فوائد العلم النافع
فوائد العلم النافع
توجد العديد من الفوائد التي يتحصَّل عليها الإنسان من العلم النافع، ومنها ما يأتي:
الوصول إلى رضا الله
يُعدُّ طلب العلم النافع من الأخلاق الحميدة الفاضلة ، والذي يُعتبر صاحبه من أصحاب الحكمة؛ لِما في العلم من طريق للوصول إلى رضا الله -تعالى- وطاعته، حيثُ إنَّ العِلم بالله -تعالى- طريقٌ لمحبَّته ورضاه، فقد قال -تعالى- عن ذلك: (فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ).
حيث أمر الله -تعالى- نبيه -عليه الصلاةُ والسلام- بالعلم ثُمّ العمل والقول، وأنفع العلوم ما جاء به النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام- في الأمور الدنيويّة التي يحتاجُها الناس، ويُعدُّ العلم بمثابة النور الذي يسير به المُسلم في طريقه إلى ربّه.
وذكر ابن كثير أنَّ أصحاب العلم النافع هُم من يُفرِّقون بين الحقِّ والباطل في تفسيره لقوله -تعالى-: (وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ)، وذلك لما يورِّثه العلم لصاحبه من الإيمان والخُضوع لله -تعالى-.
وبيّن الله -تعالى- أنّ أصحاب العلم لا يستوون مع غيرهم؛ لأنّهم يتذكَّرون، ويُذاكرون، ويذكرون الله -تعالى-، فقد أخبر الله -تعالى- عنهم بقوله: (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ).
سبب في دخول الجنة
يُعدُّ العلم من الأسباب المؤدّية والمُسهِّلة للجنّة وطريقها، حيثُ إنَّ طلب العلم سبيلٌ للهداية والطاعة، وبالتالي فهو يُوصل صاحبه للجنّة، والعلم النافع هو العلم الذي ينوي به صاحبه القُرب من الله -تعالى- والانتفاع به، وقد قال النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام- عن ذلك: (من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا، سهل اللهُ له به طريقًا من طرقِ الجنةِ).
معرفة الله تعالى
يُعدُّ العلم طريقاً إلى معرفة الله -تعالى-، ولا يمكن ذلك إلاّ بالإيمان بالله، ومعرفة ما يُراد من كتاب الله وسنته -عليه الصلاةُ والسلام-، فإنَّ لذلك فروعاً وأصولاً وحقائق وشُبَه لا تُعرف إلا بالعلم والجدِّ والاجتهاد، فمن يعلم ثمّ يعمل بالقول الحقّ يصل إلى المعرفة الحقَّة بالله -تعالى-.
رفع الجهل عن الأمة
من أعظم فوائد العلم أنَّه يُبعد صاحبه عن الجهل والانحراف عن منهج الله ورسوله، فقد بيّن النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام- أنَّ الجهل ينتشرُ في الأُمّة إذا غاب العُلماء عنها، فقال: (إنَّ اللَّهَ لا يَقْبِضُ العِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنَ العِبَادِ، ولَكِنْ يَقْبِضُ العِلْمَ بقَبْضِ العُلَمَاءِ، حتَّى إذَا لَمْ يُبْقِ عَالِمًا اتَّخَذَ النَّاسُ رُؤُوسًا جُهَّالًا، فَسُئِلُوا فأفْتَوْا بغيرِ عِلْمٍ، فَضَلُّوا وأَضَلُّوا).
حيثُ إنّ العلم من أسباب السيادة والقيادة للأُمم، فقد اهتمَّ المُسلمون في العُصورالأولى بالعلم؛ وهذا الشيء جعلهم في مُقدمة الأُمم، وفي هذا دعوةٌ لجميع المُسلمين في كُلّ زمانٍ ومكان إلى الاهتمام بطلب العلم بجميع أشكاله؛ من علم شرعي وعلم دنيوي.
العلم النافع ينفع صاحبه بعد الموت
بيّن النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام- أنَّ العلم النافع من الأعمال التي تلحق الإنسان بعد موته، لقوله: (إِذَا مَاتَ الإنْسَانُ انْقَطَعَ عنْه عَمَلُهُ إِلَّا مِن ثَلَاثَةٍ: إِلَّا مِن صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو له).
حيثُ إنَّ العلم النافع ينتفع به النّاس حال حياته وبعد موته، فيصل إليه أجر ذلك وهو ميّت، فمن أوصل علماً أو بلَّغه أو نشره، أو كان سبباً في إيصاله للغير؛ يصل إليه أجر ذلك حتى بعد موته بمجرد أنّ الناس ينتفعون به بسببه.