فضل علم الغيب على حياة المسلم
فضل علم الغيب على حياة المسلم
الإيمان بالغيب له منزلة عظيمة في العقيدة الإسلامية ، فقد جعله الله -تعالى- أول صفة للمتقين كما ورد في بداية سورة البقرة: (الم* ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ ۛ فِيهِ ۛ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ* الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ)،وعلم الغيب له فضل كبير على المؤمن في حياته ونذكر من ذلك ما يأتي:
- زيادة المؤمن قربًا من الله -عز وجل- لإدراكه أن مصيره بيد الله.
- سبب في زيادة هداية المؤمن وتثبيت عقيدته.
- سبب في زيادة إقبال المؤمن على عمل الأعمال الصالحة طمعًا في رضا الله -عز وجل-.
- البعد عن الذنوب والمعاصي التي هي سبب سخط الله -تعالى- على المؤمن.
- سبب للشعور بالأمن في الدنيا والآخرة.
- سبب من أسباب الثبات أمام الفتن التي قد تحدث في الحياة الدنيا، لأنه مدعاة للالتزام من منطلق محاولة المسلم تحري الصواب.
- سبب في زيادة وعي المؤمن وعدم التصديق بكلام الكهنة والدجالين، لإدراكه أن لا أحد يعلم الغيب إلا الله.
مفهوم علم الغيب
الغيب لغةً: (اسم)، وجمعه (غُيوب وغِيوب)، والغيب عكس الشهادة والحضور، إذ نقول غابت الشمس إذا اختفت واستترت عن العين، والغيب كل ما غاب عن الإنسان سواء أكان محصلًا في القلوب أم غير محصل.
أما الغيب اصطلاحاً: هو أمر خفي لا تدركه حواس الإنسان وغاب عن علمه وبصيرته، سواء كان من الأمور التي اختص الله عز وجل نفسه بها أو ما أخبر به نبيه صلَّى الله عليه وسلم من علم الغيب مثل الجنة والنار، والصراط و أشراط الساعة وغيرها، وكذلك يشمل ما غاب عن الإنسان نفسه وشهده آخرون.
أنواع الغيب
سأذكر أنواع الغيب فيما يأتي:
- الغيب المطلق: هو الغيب الذي اختص الله عز وجل نفسه بعلمه ولا يمكن لأحد من مخلوقاته أن يعلمه بأي طريقة كانت سواء أكانت طرقًا علمية أم فكرية، وهذا الغيب صفة من صفات الله عز وجل التي وصف بها نفسه في سورة النمل في قوله -تعالى-: (قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ ۚ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ﴾.
- الغيب النسبي: هو ما يشهده الإنسان بنفسه من أحداث بحواسه ولا يشهده الآخرون معه، ومن هنا سمي غيب نسبيًّا، ولفهم ذلك تخيل أن أحدهم ذهب للطبيب مع والده فدخل الوالد وحده إلى الطبيب فعاينه ووصف له الدواء، فما دار بين الوالد والطبيب هو غيب بالنسبة للابن الذي ينتظر في الخارج.
حكم الإيمان بعلم الغيب
يجب على كل مسلم التصديق بالأمور الغيبية التي استأثر الله عز وجل بعلمها وقد وصلتنا عن طريق الوحي المرسل للأنبياء، وهو أحد أركان الإيمان الستة التي من ضمنها الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره.
والمتأمل بهذه الأركان يعلم بأنها أمور غيبية لم نشهدها، ولكن الإيمان بها واجب، ويشترط لكمال الإيمان بهذه الغيبيات قول ذلك باللسان يتبعه إقرار بالقلب، ثم عمل بالجوارح يثبت التصديق الجازم والإيمان الكامل بها.