA1C، وقياس السكر الصياميّ (بالإنجليزية: Fasting blood sugar)، إضافةً إلى ضبط نسب كُلٍّ من LDL، وHDL، والبروتين الدهني منخفض الكثافة جداً (بالإنجليزية: Very-low-density lipoprotein)، وصميم البروتين الشحمي A1 (بالإنجليزية: Apolipoprotein)، ومن الجدير بالذكر أنّه يُعَزِّز إنتاج الإنزيمات المضادّة للأكسدة، ويُقلّل من الإجهاد التأكسديّ، وعلى الرّغم من ذلك فالكشف عن الآثار المُترتِبَة على استهلاك غذاء عسل الملكات على مرض السكريّ، يحتاج مزيداً من الدراسات.
- دعم وظائف الدّماغ والتخلّص من القلق: حيث يعود ذلك إلى احتوائه على العديد من الفيتامينات التي تُكافح القلق ، وتُحسّن المزاج، وتُنظّم الهرمونات، مثل: فيتامين ب3، وفيتامين ب12 ، بالإضافة إلى فيتامين ب5، أو ما يُعرَف بحمض بانتوثينيك (بالإنجليزية: Pantothenic acid)؛ وهو الحمض الذي يُساهم في إنتاج هرمون الميلاتونين (بالإنجليزية: Melatonin hormone)، حيث إنّه يساهم في تنظيم النّوم، وتعزيز الشعور بالاسترخاء، ومن المثير للاهتمام أنّ فيتامين ب5 يُطلَقُ عليه أيضاً اسم فيتامين الإجهاد (بالإنجليزية: Stress vitamin)؛ وذلك لأنّه يدخل في تكوين مرافق الإنزيم-أ (بالإنجليزية: Coenzyme A)، الذي يُعدّ ضرورياً لإنتاج النواقل العصبيّة، وتخفيف الإجهاد، والقلق، علاوةً على ذلك فإنّ الهلام الملكيّ يُوفّر مُغذّياتٍ أخرى تَحدُّ من الاختلالات الكيميائيّة في المخ، ولفهم تأثيراته بشكلٍ أدقّ فإنّ الأمر يحتاج إلى إجراء دراساتٍ سريريّة، كما تجدر الإشارة إلى أنّ بعض الحالات قد تستلزم استشارة طبيب أخصّائيٍّ؛ للحصول على العلاج المناسب.
- تعزيز التئام الجروح: حيث إنّ استهلاك عسل غذاء ملكات النحل يزيد من تدفّقَ الخلايا الليفية اليافعة (بالإنجليزية: Fibroblasts) إلى الجرح بشكلٍ ملحوظ، ممّا يُسرِّع من عمليّة التئامه ، وذلك وِفقاً لدراسةٍ مخبريّة نشرتها مجلّة Nutrition Research and Practice.
محاذير استهلاك عسل غذاء ملكات النحل
يُعدّ غذاء الملكات من الأطعمة الآمنة على صحة معظم الناس، وذلك في حال تناوله عن طريق الفم، كما استخدمت بعض المنتجات التي تحتوي على هذا الغذاء بشكلٍ آمن مدة تصل إلى شهرين وثلاثة أشهر، كما يجدر الانتباه إلى أنّه يمكن للأطفال استخدامه مدة لا تتجاوز الستة أشهر، ومع ذلك فإنّ هذا الغذاء قد يسبّب بعض ردود الفعل التحسّسية الخطيرة، مثل: تورّم الحلق، والربو ، وقد يصل ذلك للموت، وهنالك بعض الحالات النادرة التي قد يسبب فيها هذا الغذاء الإصابة بآلام في المعدة، والإسهال الذي يصاحبه النزيف، ونزيف القولون، ومن جهةٍ أخرى فإنّ الاستخدام الخارجي لغذاء الملكات على الجلد يعدّ آمناً أيضاً، إلا أنّ تطبيقه على فروة الرأس قد يسبب الطفح التحسّسي، والالتهابات، وهنالك عدّة محاذير أخرى لاستخدام هذا النوع من منتجات النحل، وفيما يأتي أهم هذه المحاذير:
- الحمل والرضاعة: حيث تنصح الحامل والمرضع بتجنب تناول غذاء الملكات؛ وذلك لانّه لا تتوفر معلومات كافية لإثبات مدى سلامة تناوله على صحتهما.
- الربو أو الحساسية: إذ ينصح الأشخاص المصابين بالربو أو الحساسيّة تجاه منتجات النحل بتجنّب تناول هذا الغذاء؛ إذ يمكن أن تسبب لهم هذه المنتجات العديد من ردود الفعل التحسسية الخطيرة التي قد تصل إلى الموت.
- التهاب الجلد: حيث يمكن لاستخدام غذاء الملكات أن يجعل التهاب الجلد (بالإنجليزيّة: Dermatitis) أسوأ.
- التفاعلات الدوائيّة: إذ يمكن لغذاء الملكات أن يتداخل مع بعض أنواع الأدوية، ومنها: دواء الوارفارين (بالإنجليزية: Warfarin)، كما يمكن أن يكون له تأثير على مستويات هرمون الديهيدرو إيبي أندروستيرون (بالإنجليزية: DHEA-S)، وغيرها من الهرمونات .