فوائد الراوند للتخسيس
فوائد الراوند للتخسيس
تضاربت الدراسات حول تأثير الراوند في خسارة الوزن، وبشكلٍ عام يُعدّ الراوند من الخضار ذاتِ السعراتِ الحراريةِ القليلة، والتي يمكن تناولها كجزءٍ من نظامٍ غذائيٍّ صحيٍّ، بالإضافة إلى أنّ تَناُول الألياف الغذائيّة يمكن أن يُساعد على زيادة سرعة الشعور بالشبع، وبالتالي فإنّه يمكن أن يُقلّل كميّة السعراتِ الحراريّة المتناولةِ، ممّا قد يساهم في تحفيز عمليّة خسارةِ الوزن.
وإضافةً إلى ذلك فإنّ الألياف الغذائيّة في الراوند تُساعد على التقليل من ارتفاع مستويات الكوليسترول في الدّم، ويُعدّ ارتفاع الكوليسترول واحداً من المشاكل الأكثر شيوعاً لدى الأشخاص الذين يُعانون من زيادةٍ في وزنهم. ففي دراسةٍ أَجرتها الجامعةُ الأمركية للطبّ الصينيّ على 83 شخصاً يعانون من تصلّب الشرايين (بالإنجليزية: Atherosclerosis)، وتمّ إعطاؤهم 50 مليغراماً من الراوند المطحون لكل كيلوغرامٍ من وزن الجسم لمدة ستة شهور، وخَلُصت النتائج إلى تحسنٍ ملحوظٍ في مستوى الكوليسترول في الدم، ووظائف الأوعية الدمويّة لديهم.
وقد أُجريت عدّة دراسات لمعرفة تأثير الرواند في خسارة الوزن، وكان هناك اختلافٌ في نتائجها، ومنها: تجربةٌ سريريّةٌ نُشرت في المجلّة الأمريكيّة للطبّ الصينيّ، استُخدمت خلالها وصفةٌ عشبيّةٌ تقليديٌة صينيّة تحتوي على الراوند، والقبطيس (بالإنجليزية: Coptis)، ونباتٍ يُسمّى Semen cassia، بالإضافة إلى النارنج (الاسم العلمي: Citrus aurantium)، وقد طُبّقت هذه التجربة على 140 شخصاً يعانون من السمنة، واستمرّت مدة 24 أسبوعاً، ووُجد أنّ هذا المنتج قد يساعد على خسارة الوزن، ولكنّ الباحثين في هذه الدراسة أوصوا بإجراء مزيدٍ من الدراسات لتأكيد هذه النتائج. وفي دراسةٍ نُشرت في مجلةٍ تابعةٍ لجامعة نينغشيا (بالإنجليزية: Journal of Ningxia University) عام 2001 وأُجريت على الفئران وُجد أنّ إعطاء الراوند بجرعة 0.05 غرام لكلّ كيلوغرامٍ من وزن الجسم قد يقلل كميّات الطعام المتناولة، ووزن الجسم، وإفراز إنزيمات البنكرياس، ويزيد إفراز العصارة الصفراء.
ومن جهةٍ أخرى لم تجد بعض الدراسات الأخرى تأثيراً للراوند في خسارة الوزن، ومنها دراسةٌ أُجريت في جامعة لويزيانا عام 2006، وتبيّن خلالها أنّ استخدام منتجٍ يحتوي على الراوند، والزنجبيل، والقتاد (بالإنجليزية: Astragalus)، والميرمية الصينية (بالإنجليزية: Red sage)، بالإضافة إلى الكركم، لم يساعد على خسارة الوزن. ويجدر التنبيه إلى أنّ خسارة الوزن الصحيّة تحتاج إلى تغيير أسلوب الحياة، كاتّباع حميةٍ غذائيّةٍ متوازنة، وممارسة التمارين الرياضيّة بانتظام، وذلك للمحافظة على صحّة الجسم، ويُنصح باستشارة الطبيب أو مُقدّم الرعاية الصحيّة قبل إجراء أيٍّ تغيير قد يؤثر في صحّة الجسم.
