فضل سورة القمر
فضل سورة القمر
سورة القمر سورة مكية عظيمة، وقد سميت بهذا الاسم؛ لأنها بدأت بالحديث عن معجزة النبي -صلى الله عليه وسلم- في انشقاق القمر يوم ولادته، وإن كانت الآراء قد تعددت في ذلك، وفي صحته.
الموضوعات العامة لسورة القمر
اشتملت سورة القمر على عدة موضوعات رئيسية على النحو التالي:
- قصة معجزة انشقاق القمر؛ تصديقاً من الله -تعالى- للنبي -صلى الله عليه وسلم- ومعاندة المشركين وتكبرهم.
- ذكر قصص انتقام الله -تعالى- من الأقوام الظالمة المكذبة لأنبيائهم؛ وهم قوم نوح، وقوم هود، و قوم صالح ، وقوم لوط، وفرعون وجنوده.
- التهديد الشديد للمشركين وترهيبهم بعقاب الله -تعالى-.
- تيسير القرآن على الناس تلاوة وحفظاً وعملاً.
سبب نزول سورة القمر
أنزل الله -تعالى- سورة القمر ردًا على معاندة مشركي مكة، وإصرارهم على كفرهم بالنبي -صلى الله عليه وسلم-؛ حيث طلبوا منه آية ومعجزة تدل على صدق نبوته، فأشار النبي -صلى الله عليه وسلم- بأصبعه إلى القمر فشقه، وأزاحه بيده وجعل كل شق منه فوق جبل من جبال مكة، فزاد إصرار مشركي مكة على كفرهم؛ واتهموا النبي -صلى الله عليه وسلم بالسحر وأنه قد سحر عيونهم.
ثم تأكدوا وسألوا المسافرين القادمين من البلاد البعيدة، فأخبروهم بصدق انشقاق القمر، ومع ذلك أصروا واستكبروا؛ يقول الله -تعالى-: (اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ* وَإِن يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُّسْتَمِرٌّ* وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ وَكُلُّ أَمْرٍ مُّسْتَقِرٌّ).
دروس وعبر مستفادة من سورة القمر
احتوت سورة القمر على فوائد كثيرة، ومن هذه الفوائد والعبر ما يأتي:
- عظم قدر النبي -صلى الله عليه وسلم-
حيث أيد الله -تعالى- نبيه محمدًا بالمعجزات الكثيرة ، والدلائل العظيمة التي تؤيده وتؤكد صدق نبوته، ومن هذه الدلائل معجزة انشقاق القمر.
- صعوبة عمل الداعية إلى الله
حيث يواجه عقولاً جامدة صلبة؛ لا ينفع معها كثرة الدلائل الواضحات، ولا المعجزات البينات كما حصل مع نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم-.
- التحذير الشديد من حال المشركين عند البعث، ويوم القيامة
حيث تخشع أبصارهم ويعيشون يوماً عسيراً، يقول الله -تعالى-: (خُشَّعًا أَبْصَارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُّنتَشِرٌ* مُّهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ يَقُولُ الْكَافِرُونَ هَـذَا يَوْمٌ عَسِرٌ).
- أخذ العبرة والعظة من مهالك الأقوام التي كذبت رسلها
وكيف أخذهم الله أخذاً شديداً لا يُبقي ولا يذر؛ فقوم نوح أخذهم الطوفان، و قوم هود قصفتهم الريح وقوم صالح أخذتهم صيحة واحدة هشمتهم تهشيماً، وقوم لوط أخذوا بالخسف، وفرعون وجنوده أخذوا بالغرق، فهذه عاقبة كل من كذب برسل الله وأصر على كفره.
- تيسير تلاوة القرآن الكريم
وتيسير العمل به والأخذ بما فيه، حيث إن القرآن كتاب الله العدل الميسر تلاوته وحفظه، فعلى الإنسان أن يذكر ما فيه من الخير وينزجر به عن المعاصي، ويقبل به لفعل الطاعات.
- مصير المؤمنين ومصير الكافرين يوم القيامة
التأكيد على مصير المجرمين من الكفار بأنهم في نار جهنم خالدين فيها، يقول -تعالى-: (إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ* يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ)، وأن مصير المؤمنين الموحدين هو جنات من عند الله -تعالى- المليك المقتدر، يقول -تعالى-: (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ* فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ).