فضل حسن الخلق في الإسلام
حسن الخلق
لم تأت شريعةٌ من الشرائع السماوية بمثل ما أتت به شريعة الإسلام؛ حينما أرست أسس وركائز المنهج الرباني الشامل؛ الذي يسعى لإصلاح جميع جوانب الحياة الإنسانية؛ ومن بينها الجانب الأخلاقي، حيث بعث الله نبيه محمد -صلى الله عليه وسلم- إلى قوم كانوا في جاهليةٍ؛ فزكى أنفسهم، وأصلح أحوالهم، وكان لهم القدوة والأسوة الحسنة في السلوك والعمل.
فضل حسن الخلق في الإسلام
مضاعفة الأجر
صاحب الخلق الحسن يحصل على الأجور المضاعفة، والدرجات العلى نتيجة حسن خلقه وتعامله مع الناس، ففي الحديث الشريف عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إنّ المؤمنَ لَيُدْرِكُ بحُسْنِ خُلُقِه درجةَ الصائمِ القائمِ).
دلالة على الخيرية
من معايير تفضيل المسلم على أخيه المسلم في الإيمان معيار حسن الخلق ؛ فكلّما كان المؤمن ملتزماً بالأخلاق الحسنة في حياته ارتقى في سلم التقوى ودرجات الإيمان؛ قال -صلى الله عليه وسلم-: (إنَّ مِن خِيَارِكُمْ أحْسَنَكُمْ أخْلَاقًا).
القرب من النبي عليه الصلاة والسلام
أحسن المسلمون خلقاً هم أقرب الناس مجلساً إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوم القيامة؛ قال -صلى الله عليه وسلم-: (إنَّ مِن أحبِّكم إليَّ، وأقربِكُم منِّي مجلسًا يومَ القيامةِ أحاسنَكُم أخلاقًا، وإنَّ مِن أبغضِكُم إليَّ وأبعدِكُم منِّي يومَ القيامةِ: الثَّرثارونَ، والمتشدِّقونَ، والمتفَيهِقونَ).
الاقتداء بالنبي عليه الصلاة والسلام
في حسن الخلق اقتداء بالنبي -صلى الله عليه وسلم- في هديه وسمته وتعامله مع الناس؛ حيث كان النبي الكريم مثالاً وأسوة حسنة في أخلاقه وتعامله، حتى وصفته السيدة عائشة -رضي الله عنها- حينما سئلت عن خلقه بقولها: (كان خُلُقُه القُرآنَ).
حيث إنه مثال للرحمة، والرفق، والتواضع، والأمانة، والصدق، والحلم، والتسامح في أجمل صورها وتجلياتها في الحياة، ولذلك وصفه الله -عز وجل- في كتابه العزيز بصاحب الخلق العظيم، والسراج المنير؛ قال -تعالى-: (وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ).
النجاح في الدعوة إلى الله
حسن الخلق من أهم الأسباب التي تؤدي إلى نجاح مهمة الدعاة إلى الله -تعالى-، فالداعية إلى الله لا يحصد ثمار عمله إلا إذا توافرت عنده الأخلاق الحسنة التي ترغب الناس في الإسلام، وتحببهم بكل ما دعت إليه الشريعة الإسلامية من القول والسلوك والعمل.
ولذلك أمر الله نبيه -صلى الله عليه وسلم- بحسن الخلق في قوله -تعالى-: (خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ)، كما بيّن الله -سبحانه- عاقبة الخلق السيئ في قوله: (وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ).
سبب لدخول الجنة
حسن الخلق من أهم أسباب دخول الجنة ، فقد سُئل النبي -صلى الله عليه وسلم- عن أكثر ما يدخل الناس الجنة فقال: (تقوَى اللهِ، وحُسْنُ الخُلُقِ)؛ لما لحسن الخلق من طيب الكلام، وحسن المعاملة، والصبر على الناس ومساعدتهم، وغير ذلك من الأخلاق الحميدة منزلة عظيمة في الإسلام، وأثر في تثقيل الموازين.
دليل على الصدق والعقيدة السليمة
حسن الخلق دليلٌ على صدق المسلم وسلامة اعتقاده، حيث يترجم إيمانه بالله -تعالى-، ومنهجه في سلوكه، وعمله مع الناس؛ كما يرجع حسن الخلق عند المسلم إلى كمال الهدي الرباني، وجمال التنشئة، وحسن التربية.