أطعمة وأعشاب تساعد على التخسيس
يتمُّ تسويقُ بعض المنتجات بشكلٍ كبيرٍ كمنتجاتٍ تساعد على خسارة الوزن، وغالباً ما يُسأل الخبراء عن فعاليّتها، وفي الحقيقة فإنّ الأعشاب لا تُمثل حلّاً سحريّاً لخسارة الوزن، ولكنّ بعضها يمكن أن يساعد على خسارته عند استخدامها بالتزامن مع حميةٍ غذائيّة ، وممارسة التمارين الرياضيّة، ومن الأمثلة على بعض الأطعمة والأعشاب التي قد تساعد على إنقاص الوزن نذكر ما يأتي:
- الحلبة: تنتمي الحلبة (بالإنجليزية Fenugreek) إلى عائلة البقوليات ، وقد أشارت العديد من الدراسات إلى أنّ الحلبة يمكن أن تُساعد على التحكّم في الشهية، وتقلِّل من تناول الطعام، ممّا يُساعد على خسارة الوزن، ومنها دراسةٌ صغيرةٌ أُجريت في جامعة مينيسوتا عام 2009، وشملت 18 شخصاً تمّ إعطاؤهم 8 غرامات من ألياف الحلبة الغذائيّة يومياً، ولوحظ أنّ ذلك قد عزّز شعورهم بالشبع، وقلّل الشعور بالجوع وكميّات الطعام المتناولة. وفي دراسةٍ أخرى نُشرت في المجلة الأوروبية لعلم الصيدلة السريرية عام 2009 وُجد أنّ تناول مسّتخلص بذور الحلبة قلّل من كميات الدهون المستهلكة خلال اليوم بنسبة 17%، ممّا قد يُساهم في التقليل من عدد السعرات الحرارية المُتناولة في اليوم.
- الفليفلة الحريفة: (بالإنجليزية: Cayenne Pepper)، وهي نوعٌ من أنواع الفلفل الحار، تُستخدم لإضفاء نكهةٍ حارّةٍ للعديد من الأطباق، وتحتوي الفليفلة الحريفة على الكابسيسين (بالإنجليزية Capsaicin) الذي يُعطيها الطعم الحار، كما أنّ له منافع صحيّةً مُتعددة، فبعض الأبحاث الأوليّة أظهرت أنّ الكابسيسين يُساهم في زيادة عمليّات الأيض في الجسم، ممّا يزيد كميّات السعرات الحراريّة المستهلكة، ومنها دراسةٌ صغيرةٌ أُجريت في جامعة بوردو (بالإنجليزية: Purdue University) عام 2011، والتي شملت 25 شخصاً. وبالإضافة إلى ذلك فإنّ الكابسيسين يمكن أن يُعزز الشعور بالشبع، مما يُساعد على خسارة الوزن. وقد أظهرت دراسةٌ صغيرةٌ أُجريت في جامعة ماسترخت عام 2005 أنّ تناول كبسولاتٍ تحتوي على الكابسيسين يزيد من مستويات الشبع، ويُقلل كميّات السعرات الحرارية المُتناولة.
- الزنجبيل: وهو من أكثر البهارات استخداماً حول العالم، وخصوصاً في المطبخ الآسيويّ، وهو من عائلة النباتات الي ينتمي لها كلٌّ من الهال والكركم، ويمتلك الزنجبيل خصائص مُضادّةً للأكسدة، والالتهابات، والميكروبات، وقد وُجد أنّ الزنجبيل يُقلّل الشعور بالجوع والرغبة في تناول الطعام، وذلك في دراسةٍ صغيرةٍ أُجريت في جامعة كولومبيا عام 2012 وشملت 10 رجالٍ يعانون من زيادةٍ في الوزن، وقد خلصت الدراسة إلى أنّ استهلاك الزنجبيل قد يُساهم في التحكم في الوزن، ولكنّ الباحثين أشاروا إلى أنّ ذلك غير مؤكد، وما زالت هناك حاجةٌ لإجراء دراساتٍ أخرى لتأكيد هذه الفائدة.
- الأوريغانو: (بالإنجليزية: Oregano)، أو ما يُعرف بالمَرْدَقُوش الشَّائِع، وهو من النباتات المعمّرة، وينتمي لنفس عائلة النعناع ، والريحان، والزعتر، والميرمية، وإكليل الجبل، ويتميّز الأوريغانو باحتوائه على مُركّبٍ يُسمّى الكارفاكرول (بالإنجليزية: Carvacrol)، وهو مُركّبٌ قد يُساعد على خسارة الوزن. ففي إحدى الدراسات على الفئران، وُجد أنّ مجموعة الفئران التي أُعطيت مُركّب الكارفاكرول مع حميةٍ غذائيّةٍ عالية الدهون اكتسبت نسبةً أقلّ من الدهون، مقارنةً بمجموعةٍ أُخرى من الفئران لم تأخذ هذا المركب واكتسبت دهوناً أكثر. ومع ذلك فإنّ الدراسات المتعلقة بتأثير الأوريغانو في خسارة الوزن محدودة، وخصوصاً الدراسات المتعلقة بالإنسان.
