فضل سورة الشمس
فضل سورة الشمس
الفضل الخاص
سورة الشمس من سور المفصّل في القرآن الكريم، والتي فضّل بها الله -تعالى- رسوله -صلّى الله عليه وسلّم- عن غيره من الأنبياء، فقال -عليه السّلام-: (أُعطِيتُ مكانَ التَّوراةِ السَّبعَ الطّوالَ، وأُعطِيتُ مكانَ الزَّبورِ المئِينَ، وأُعطِيتُ مكانَ الإنجيلِ المثانيَ، وفُضِّلْتُ بالمفَصَّلِ).
وروى عبد الله بن عمر -رضي الله عنه-، عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- فقال: (مَن سرَّهُ أن ينظرَ إلى يومِ القيامةِ كأنَّهُ رأيُ عَينٍ فليقرأ: إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ، وَإِذَا السَّمَاءُ انفَطَرَتْ، وإِذَا السَّمَاءُ انشَقَّتْ).
الفضل العام
يشمل قراءة سورة الشمس ما يحصّله المسلم من أجر قراءة القرآن الكريم ؛ فقد وردت العديد من نصوص القرآن الكريم، والسنة النبوية الشريفة الدالة على ذلك الفضل، فمن القرآن الكريم ما يأتي:
- قال -تعالى-: (وَلَـٰكِن كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ).
- قال -تعالى-: (وَالَّذينَ يُمَسِّكونَ بِالكِتابِ وَأَقامُوا الصَّلاةَ إِنّا لا نُضيعُ أَجرَ المُصلِحينَ).
ومن السنة النبوية الشريفة ما يأتي:
- روى أبو موسى الأشعري -رضي الله عنه-، عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- فقال: (مَثَلُ المُؤْمِنِ الذي يَقْرَأُ القُرْآنَ كَمَثَلِ الأُتْرُجَّةِ، رِيحُها طَيِّبٌ وطَعْمُها طَيِّبٌ، ومَثَلُ المُؤْمِنِ الذي لا يَقْرَأُ القُرْآنَ كَمَثَلِ التَّمْرَةِ، لا رِيحَ لها وطَعْمُها حُلْوٌ، ومَثَلُ المُنافِقِ الذي يَقْرَأُ القُرْآنَ مَثَلُ الرَّيْحانَةِ، رِيحُها طَيِّبٌ وطَعْمُها مُرٌّ، ومَثَلُ المُنافِقِ الذي لا يَقْرَأُ القُرْآنَ كَمَثَلِ الحَنْظَلَةِ، ليسَ لها رِيحٌ وطَعْمُها مُرٌّ).
- روى عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-، عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- فقال: (من قرأ حرفًا من كتابِ اللهِ فله به حسنةٌ، والحسنةُ بعشرِ أمثالِها، لا أقول ألم حرفٌ، ولكن: ألِفٌ حرفٌ، ولامٌ حرفٌ، وميمٌ حرفٌ).
التعريف بالسورة
تضمنت سورة الشمس على خمس عشر آية، ابتدأت هذه الآيات بقسم الله بالشمس، وهي سورة من بين تسع عشرة سورة في القرآن الكريم، افتتحها الله -سبحانه وتعالى- بالقسم.
وتعدّ سورة الشمس من السور المكية ؛ نزلت بعد سورة القدر في الفترة ما بعد الهجرة إلى الحبشة وحادثة الإسراء والمعراج،وتضمنت السورة على قسم الله -تعالى- بالشمس، والقمر، والليل، والنهار، والمساء، والأرض، والنفس،
وتقع في القرآن الكريم بعد سورة الضحى، وقد جاءت السورتين في موضوع التحذير من الوقوع في الذنوب والمعاصي، والحث على الطاعات، وقد ابتدأت السورة بذكر العديد من مظاهر خلق الله في كونه؛ هذه المظاهر الدالة على عظيم قدرته، والتي جعلها الله تمهيداً للمظهر العظيم وهو خلق الإنسان، وربط هذه المظاهر بعضها ببعض ضمن آيات السورة الكريمة.
وأظهرت السورة مظهراً من قوم عرفوا ببعدهم عن تزكية النفس ، وما قاموا به من الانسياق وراء الفجور والمعاصي؛ وهم قوم ثمود الذين كذّبوا رسولهم، وأرسل الله لهم ناقة فقاموا بقتلها، فجعلهم مثلاً للقوم الخائبين، فقال: (قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا* وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا).