فضل صيام يوم التروية
فضل صيام يوم التروية
تعدّ الأيام العشر من ذي الحجّة من الأيام الفاضلة التي يُكثر فيها المسلمون من العبادات والطّاعات، خاصّة الصّيام، ويوم التّروية أحدها، وقد رُوي في الترغيب في صيام يوم التروية أنّ صيامه يُعادل أجر صيام سنة كاملة، وصرّح المالكية بأنّ صيامه يُكفّر سنة ماضية؛ وذلك لأنّ يوم التّروية هو أحد الأيام الثّمانية من ذي الحجّة التي يُستحّب فيها الإكثار من فعل الطّاعات والأعمال الصّالحة؛ لحديث رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (ما العَمَلُ في أيَّامٍ أفْضَلَ منها في هذِه؟ قالوا: ولَا الجِهَادُ؟ قَالَ: ولَا الجِهَادُ، إلَّا رَجُلٌ خَرَجَ يُخَاطِرُ بنَفْسِهِ ومَالِهِ، فَلَمْ يَرْجِعْ بشيءٍ)
والأعمال الصّالحة متنوّعة فيستحبّ في هذه الأيام الصّيام، وقراءة القرآن، وذكر الله -تعالى- بالتّكبير، والإكثار من الصّدقة، وبرّ الوالدين، وغيرها من الطّاعات، وقال العديد من الفقهاء إنّ من آكد هذه الأيام وأولاها بالطّاعات هو يوم التّروية.
يوم التروية وسبب تسميته
يوم التّروية هو اليوم الثّامن من شهر ذي الحجة، وهو اليوم السّابق ليوم عرفة العظيم ، وقد سمّي بذلك لأنّ الحجّاج كانوا في السّابق يرتوون في هذا اليوم ويجهّزون الماء ليوم عرفة وما بعده، وقيل إنّه سمّي بذلك لأنّهم كانوا يروون إبلهم ويسقونها في هذا اليوم استعداداً للوقوف على عرفة.
أعمال الحاج في يوم التروية
يسنّ للحاجّ يوم التّروية أن يقوم بالأعمال الآتية:
إحرام المتمتع بالحج
يُحرم الحاجّ حجّاً متمتّعاً للحجّ يوم التّروية ، ويفعل ما يُفعل عادةً عند الإحرام من الاغتسال والتّطيّب، ولكنّ إحرامه لا يكون من الميقات، بل يكون من مكانه الذي هو فيه، فإن كان في مكّة يُحرم منها، وإن كان في منى يُحرم منها، ثمّ يقول: "لبّيك اللهمّ حجّاً"، أمّا من كان حجّه قارناً أو مفرداً فلا يلزمه أن يُحرم؛ لأنّه يكون محرماً ضمناً.
الذهاب إلى منى وقصر الصلوات فيها
يستحبّ للحاجّ المتمتّع والقارن والمفرد أن يتوجّه إلى منى يوم التّروية قبل الزّوال، ويُصلّي فيها كل الصّلوات جماعة مع المسلمين، كما يسنّ أن يَقْصُر الصّلوات لكنّه لا يجمع بينها، ويستحبّ أيضاً الإكثار من التّلبية.