فوائد التعليم عن بعد
المرونة في عملية التعليم
تُعدّ المرونة في عملية التعليم (بالإنجليزية: Flexible Learning) أحد أهمّ الإيجابيات التي يتمتّع بها نظام التعليم عن بُعد؛ وذلك لأنّه يُتيح للطالب التعلّم في أيّ وقت خلال اليوم دون الحاجة للتواجد في مكان محدد، لذا فإنّها تُعتبر أحد أبرز فوائد التعليم عن بعد في ظل جائحة كورونا، إذ كان التعليم عن بُعد الخيار الأمثل والأنسب للاستمرار في عملية التعليم مع الحفاظ على سلامة الطلاب والمعلمين.
يُعدّ الآتي من أبرز مظاهر المرونة في التعليم عن بُعد:
- إمكانية جدولة الحصص التعليمية للطالب والمعلم حسب الظروف التي تُناسب كلّاً منهم خلال اليوم.
- إتاحة فرصة مساعدة الآباء لأبنائهم في عملية التعليم في الوقت الذي يُناسبهم.
- تلبية احتياجات جميع الطلاب، والتي قد تختلف من طالب لآخر؛ مثلًا: بعض الطلاب يُفضّلون الدراسة في فترة الصباح بينما يُفضّل البعض الآخر الدراسة في المساء.
- إتاحة الفرصة للطالب للدراسة بالطريقة التي تُناسبه، إذ يُمكن للطالب تكرار الدروس كما يشاء؛ وذلك لأنّ قدرات الطلاب الاستيعابية متفاوتة.
صقل مهارة إدارة الوقت
تُعدّ إدارة الوقت (بالإنجليزية: Time Management) مهارةً حياتيةً بامتياز؛ وذلك لأنّها تُعلّم الشخص الحفاظ على التوازن بين أولوياته المختلفة في شتى مجالات الحياة، ويُعدّ التعليم عن بُعد أفضل معلّم لهذه المهارة؛ لأنّه يضع الطالب في موقع المسؤول عن تنظيم وإدارة وقته بما يُناسب متطلّبات هذا النوع من التعليم، ممّا يُساعد الطالب على اختيار أفضل الطرق والأوقات لإنجاز ما يُطلب منه، وهو ما سيُؤدي إلى صقل مهارة إدارة الوقت لديه.
فيما يأتي بعض النصائح التي تُساعد على إدارة الوقت أثناء التعليم عن بُعد:
- التخطيط المسبق: من المهم جدًا تقسيم المهمّات اليومية مُسبقًا لتجنّب إضاعة الوقت أثناء تنفيذها؛ مثلًا: يُمكن للطالب تحديد وقت معيّن لمشاهدة الدروس، ووقت آخر لحلّ الواجبات، وهكذا مع ضرورة الالتزام بالخطة.
- تجنّب تعدد المهام في الوقت الواحد: يجب التركيز على تنفيذ مهمة واحدة في كلّ مرة؛ كالدراسة لامتحان ما، أو حل الأنشطة، أو قراءة كتاب مدرسي؛ وذلك لتجنّب التعرض للتشتّت وبالتالي هدر الوقت.
- اختيار المكان المناسب: يجب اختيار المكان المناسب للدراسة بما يتناسب مع ميول كلّ طالب؛ كأن يكون المكان مريحاً، وتتوفّر فيه إضاءة جيدة، وإنترنت سريع، وغيرها.
- الابتعاد عن مصادر الإلهاء أثناء الدراسة: تجنّب تصفّح الإنترنت ومواقع التواصل الإجتماعي أو مشاهدة التلفاز أثناء الدراسة، إذ إنّها تُشتّت الانتباه وتؤدي إلى هدر الكثير من الوقت.
- أخذ قسط من الراحة: يجب على الطالب أن يُكافئ نفسه بين الحين والآخر كالذهاب في نزهة أو مشاهدة فيلم، لا سيّما بعد إنجاز عمل طويل؛ وذلك لتجنّب الإرهاق.
- خلق التوازن بين الأولويات المختلفة: يُعدّ من الضروري الموازنة بين الدراسة وأمور الحياة المختلفة وترتيبها على الدوام، ويشمل ذلك: العلاقات الاجتماعية، والأنشطة الرياضية، وغيرها.
- النوم ليلاً: يجب النوم جيدًا من 7 إلى 8 ساعات ليلًا؛ لضمان راحة الجسد والعقل؛ وذلك للمساعدة على إنجاز مهام أكبر خلال النهار.