- الجنسنج: يحتوي الجنسنج على مُركّباتٍ تُسمّى الجينسينوسيد (بالإنجليزية: Ginsenosides)، والتي تُعدّ مسؤولةً عن خصائصه الطبية، وقد أشارت تجربةٌ صغيرةٌ أُجريت في جامعة Dongguk University في كوريا، وشملت 10 نساءٍ يعانين من السمنة أنّ إعطائهنّ مُكمّلاتٍ تحتوي على مستخلص الجنسنج مدّة 8 أسابيع ساعد على تقليل الوزن. كما وُجد في دراسةٍ أُجريت على الفئران واستخدمت الجنسنج الصيني (بالإنجليزية: Chinese ginseng) أنّه قد يساهم في الوقاية من زيادة الوزن، وذلك عن طريق زيادة أكسدة الأحماض الدهنيّة في الكبد، مما يقلّل من العوامل التي تساعد على تخزينها في الخلايا الدهنيّة، وقد أوصى الباحثون في هذه الدراسة بإجراء المزيد من الأبحاث لتأكيد هذه التأثيرات.
- الكركم: يتميّز الكركم بلونه، ونكهته القويّة، بالإضافة إلى فوائده المتعدّدة، والتي تعود لاحتوائه على مادةٍ تُسمّى الكركمين (بالإنجليزية: Curcumin)، والتي يُعتقد أنّها قد تساعد على خسارة الوزن، ففي دراسةٍ نُشرت في مجلة European Review for Medical and Pharmacological Sciences عام 2015، وشملت 44 شخصاً يعانون من زيادةٍ في الوزن لوحظ أنّ تناول الكركمين مرتين يومياً مدّة شهرٍ واحدٍ ساعد على التحسين من خسارة الدهون، والتقليل من دهون البطن، وتعزيز خسارة الوزن.
- الفلفل الأسود: والذي يُعدّ من البهارات الأكثر استخداماً، وهو يحتوي على مادةٍ تُسمّى البيبيرين (بالإنجليزية Piperine)، والتي تعطيه نكهته المميّزة، كما أنّها قد تكون مسؤولةً عن تأثيراته المخفضة للوزن، ففي تجربةٍ أُجريت على الفئران ونُشرت في Indian Journal of Pharmacology عام 2011، وُجد أنّ إعطاء مُكمّلات البيبيرين مع النظام الغذائي للفئران ساعد على تقليل الوزن ودهون الأحشاء، ممّا يدلّ على أنّ الفلفل الأسود قد يساهم في تثبيط عمليّة تخزين الدهون داخل الجسم.
- القرفة: وهي نوعٌ من البهارات تُصنع من اللحاء الداخليّ لأشجار القرفة (الاسم العلمي: Cinnamomum)، وتُعدّ غنيّةً بمضادات الأكسدة، وقد بيّنت بعض الدراسات أنّ القرفة قد تُساعد على خسارة الوزن، ويُعتقد أنّ ذلك يعود لتأثيرها في تنظيم مستويات سكر الدم، ممّا قد يُقلل الشهية والشعور بالجوع. كما أظهرت بعض الدراسات أنّ القرفة تحتوي على مركبٍ يحاكي عمل الإنسولين ، ممّا يُساعد على نقل السكر من مجرى الدم إلى الخلايا حتى يتمّ استهلاكه كوقودٍ لإنتاج الطاقة، كالدراسة التي أُجريت في جامعة ولاية آيوا عام 2001م. وأشارت دراسةٌ أخرى أُجريت في جامعة شولالونغكورن عام 2011 أنّ القرفة قد تساعد على تقليل مستويات بعض الإنزيمات الهضميّة، ممّا قد يُساهم في إبطاء هضم النشويّات، ويعتقد الباحثون أنّ ذلك قد يكون مفيداً للتحكّم في مستويات سكّر الدم بعد تناول الطعام.
- الهال: وهو يُستخدم في جميع أنحاء العالم كنوعٍ من التوابل، وقد يساعد أيضاً على خسارة الوزن، ففي دراسةٍ نُشرت في مجلة Lipids in Health and Diseases عام 2017 وأُجريت على الفئران وُجد أنّ تلك التي أُعطيت بودرة الهال مع حميةٍ غذائيّةٍ عالية الدهون والنشويات ساعدت على تقليل دهون منطقة البطن، ولكن يجدر التنبيه إلى أنّ الدراسات التي أُجريت على الهال كانت على الحيوانات، ولذلك يُنصح بإجراء مزيدٍ من الدراسات على البشر لتأكيد تأثيره.
