فضل قراءة آية الكرسي
أنزل الله تعالى على رسوله محمّد -صلى الله عليه وسلم- القرآن الكريم؛ ليكون معجزةً خالدةً للدين الخاتم، وبيّن الله تعالى في القرآن الكريم لعباده تعاليم دينهم، وما يُصلح أحوالهم الدنيويّة والأخروية، بآياتٍ كريمةٍ في مئةٍ وأربع عشرة سورةً، وآتيًا في هذا المقال حديثٌ عن إحدى الآيات العظام وفضلها؛ وهي آية الكرسي .
عن آية الكرسي
تُعتبر آية الكرسي من أعظم آيات القرآن الكريم، وهي الآية رقم "255" من سورة البقرة، وتضمّنت أسماء الله -عزّ وجلّ- وصفاته وأفعاله، وورد فيها اسم الله الأعظم، وهو اسم: الحيّ القيوم، وذكر النوويّ اتفاق العلماء على أنّ ما يُميّز آية الكرسي أنّها جمعت من أصول الأسماء والصفات: الألوهيّة، والوحدانيّة، والحياة، والعلم، والملك، والقدرة والإرادة، وهذه السبعة هي أصول الأسماء والصفات، وسُمّيت الآية باسم آية الكرسيّ؛ لاحتوائها على مفردة الكرسي في قوله تعالى: (وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ)، ولم يرد ذكر هذه المفردة في غير هذا الموضوع من القرآن كلّه.
فضل آية الكرسي
ورد في فضل آية الكرسي أحاديث كثيرةٌ، بعضها صحيحٌ وكثيرٌ منها موضوعٌ لا يصحّ، وآتيًا ذكر الأحاديث التي صحّت في فضلها:
- من الأحاديث الصحيحة التي يُستشهد بها على فضل آية الكرسي ما ورد في صحيح مسلم عن أُبيّ بن كعب عندما سأله النبيّ عن أعظم آيةٍ من كتاب الله؛ فأجابه أُبيّ: الله ورسوله أعلم، فعاد النبي سؤاله حتّى أجابه: (اللَّـهُ لَا إِلَـهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ)؛ أي: آية الكرسي، فضرب النبي على صدر أبي المنذر، وقال: "واللَّهِ لِيَهْنِكَ العِلْمُ أبا المُنْذِر، والَّذي نَفسي بيدِه إنَّ لهذه الآيةِ لِسانًا وشَفتيْنِ تُقَدِّسُ المَلِكَ عِندَ ساقِ العَرشِ".
- تكون آية الكرسي لمن قرأها ولبيته وأهله مانعًا وحرزًا من الشيطان وحزبه، ويتضح ذلك بما رُوي عن أبي هريرة -رضي الله عنه- في زكاة رمضان، حيث أرشده النبيّ -صلى الله عليه وسلم- بأن: "إذا أَوَيتَ إلى فراشِك، فاقرأ آيةَ الكرسيِّ، فإنك لن يزال عليك من الله حافظٌ، ولا يقربُك شيطانٌ حتى تصبحَ".
- تكفّل الله -عز وجل- لعبده أن يدخل الجنة من داوم على قراءة آية الكرسي بعد الانتهاء من الصلاة المكتوبة ؛ فعن أبي أمامة -رضي الله عنه- عن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- أنّه قال: "مَن قرأَ آيةَ الكرسيِّ دبُرَ كلِّ صلاةٍ مَكْتوبةٍ، لم يمنَعهُ مِن دخولِ الجنَّةِ، إلَّا الموتُ".
في تفسير آية الكرسي
بدأت الآية الكريمة بإعلان وحدانية الله تعالى؛ فهو الإله الحقّ الذي يستحق العبادة والتأليه، وهو الحيّ القائم بشؤون الكون، لا يغفل عنه بالنوم، ولا يشاركه في ملك السماوات والأرض أحدٌ، ولا يشفع عنده أحد من العالمين دون إذنه، وهو المحيط العليم بتفاصيل الأمور ودقائقها، ويعجز ما دونه عن الإحاطة به -سبحانه وتعالى- إلا بما يريد، وسلطانه واسع، لا يثقله التدبير، وهو العليّ بقدره وكمال صفاته، العظيم بجبروته.