فوائد الطيور
فوائد الطيور للبيئة
يُطلق على الطيور بأنّها حرّاس الطبيعة؛ فمن خلالها يمكن التعرّف على المؤشرات البيئية بصورة ممتازة.
كما أنّ دراسة الطيور تساعد على فهم الصحة العامة للأنظمة البيئية، ولها دور فعّال في أداء النظم البيئية المتعددة، وعند تدهور أي نوع من أنواع الطيور ستتعرّض البيئة لمأساة وسيؤثر عليها ذلك بشكل كبير، فيما يأتي توضيح لفوائد الطيور للبيئة:
تنثر الطيور بذور النباتات
تنثر الطيور بذور النباتات عند السفر، وذلك من خلال أكلها للبذور ثم تفرقتها بأماكن متعددة عن طريق فضلاتها، ومن الطيور التي تؤدّي هذه المهمة الحمام الإمبراطوري.
كما أنّ نثر البذور يعتبر من أهم الوظائف البيئية التي يُعتمد على الطيور لتحقيقها؛ ذلك لوجود أنواع نباتية تعتمد على الطيور بشكلٍ كامل في تكاثرها.
تُلقّح الطيور الأزهار
عند التفكير بملقحات الأزهار فإنّ أول ما يُذكر هو النحل أو الفراش، رغم ذلك عُرفت أنواعًا من الطيور التي تؤدي المهمة ذاتها، منها: طيور الطنانة، وآكلات النحل، وآكلات العسل، وهي مفيدة للتلقيح بشكل مباشر؛ لأنها تُلقح حوالي 5% من النباتات المستخدمة كغذاء للإنسان أو دواء، وفي حال اختفت ستكون النتائج غير مُرضية.
تُخلّص الطيور البيئة من الآفات
تحافظ الطيور على التوازن البيئي من خلال تنقية المحاصيل من الحشرات المُضرّة للتربة والقضاء على القوارض وكل ما هو ضار للمزروعات، ويمكن اعتبار ذلك طريقة طبيعية للتخلص من الآفات؛ فهناك طائر بومة الحظيرة التي تأكل في حياتها أكثر من 11 ألف فأر، والذي كان من الممكن أن يستهلك 13 ألف كغم من المحاصيل.
تُخلّص الطيور البيئة من الحيوانات الميتة
الطيور مهمة في الحفاظ على النظم البيئية؛ فهي تُخلّص البيئة من الحيوانات الميتة، واشتُهر في ذلك طائر النسر الذي عًرف بمقدرته على تناول مئات الكيلوغرامات من الحيوانات الميتة بشكلٍ سنوي.
إنّ الحيوانات الميتة لم تُشكِّل غذاءً للطيور الجارحة بأنواعها فقط؛ فقد اتجهت الطيور الأليفة نحوها أيضًا لتجد لها من خلالها طعامًا، وذلك عن طريق تناول الحشرات التي تكوّنت عليها باعتبارها جثثًا ممددة، وتناولها أيضًا.
تُخلّص الطيور البيئة من الأعشاب غير النافعة
هناك نوع من أنواع الطيور يعتبر بعضًا من الأعشاب غير النافعة غذاء له، كما أُجريت دراسات حول ذلك وتبين أنّ العصافير المحلية في ولاية أيوا تأكل ما يعادل 5,292,000 كغم تقريبًا من بذور الحشائش سنويًا.
تعد فضلات الطيور سماد عضوي للتربة
يمكن اعتبار فضلات الطيور كافة هي الأسمدة العضوية الأكثر تركيزًا؛ نظرًا لتكوين العناصر الموجودة فيها؛ فهي سهلة الامتصاص من قبل النباتات، كما أنّ الطيور تنقل المواد الغذائية من مكان إلى آخر عن طريق فضلاتها، مما يساهم في تنشيط نمو المحاصيل، وزيادة إنتاجها.
وتحتوي فضلات الطيور أيضًا على نسب مرتفعة من النيتروجين، والفوسفات والبوتاسيوم، ويُعتبر كل من هذه العناصر مغذيًا وضروريًا لإكمال عملية نمو النباتات.
تحافظ الطيور على المناطق الطبيعية
للطيور دور فعّال في دعم الغابات والأراضي العشبية في جميع أنحاء الكرة الأرضية، فهي تُخزِّن الكربون، وتحافظ على استقرار المناخ، وجعل كل ما هو ملوث مغذي عن طريق تزويد الهواء بالأكسجين، كما أنّ طائر صائد المحار يحافظ على عشبة الحبل عن طريق تناوله للقواقع التي تتغذى على الأعشاب؛ فمن دونه لتحوّلت لمنطقة طينية.
تحافظ الطيور على حياة الشعاب المرجانية
تلعب الطيور البحرية كالبجع مثلًا دورًا رئيسيًا ومهمًا في إعادة تدوير المغذيات؛ فهي تساعد على تخصيب النظم البيئية البحرية، مثل: الشعاب المرجانية، وذلك عن طريق سفرها لتتغذى في المحيط على بعد مئات الكيلو مترات.