فوائد الراوند
يُعدّ الراوند مصدراً للعديد من الفيتامينات والمعادن، كما أنّه يحتوي على العديد من مركبات البوليفينول، مثل: البيتا الكاروتين، والزيازانثين (بالإنجليزية: Zeaxanthin)، واللوتين (بالإنجليزية: Lutein). كما أنّه يحتوي على النشويّات ، والتي يتكوّن معظمُها من الألياف الغذائيّة، ويجدر الذكر أنّ الكوب الواحد من الراوند يزوّد الجسم بما نسبته 9% من احتياجاته اليوميّة من الألياف الغذائية ، وبالإضافة إلى ذلك فإنّ الراوند يُعدّ مصدراً جيداً لفيتامين ك، فالكوب الواحد منه يزوّد الجسم بما نسبته 45% من الاحتياج اليوميّ لهذا الفيتامين، كما أنّ هذه الكميّة تُزوّد الجسم بما نسبته 16% من الاحتياجات اليوميّة لفيتامين ج ، و2% من الاحتياجات اليوميّة لفيتامين أ، كما يحتوي على العديد من الفيتامينات الأخرى، ومنها: فيتامين هـ، وفيتامين ب1، وفيتامين ب2، وفيتامين ب3، بالإضافة إلى الفولات، بالإضافة إلى بعض المعادن، فهو يوفر ما نسبته 10% من الاحتياجات اليوميّة للكالسيوم و12% من الاحتياجات اليومية للمنغنيز، بالإضافة إلى كميّاتٍ قليلةٍ من المغنيسيوم، والسيلينيوم، والفسفور، والزنك، والحديد.
ولقراءة المزيد من المعلومات حول فوائد الراوند يمكن زيارة مقال فوائد عشبة الراوند .
القيمة الغذائية للراوند
يوضح الجدول أدناه العناصر الغذائية المتوفرة في 100 غرامٍ من الراوند:
العنصر الغذائي | القيمة الغذائية |
---|---|
السعرت الحرارية | 21 سعرة حرارية |
الماء | 93.61 غراماً |
البروتين | 0.9 غرام |
الدهون | 0.2 غرام |
النشويات | 4.54 غرامات |
الألياف الغذائية | 1.8 غرام |
السكريات | 1.1 غرام |
الكالسيوم | 86 مليغراماً |
الحديد | 0.22 مليغرام |
المغنيسيوم | 12 ميلليغرام |
الفسفور | 14 مليغراماً |
البوتاسيوم | 288 مليغراماً |
الصوديوم | 4 مليغرامات |
الزنك | 0.1 مليغرام |
السيلينيوم | 1.1 ميكروغرام |
فيتامين ج | 8 مليغرامات |
النياسين | 0.3 مليغرام |
الفولات | 7 ميكروغرامات |
فيتامين أ | 102 وحدة دولية |
فيتامين هـ | 0.27 مليغرام |
فيتامين ك | 29.3 ميكروغراماً |
درجة أمان ومحاذير استهلاك الراوند
يُعدّ تناول سيقان الراوند بالكميات الموجودة في الطعام أمراً آمناً في الغالب، في حين إنّ استخدام سيقانه بكميّات دوائيةً يحتمل أن يكون آمناً مدّةً تصل إلى 4 أسابيع، كما أنّ استخدام جذوره بكميّاتٍ دوائيّةٍ يُحتمل أن يكون آمناً لمعظم البالغين مدّةً تصل إلى سنتين، ويجدر التنبيه إلى أنّ من المحتمل عدم أمان تناول أوراق الراوند، وذلك لاحتوائها على حمض الأكساليك، ومن الآثار الجانبيّة التي قد يُسبّبها استهلاكُ أوراق الراوند: صعوبة التنفس، والشعور بحرقةٍ في الفم والحلق، والإسهال، والغثيان والتقيؤ، وحدوث نوبات، وغيرها من الأعراض.
لمحة عامة حول الراوند
الراوند (بالإنجليزية Rhubarb) هو من الخضارِ المعروفةِ بسيقانهِ المُحمرة، والغليظة، والتي غالباً ما يتم طهيها مع السكر. وتتراوحُ ألوانُ سيقانه من الأحمرِ إلى الوَردي والأخضر الفاتِح، وتتشابه في قوامها مع الكرفس (بالإنجليزية Celery)، في حين إنّ جذوره تُستخدم على شكل أعشاب طبيّة ، ويجدر الذكر أنّ الراوند يمتلك طعماً حامضاً، ويتمّ طبخُه في كلٍّ من أوروبا وأمريكا الشّمالية، ويحتاجُ الراوند إلى مناخٍ باردٍ للنمو، لذلك فإنه يتوفّر بشكلٍ رئيسيٍّ في المناطق الجبليّة، أو المناطقِ ذاتِ المناخِ المُعتدل حول العالم، وخصوصاً في شمال شرقيّ آسيا، وهو يُعدّ من نباتات الحديقة الشائعة في كلٍّ من أمريكا الشمالية، وشماليّ أوروبا. وللراوند العديد من الأنواع، ومن أكثر هذه الأنواع شيوعاً نوعٌ يُعرف براوند الطهي، أو راوند الحديقة (الاسم العلمي Rheum x hybridum).