فن الفروسية في المغرب
فن الفروسية في المغرب
ما هي الفروسية المغربية؟
بقدوم فصل الصيف يتم الاستعداد والتحضير للتبوريدة في بوادي المغرب ولها فترة معينة تقام بها وهي فترة ما بعد الحصاد، والهدف منها هو التنافس والتبارز وإثبات قوة الفارس، كما يقوم محافظ كل إقليم بتحديد موسم كل ولي وكل قبيلة حتى يكون لكل قبيلة موعد خاص بها وإن حدث وكان أكثر من قبيلة لديها عرض في ذات الوقت فيجب أن يكون عرض كل قبيلة في أماكن بعيدة. كما تمنح المحافظة دعماً يتمثل بثمن البارود في الاحتفال ومن البارود انبثق الاسم المغربي للفروسية وهو التبوريدة.
الاستعداد للموسم
يستغرق التحضير لهذا العرض فترة زمنية طويلة فكلما دنا الموعد زارد اهتمام الفلاح في حصانه، يمتلك الأغنياء في طبيعة الحال الأحصنة أما الفقراء فيقوموا بشراء الحصان في موسم الصيف ومن ثم يتم بيعه بعد الموسم، وللتبوريدة طقوس خاصة ومنها وضع نقطة حناء على ناصية الحصان وقص شعره، كما يبلغ ثمن الأحصنة عشرة آلاف دولار وأكثر ويتم شراء سرج مزين بالدمقس والنواقيس النحاسية لتنغم لحظات العدو.
يولي التراث الشعبي المغربي التقدير والعناية بالفروسية فهي تعطي قدر من الشجاعة والزهو والخيلاء والشرف والمجد، كما يوجد قبائل عُرِفت ببراعتها في الفروسية وتمكنها، وتعتبر الفروسية شكل من أشكال الصراع القبلي السلمي وتتواجد في عدة مناسبات مختلفة كالأعياد الوطنية وحفلات ختان أولاد الأغنياء ومهرجانات المدن. يمنح لأفضل فارس وأبرع فرقة فرسان جوائز كنوع من التقدير كما تقوم هذه الفرقة الرابحة بطلق البارود دفعة واحدة.
فرسان التبوريدة
يصل عدد فرسان التبوريدة من 11 إلى 15 فارسًا ينتظمون على شكل خط واحد، ويترأسهم (المقدم) يقف في وسط الفرقة ومهمته تنظيم حركات الرجال و الخيل في نفس الوقت ويردد الفرسان عبارات متنوعة تسمى بـ( حركة الجهاد) ومن ثم يوجهون بنادقهم تجاه السماء ويطلقون نيرانهم، وكلما كانت الطلقة متسقة وموحدة كان التصفيق والزغاريد أكثر وكلما كانت الطلقات عشوائية زاد غضب وحنق كل من العلام والجمهور.
العناصر البشرية الرئيسية في عملية التبوريدة
ومنهم الآتي:
العلام
ويسمى أيضاً المقدم وهو الفارس الذي يقوم بتسيير وتنظيم وقيادة السربة، وكلما كان أقدم في هذا المجال كلما كان ماهرًا وبارعًا في المهارات الأساسية للتبوريدة كاليقظة والانتباه والصوت الجميل، كما يبقى في حالة تأهب واستعداد تام ليتحكم في تسيير سربته ويصدر ملاحظاته لكل فارس لاحظ أنه متأخر أو غير متحكم في فرسه.
العمار
وهو المسؤول عن حشو بنادق الفرسان لذا هو جزء أساسي ولا يمكن الإستغناء عنه في السربة، ومما لا شك فيه أن العمار يجب أن يكون كفؤ لهذه المهمة وأن تتوافر فيه صفات معينة حتى يتم تعيينه في السربة كالتجربة والخبرة بميدان البنادق والبارود. يتوجه كل فارس بعد نهاية كل خرجة أو أي بعد إطلاق البارود إلى العمار حتى يسلموه البنادق وينالون قسط من الراحة وشرب الشاي في انتظار دورهم، فيقوم بحشوها بالبارود ما يقارب نصف حفنة.