فضل صلاة القيام
فضل صلاة القيام
ثبت في السنة النبوية أنّ صلاة القيام لها فضل عظيم؛ لما يناله المسلم من خيري الدنيا والآخرة؛ من ذلك:
- قيام الليل عبودية لله وشكر له
حيث ثبت عن عائشة -رضي الله عنها- أنّها قالت: (إنّ نَبِيَّ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- كانَ يَقُومُ مِنَ اللَّيْلِ حتَّى تَتَفَطَّرَ قَدَمَاهُ، فَقالَتْ عَائِشَةُ: لِمَ تَصْنَعُ هذا يا رَسولَ اللَّهِ، وقدْ غَفَرَ اللَّهُ لكَ ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِكَ وما تَأَخَّرَ؟ قالَ: أفلا أُحِبُّ أنْ أكُونَ عَبْدًا شَكُورًا).
- الاقتداء بسنة النبي -صلى الله عليه وسلم-
ونيل شفاعته يوم القيامة؛ قال -صلى الله عليه وسلم-: (يا أيُّها الناسُ، أفْشُوا السَّلام، وأطْعِموا الطَّعام، وصِلُوا الأرحام، وصَلُّوا باللَّيلِ والناسُ نِيام، تَدخلوا الجَنَّةَ بسَلام).
- أفضل الصلاة بعد الفريضة
إذ لا يخالطها رياءٌ ولا مباهاة، فتكون خالصة لله -تعالى-، قال -صلى الله عليه وسلم-: (أفضلُ الصَّلاةِ بعدَ الصلاةِ المكتوبةِ، الصلاةُ في جَوفِ الليلِ)، ويزداد أجرها في ليالي الشتاء الباردة؛ إذ يترك المؤمن فراشه ولذة نومه إرضاءً لله -تعالى-.
- فيها ساعة لا يرد فيها الدعاء
وتبدأ في الثلث الأخير من الليل، أي تقريباً قبل الفجر بنحو أربع ساعات، إذ ينزل الله إلى السماء الأولى فيقول: (هل مِن سائلٍ فأُعطيَه؟ هل مِن مُستغفِرٍ فأغفِرَ له؟ هل مِن داعٍ فأستَجيبَ له؟).
- صلاة القيام مما يغبط عليه المسلم
لعظيم أجرها ونفعها في الدنيا والآخرة؛ قال -صلى الله عليه وسلم-: (لا حَسَدَ إلَّا في اثْنَتَيْنِ: رَجُلٌ عَلَّمَهُ اللَّهُ القُرْآنَ، فَهو يَتْلُوهُ آناءَ اللَّيْلِ، وآناءَ النَّهارِ، فَسَمِعَهُ جارٌ له، فقالَ: لَيْتَنِي أُوتِيتُ مِثْلَ ما أُوتِيَ فُلانٌ، فَعَمِلْتُ مِثْلَ ما يَعْمَلُ).
- صلاة القيام نافلة يثاب فاعلها في الدنيا والآخرة
ويحبه الله -سبحانه-؛ فيصير سمعه الذي يسمع به؛ فلا يسمع إلّا خيراً، وبصره الذي يرى به؛ كناية عن إلهامه بعد النظر، والحكم الرشيد والرأي السديد، ويده التي يبطش بها فلا يفعل إلّا خيراً، ورجله التي يمشي بها فلا تذهب إلى الحرام أبداً.
- جبر نقائص الفروض
الناتجة عن الرياء، أو الشرود الذهني أثناء الصلاة، أو تأخير موعد أدائها.
- تبعث النور والضياء على وجه المداوم عليها.
القيام
يمكن تعريف القيام بما يأتي:
- القيام لغة: مصدر مشتق من الفعل الثلاثي قام أي صلى؛ فقد جاء في النصوص الشرعية لفظ قيام الليل، ويقصد به صلاة الليل؛ قال -تعالى-: (قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلً).
- أمّا اصطلاحاً: فيعني قضاء الليل كله أو جزءاً منه بالتوجه لله -سبحانه وتعالى- بسائر العبادات المشروعة من صلاةٍ، ودعاءٍ ومناجاةٍ، واستغفارٍ، وذكرٍ لله، وصلاةٍ على رسوله محمد -صلى الله عليه وسلم-، وقراءةٍ للقرآن بما تيسر غيباً أو حاضراً عن المصحف.
وقت صلاة القيام وعدد ركعاتها
يمتد وقت القيام من بعد صلاة العشاء إلى ما قبل أذان الفجر بنحو ربع ساعة، والصلاة في آخر الليل أفضل لمن تيسر له؛ وكذلك لو كانت جماعة فهي أكمل وأحسن من الصلاة منفرداً.
وفيما يتعلق بعدد ركعات قيام الليل؛ فإنّ الثابت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنّه لم يزد في قيامه عن ثلاث عشرة ركعة ؛ فقد ثبت عن عائشة -رضي الله عنها- أنّه قالت: (ما كانَ يَزِيدُ في رَمَضَانَ ولَا في غيرِهِ علَى إحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً، يُصَلِّي أرْبَعًا، فلا تَسَلْ عن حُسْنِهِنَّ وطُولِهِنَّ، ثُمَّ يُصَلِّي أرْبَعًا، فلا تَسَلْ عن حُسْنِهِنَّ وطُولِهِنَّ، ثُمَّ يُصَلِّي ثَلَاثًا).
الفرق بين القيام والتهجد
هناك اختلاف بسيط بين العبادتين؛ وهو أنّ القيام يبدأ في الليل دون قيد أو شرط، بيد أنّ التهجد يشترط فيه أداء الصلاة بعد النوم، فقد قال الحجاج بن عمرو بن الأنصاريّ: (يَحسَبُ أحدُكُم إذا قامَ منَ اللَّيلِ يصلِّي حتَّى يُصْبِحَ أنَّهُ قد تَهَجَّدَ، إنَّما التَّهجُّدُ أن يصلِّي الصَّلاةَ بعدَ رقدةٍ، ثمَّ الصَّلاةَ بعدَ رقدةٍ، وتلكَ كانت صلاةُ رسولِ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ-).