فضل الاستغفار في استجابة الدعاء
تعريف الاستغفار
الاستغفار في اللغة مصدر من الفعل استغفر، وهو طلب المغفرة والعفو من الله -تعالى-، أمّا الاستغفار اصطلاحاً: فهو لا يخرج عن معناه اللغوي بأن يعمد العبد إلى طلب المغفرة والعفو والصفح والعون من الله -تعالى-، ويعدّ الاستغفار من أفضل وأعظم أنواع الذكر لذا حثّ الله -تعالى- عليه عباده في كتابه العزيز كقوله -تعالى-: (فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا) .
فضل الاستغفار في إجابة الدعاء
يعدّ الاستغفار سبباً من أسباب إجابة الدعاء، وممّا يدلّ على ذلك قول الله -تعالى-: (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا* يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا* وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا) ، حيث أشارت هذه الآية الكريمة إلى أنّ الله -تعالى- قد جعل في الاستغفار تلبية لحاجات الناس من إنزال المطر، والرزق بالمال والذرية، كما وقد أشار الإمام ابن القيم -رحمه الله- في كتابه الجواب الكافي إلى ذلك بقوله: "وإذا جمع مع الدعاء حضور القلب، وجمعيته بكليته على المطلوب، وصادف وقتًا من أوقات الإجابة الستة، ثم قدم بين يدي حاجته التوبة، والاستغفار، فإن هذا الدعاء لا يكاد يرد أبدًا"، وممّا تجدر الإشارة إليه أمرين:
- أوّلهما: أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قد حثّ على الإكثار من الدعاء في السجود؛ وذلك لأنّ العبد أقرب ما يكون إلى ربه في سجوده حيث قال -صلّى الله عليه وسلّم-: (أَقْرَبُ ما يَكونُ العَبْدُ مِن رَبِّهِ، وهو ساجِدٌ، فأكْثِرُوا الدُّعاءَ)، وكان من دعائه في السجود: (اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي ذَنْبِي كُلَّهُ دِقَّهُ، وجِلَّهُ، وأَوَّلَهُ وآخِرَهُ وعَلانِيَتَهُ وسِرَّهُ)، فيظهر من ذلك أنّ رسول الله كان يعمد إلى الاستغفار و الدعاء في السجود ؛ لما في ذلك من مظنة إجابة الدعاء.
- ثانيهما: أّنّ الاستغفار يتحقق ويحصل بإحدى الصيغ المأثورة والتي منها:
- أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه، حيث قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (من قال : أستغفرُ اللهَ العظيمَ الذي لا إلهَ إلَّا هو الحيَّ القيومَ وأتوبُ إليه غُفِرَ له وإنْ كان فرَّ من الزحفِ).
- سيد الاستغفار ، حيث قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (سَيِّدُ الِاسْتِغْفارِ: اللَّهُمَّ أنْتَ رَبِّي، لا إلَهَ إلَّا أنْتَ، خَلَقْتَنِي وأنا عَبْدُكَ، وأنا علَى عَهْدِكَ ووَعْدِكَ ما اسْتَطَعْتُ، أبُوءُ لكَ بنِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وأَبُوءُ لكَ بذَنْبِي فاغْفِرْ لِي، فإنَّه لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلَّا أنْتَ، أعُوذُ بكَ مِن شَرِّ ما صَنَعْتُ).
ثمار الاستغفار
حثّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- على الاستغفار بأحاديثه كقوله -صلّى الله عليه وسلّم-: (مَن لزِم الاستغفارَ جعل اللهُ له من كلِّ همٍّ فرجًا ومن كلِّ ضيقٍ مخرجًا ورزَقه من حيثُ لا يحتسبُ)، وقوله -صلّى الله عليه وسلّم-: (واللَّهِ إنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وأَتُوبُ إلَيْهِ في اليَومِ أكْثَرَ مِن سَبْعِينَ مَرَّةً)، وممّا تجدر الإشارة إليه أنّ لزوم الاستغفار والمواظبة عليه له العديد من الثمار، منها: تنقية القلب وتطهيره من الذنوب والمعاصي، وسبب لدخول الجنة والنجاة من النار، وسبب لرفعة الدرجات، وسبب من أسباب كثرة الرزق والمال والولد، وسبب في إجابة الدعاء.