فوائد سورة الرحمن
فوائد سورة الرحمن
اشتملت سورة الرحمن على فوائد كثيرة، سنذكر بعضها فيما يأتي:
- ورد فيها حديث شريف
ورد أنَّ رسول اللَّه -صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ- قرأَ سورةَ الرَّحمنِ على أصحابِهِ فسَكتوا فقالَ: (ما لي أسمعُ الجنَّ أحسنَ جوابًا لربِّها منكُم ما أتيتُ على قولِه اللَّهِ فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ إلا قالوا: لا شيءَ من آلائِكَ ربَّنا نُكذِّبُ فلَكَ الحمدُ).
- تُظهر السّورة قدرة الله الباهرة في تسيير الأفلاك
ومرور السّفن الكبيرة في البحار وكأنها الجبال الشاهقة العظيمة بجريها فوق الماء، قال -سبحانه وتعالى-: (وَلَهُ الْجَوَارِ الْمُنشَآتُ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ).
- تكرار الآيات
خصوصاً قوله -سبحانه وتعالى-: (فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ)؛ وذلك لتأكيد التّقرير والإخبار والمنّة من الله لمَا أنعم مِنْ نِعَمٍ ظاهرة وباطنة عَلَى المخاطبين، والتعريض بتوبيخهم على إشراكهم بِاللَّهِ بأصنام لا تضر ولا تنفع ولا تسمع الدّعاء، وَكُلّها أدلة على تفرّده -سبحانه وتعالى- ب الألوهية ، وقَالَ الحسين بنُ الفضل: "التَّكْرِيرُ طَرد لغفلة النّاس وتأكيد للحجّة".
- تثير السّورة الترقب والانتظار والحماس لما سيأتي من أخبار
وقد بدأت بكلمة واحدة، قوله -سبحانه وتعالى-: (الرَّحْمَـنُ)، وتعني الرّحمة وتعلن ذلك، ثم يأتي بيان أثر هذه الرحمة عن طريق عرض آلاء الله ونعمه العظيمة.
- التشجيع على تعلّم القرآن
عندما ذكر الله -سبحانه وتعالى- آلاءه المبهرة ونعمه الكثيرة التي لا تُحصى جعل في مقدمة هذه النّعم تعليم القرآن؛ فهو المنة الكبرى، والفضل الأعظم الذي منّ الله -سبحانه وتعالى- به على العباد، ومن ثمّ ذكر خَلْق الإنسان ، ثم تعليمه البيان.
فضل القرآن الكريم
القرآن الكريم أفضل كتاب على الإطلاق؛ فقد أمر الناس ب مكارم الأخلاق والأفعال، فمَن فعل فقد فاز بالرضى وجنان النّعيم، ونهى عن فواحش الأفعال وآثام الأقوال، ومن لم ينتهِ فقد خاب وخسر، ولقراءته أجرٌ عظيم للعالِم بالتلاوة وللذي يتعلّم ويواجه صعوبة بتلاوته، فقد قال الرسول -صلى الله عليه وسلّم-: (الماهِرُ بالقُرآنِ مع السَّفَرةِ الكِرامِ البَرَرةِ، والذي يَقرَؤُه وهو يَشُقُّ عليه له أجْرُه مرَّتَينِ).
التعريف بسورة الرّحمن
هي أول السّور نزولاً على النبيّ محمد -صلى الله عليه وسلّم-، وتسمّى عروس القرآن، وترتيبها حسب المصحف العثماني رقم خمسة وخمسين، وقد تعددت الآراء في كون السورة نزلت بمكة المكرّمة أم بالمدينة المنوّرة؛ فقد قالت السيّدة عائشة -رضي الله عنها- والحسن وعكرمة وعطاء بن يسار ومجاهد وسفيان بن عيينة: إنّها نزلت في مكة.
بينما قال ابن عبّاس وقتادة: إنها نزلت في مكة المكرمة إلا آية واحدة وهي قوله -تعالى-: (يَسْأَلُهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ).
تعلن السّورة بأوضح شكل آلاء الله الباهرة العظيمة البيّنة؛ من جمالٍ في الصّنع وإبداعٍ في الخَلق، ونعم فائضة في الدنيا وفي الآخرة، وكيف أنّه -سبحانه وتعالى- يدبّر أمر الوجود والموجودات من إنسٍ وجنّ، فالخطاب بالسّورة موجّه لكليهما على سواء، وتحدّاهما بشكلٍ متكرر بالسّورة إن كانا يستطيعان التكذيب بآلاء الله الواضحة.