ومع رجوع الطيور البحرية إلى أماكنها تترك طبقات من ذرق الطائر شديد النقاوة (فضلات الطيور البحرية) في مستعمراتها (أماكن وجودها)، فتتسرب فضلاتها إلى المحيط لتُخصّب الشعاب المرجانية، ومع مرور الزمن، ازدهرت الأعشاب المرجانية مقارنة بالجزر الممتلئة بالفئران.
فوائد الطيور للإنسان
عَرف الإنسان أهمية الطيور منذ القدم؛ فالطيور رائعة ومُطمئِنة، وهي تمتلك فوائد شتى للإنسان، وفيما يأتي توضيح لهذه الفوائد:
تُضيف الطيور البهجة والسرور على حياة الناس
الطيور عامةً، وطيور الزينة ذات الألوان الزاهية المبهجة والصوت العذب خاصةً، جميعها لها دور كبير في إصلاح الحالة النفسية، وتعديل المزاج، خصوصًا عند الاستماع لتغريدها عند الاستيقاظ من النوم، إذ تعطي شعورًا بالراحة، والانتعاش، والهدوء، والفرح.
وعند رؤية الطيور محلّقةً في السماء، فإنّها تبعث التفاؤل والأمل في نفوس البشر؛ فجمال العصفور المتألق وهو يحلق بهمّة في فضاء رحب يحيي الأمل في النفوس يوقظ الإيمان المبنج.
توفّر الطيور مورد مالي
تشكل الطيور مصدرًا للدخل بالنسبة للعديد من المنظمات البيئية والمراكز الطبيعية التي تسعى إلى عمل رحلات تعليمية وترفيهية لمشاهدة الطيور، والتعرف عليها، والاستمتاع بمناظرها المبدعة، وهي تُحقّق إيرادات جيدة من خلال هذه العملية.
فمثلًا؛ يصل عدد الطيور في الولايات المتحدة إلى ما يُقارب 73 مليون طائر، ويُنفق ما مقداره 40 مليار دولار سنويًا على إطعام تلك الطيور، وشراء المعدات، والسفر للبحث عن الطيور، مؤديًا ذلك إلى توليد 82 مليار دولار من الناتج الاقتصادي، وتوظيف ما يُقارب 671 ألف شخص، وإثراء حكومات الولايات بمقدار يصل إلى 10 مليار دولار.
توفّر الطيور مصدر للغذاء
إنّ تربية مختلف أنواع الطيور مثل الدجاج والحمام يوفر مصدرًا غذائيًا مهمًا وأساسيًا للإنسان وصحته؛ فهي مصدر للحصول على كل من اللحوم والبيض، وبالتالي مد الجسم بعناصر غذائية مهمة تحتوي عليها؛ فلحم الطيور من أهم مصادر الفيتامينات المهمة للإنسان.
كما يمكن اعتبار قارة آسيا من أوائل القارّات التي دجّنت الدجاج، وذلك منذ 3000 عام على الأقل، أما في الولايات المتحدة، فيُستهلك أكثر من 230 مليون ديك رومي خلال العام الواحد.
توفّر الطيور مصدر للصناعات
دخلت الطيور في مجال الصناعات؛ إذ يستخدم ريش كل أنواع الطيور كالحمام مثلًا في صناعة بعض الوسائد، واللحف التي تتميز بمرونتها، وخفتها، ومدى الراحة الناتجة عن استخدامها؛ فهي تُريح الرأس والرقبة في أثناء النوم.
تعد الطيور مُلهمة في مجال تطوير العلوم
تلعب الطيور دورًا مهمًا في الإلهام لتطوير العلوم؛ إذ إنّ تكنولوجيا الطيران الخاصة التي تمتلكها الطيور أدّت إلى اختراع السّحّابات، واستلهم البشر من الطيور وسيلة التنقل الجوي بالطائرة، إذ استُمدّت جميع تفاصيل الطائرة بعد دراسة عميقة للطيور كافة، سواء الصقر أو النسر أو غيرهما، ومعرفة آلية طيرانها.
كما أنّ الطيور تُستخدم كوسيلة لمعرفة مدى صحة الكوكب؛ فهي منتشرة على نطاق واسع، ويمكن اعتبارها نظام إنذار خاص بالتغيرات المناخية مثلًا، وساعدت الطيور على تشكيل أفكار حول نظرية التطور من خلال الانتقاء الطبيعي أو الاصطفاء الطبيعي (بالإنجليزية: Natural selection) الذي يُعتبر إحدى الآليات الأساسية للتطور.
استفاد الإنسان من الطيور قديمًا في الحروب
تتمتع الطيور بمهارات خاصة مما يجعلها مفيدة للجيوش خلال الحروب، إذ استُخدمت في الحرب العالمية الأولى بصورة ممتازة، فقد اكتشف طائر الدراجون طائرة معادية آتية من مسافة بعيدة، أما طائر الكناري فقد عَرَف بوجود الغازات السامة، وهناك بعض الطيور التي تَبِعت الغوّاصات بحثًا عن القمامة، مثل النوارس.
ومن جهةٍ أخرى، نجح الحمام الزاجل في الهروب من نيران القذائف التي استهدفته، وأجرى مهامه في نقل الرسائل التي مكّنت الحلفاء من الاستيلاء على الغواصات الألمانية في الحرب المذكورة.