فضل سورة الزلزلة
فضل السورة الخاص
وردت بعض الأحاديث التي تُبيّن فضل سورة الزلزلة لكنها ليست صحيحة وما يصحُّ فيها غير الحديث الذي رواه عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- فقال: (إِذَا زُلْزلَتُ تَعدِلُ نصفَ القُرآنِ، وَ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ تَعْدِلُ رُبْعَ القُرْآنَ، وَ قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ تَعْدِلُ ثُلُثَ القُرْآنَ).
فضل موضوعاتها
تُعدُّ سورة الزلزلة من السور المكيّة في القرآن الكريم، ويأتي ترتيبها التاسعة والتسعون في المصحف، وتتضمّن ثمانية آيات، وقد سُمّيت سورة الزلزلة بهذا الاسم؛ كونها افتُتحت بلفظ الزلزلة.
وتحدّثت سورة الزلزلة بشكلٍ أساسي عن يوم القيامة وما يسبقه من زلزلة الأرض بما عليها من المخلوقات، ثمّ بعد ذلك محاسبة ومجازاة كل إنسان على عمله، فإن كان عمله خيراً فمصيره إلى خير، وإن كان عمله شراً فمصيره إلى شرّ.
يقول -تعالى-: (إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا* وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا)، ثمّ قال -سبحانه وتعالى-: (فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ* وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ)، وذلك وِفق ميزان العدل -سبحانه وتعالى- الذي لا يُظلم عنده أحد.
وتقع سورة الزلزلة في ترتيب المصحف بعد سورة البيّنة، وترتبط السورتين معاً ارتباطاً وثيقاً حتى تكاد تكونا كأنّهما سورة واحدة، فقد انتهت سورة البيّنة بالحديث عن يوم القيامة وما فيه من جزاء كل من الكافرين والمؤمنين وما سيُلاقوه، ثمّ جاءت بعدها سورة الزلزلة لتقوم بنقل هذه الأحداث في يوم القيامة وما يتضمنه من الحساب والجزاء.
فضل السورة العام
يدخل فضل قراءة سورة الزلزلة في عموم فضل قراءة القرآن ، حيث إنّ قراءة القرآن من الأمور التي حثّ عليه الإسلام واستحبّ الإكثار منها، فبها يتوصل القارئ إلى معاني الآيات الكريمة وفهمها، وبها تُنال الأجور ويرفع الله بها الدرجات.
وقد وردت العديد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة التي تبيّن فضل قراءة القرآن، فمن القرآن الكريم قال -تعالى-: (إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّـهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ* لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ).
ومن السنة النبوية الشريفة ما رواه عبد الله بن عمرو -رضي الله عنه- عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم- قال: (يقالُ لصاحِبِ القرآنِ: اقرأ، وارتَقِ، ورتِّل كَما كُنتَ ترتِّلُ في الدُّنيا، فإنَّ منزلتَكَ عندَ آخرِ آيةٍ تقرأُ بِها).
وكلّما زاد المسلم في القراءة وكان حريصاً على إخلاص النيّة لله -تعالى- زاد الأجر المتحصل من قراءته لكتاب الله، وزاد تمكّنه من القراءة وأصبح مُتقناً، وبهذا ينال شرف الماهر بالقرآن، فقد قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- فيما روته أمّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- قالت: (الْماهِرُ بالقُرْآنِ مع السَّفَرَةِ الكِرامِ البَرَرَةِ، والذي يَقْرَأُ القُرْآنَ ويَتَتَعْتَعُ فِيهِ، وهو عليه شاقٌّ، له أجْرانِ).