تعزيز الانضباط الذاتي لدى الطلاب
يُعتبر تعزيز الانضباط الذاتي (بالإنجليزية: Self Discipline) لدى الطلاب من فوائد التعليم عن بُعد، وهو يعني ضبط النفس والقدرة على الالتزام بما يرغب الفرد بتحقيقه، كما أنّه يعني خلق الطالب لمحفّزه الذاتي للاستمرار في ممارسة هذا النوع من التعليم، إذ إنّ التعليم عن بُعد يفتقر للمحفز المباشر وهو المعلم، حيث تكمن أهمية التحفيز الذاتي في مساعدة الطالب على تحسين قدرته على تحفيز نفسه لإنجاز المهمات المُوكلة إليه، وتجدر الإشارة إلى أنّها ميزة تجعل الطالب متميزًا في عمله مستقبلًا.
إمكانية استيعاب طلاب الاحتياجات الخاصة
يمتاز التعلّم عن بُعد بإمكانية استيعاب الطلاب من ذوي الاحتياجات الخاصة (بالإنجليزية: Accommodate for Special Needs Students)؛ وذلك من خلال ما يأتي:
- يُوفّر خيارات متعددة تناسب الطلاب الذين يُعانون من ضعف ما، مثلاً: يُمكن لطالب عنده مشكلة في السمع التحكّم بدرجة الصوت، كما يُتيح له خيار إيقاف الفيديو التعليمي مؤقتًا وإعادة تشغيله في الوقت الذي يُريد، بالإضافة الى إمكانية إعادة أيّ مقطع وتكراره متى يشاء، في حين يصعب ذلك في التعليم الوجاهي نظرًا لانحصار الحصة بوقت معين.
- يُناسب الأشخاص الذين يُعانون من صعوبات في التعلّم، كبطؤ الفهم، والاستيعاب، ونقص الانتباه؛ وذلك من خلال منحهم فرصة مشاهدة الحصة أكثر من مرة.
- يُوفّر تسهيلات للطلاب الذين يُعانون من إعاقات جسدية وصعوبات في الحركة، إذ يُتيح لهذه الفئة التعلّم في مكانها دون الحاجة للتنقل.
رفع مستوى المهارات المهنية
يُساعد التعليم عن بعد الطلاب على رفع وتنمية المهارات المهنية لديهم (بالإنجليزية: Develop Professional Skills)؛ وذلك من خلال إتاحة الفرصة لهم بأخذ الدوارت التدريبية المتنوعة إلى جانب التعليم الالكتروني، كما يُمكن للطلاب الأكبر سنًا البحث عن فرصة عمل مناسبة إلى جانب التعلّم من خلال التنسيق بينهما، فمثلًا يُمكن للطالب الدراسة بعد انتهاء عمله، أو أثناء الليل، أو حتى في عطلة نهاية الأسبوع.
توسيع شبكة العلاقات الاجتماعية
يُعدّ التعلّم عن بُعد فرصةً ذهبيةً للطلاب والمعلمين لتوسيع شبكة العلاقات الاجتماعية (بالإنجليزية: Expand social network)، حيث يُساعدهم ذلك على التعرّف على أصدقاء جدد من مختلف الثقافات والبلدان، الأمر الذي ينعكس إيجابيًا عليهم في مجال توسيع نطاق خبراتهم، ويُشار إلى أنّ مشاهدة المؤتمرات التعليمية والتفاعل معها يُعزّز روح التعاون والمشاركة.
توفير المال والجهد
يُوفّر التعليم عن بُعد على الطلاب والمعلمين التكلفة والجهد أثناء التنقل (بالإنجليزية: Save Money and Effort)؛ نظرًا لأنّ التعليم عن بُعد لا يتطلّب التواجد في مكان محدد، وبالرغم من حتمية توفر اتصال بالإنترنت أثناء عملية التعليم عن بُعد ، بالإضافة إلى الحاجة لبعض المتطلّبات الأخرى، إلّا أنّ ذلك يُعدّ قليل التكلفة عمومًا، وكما ذُكر سابقاً يُمكن للطلاب البالغين العمل خلال فترة الدراسة ممّا يُساعدهم على تأمين مصاريف التعلّم.
يشغل موضوع التعليم عن بُعد الكثيرين في ظلّ جائحة كورونا، وقد خاض الكثير من الطلاب حول العالم هذه التجربة؛ نظرًا لأنّها تُعدّ الخيار الأمثل للاستمرار في عملية التعليم في هذه الظروف، وقد ثبت أنّ للتعليم عن بُعد الكثير من الإيجابيات، مثل: توفير المال والجهد، وصقل مهارة إدارة الوقت، وغيرها إلّا أنّ لعملية التعلّم عن بُعد سلبياتها أيضًا، ومع ذلك يبقى خيارًا متاحًا يُفيد الكثير من الطلاب والمعلمين، حيث تُفيد معرفة الإيجابيات والسلبيات في التعليم عن بُعد الطالب في اختيار الطريقة التي تُناسبه.