عيوب المنهج التجريبي في علم النفس
عيوب المنهج التجريبي في علم النفس
يُعرّف علم النفس (بالإنجليزية: Psychology) على أنه العلم الذي يدرس سلوك الأفراد ، ومشاعرهم، وأفكارهم، وطريقة تفاعلهم مع المثيرات البيئية من حولهم، ويتطلب دراسة سلوك الأفراد جمع المعلومات عنهم، حيث يُستخدم المنهج التجريبي لهذا الغرض، وللمنهج التجريبي في علم النفس العديد من السلبيات عند تطبيقه، فيما يلي أبرزها:
احتمالية مرتفعة لحدوث أخطاء بشرية
يضع البحث التجريبي المشاركين بالتجارب تحت ضوابط محددة من التحكم بالمتغيرات للخروج بنتائج ذات معنى، من خلال إعطائهم متغيرات معينة (إجابات على أسئلة) قد لا تتوافق مع قناعات المشاركين.
فيجدوا أنفسهم مضطرين للتعامل مع واحدة من هذه المتغيرات، مما يعني الوقوع في خطأ بشري في أحد مراحل البحث، وينتج عن ذلك نتائج غير دقيقة، قد تؤثر على مصداقية البحث .
استهلاك الكثير من الوقت والجهد
يضع الباحث في المنهج التجريبي مجموعة من المتغيرات، ويعزل كل واحدةٍ منها على حدة، ثم يجري اختباره عليها للوصول إلى نتيجة، وبعدها يقوم بجمع المعلومات من كل اختبار، ثم يُخضِع جميع المتغيرات للتقييم بنفس الطريقة السابقة، لكن هذه العملية المتكررة تحتاج إلى الكثير من الوقت والجهد، وتتطلب الكثير من الأموال بشكل يفوق ويتجاوز تحقيق الفوائد منها.
خلق مواقف غير واقعية
الضوابط التي يخضع لها المشاركين قد لا تكون واقعية، ولا تتطابق مع ظروف الحياة التي قد يواجهونها، إلّا أن الباحث قد يجبر المشاركين على الاتجاه للمنحى الذي يريده إذا وضع المتغيرات في اتجاه معين، مما يعني أن النتيجة ستتغير بالاتجاه الذي يريده هو.
تأثر استجابات المشاركين بعدة عوامل
قد تتأثر إجابات المشاركين حسب حالتهم النفسية، أو الظروف البيئية المحيطة بهم، سواء في حياتهم الاجتماعية أو العملية، مما يؤثر على نتيجة الأبحاث ويجعلها غير دقيقة، إذ إن التحيّز الشخصي، الذي يحدث عندما يتلاعب الباحث بالمتغيرات بالطريقة التي يراها مناسبة سواء بطريقة واعية أو حتى غير واعية، متعمدة أو غير متعمدة.
التأثر بأحداث الوقت الفعلي
فقد يتأثر المشاركين عند اختيار المتغيرات بالمحفزات البيئية الخارجية مثل الإجهاد، أو السلوكيات السائدة في المجتمع في مرحلة ما، أو المحفزات الداخلية مثل فوبيا الأماكن المغلقة التي تقام فيها التجربة، أو الخوف من التفاعل الاجتماعي .
عدم القدرة على التحكم بجميع المتغيرات دائمًا
يعتمد المنهج التجريبي على التحكم في كل متغير أو مجموعة متغيرات، وهو ما لا يمكن حدوثه على أرض الواقع عندما يعمد الباحثين إلى تطبيق التجربة في بيئة طبيعية عكس بيئة المختبر.
عدم الاهتمام بالخروج بتفسيرات
إذ يضع الباحثون في المنهج التجريبي مجموعة من الأسئلة مقابل إجابات محددة، لإثبات صحة فرضيتهم أو نفيها، مع تجاهل تفسير النتائج، وهذا يلغي الكثير من المعلومات الجديدة التي من الممكن أن يتوصل لها الباحثون لو انتهجوا منهجًا آخرًا.
عدم إمكانية تعميم النتائج
يعتمد المنهج التجريبي على التكرار للحصول على نفس النتائج، وهو ما لا يمكن حدوثه في كل موقف، فبعض النتائج تكون خاصة بموقف بعينه، وبالتالي يجد الباحثون اللاحقون صعوبة في الحصول على تكرار النتائج.
أنواع تصميم المنهج التجريبي
هناك ثلاثة أنواع رئيسية لتصاميم المنهج التجريبي، هي:
- التصميم قبل التجريبي
يتبع الباحث فيه مجموعة من الخطوات التجريبية الأساسية التي لا يحكمها أي ضوابط، وهذا النوع من التصاميم يمكّن الباحث من دراسة مجموعة واحدة فقط، دون إجراء أي مقارنة بين هذه المجموعة ومجموعة أخرى مكافئة لها غير معالجة.
- التصميم شبه التجريبي
يختلف توزيع الموضوعات في هذا النوع من التصاميم، حيث أنها لا توزّع عشوائيًا على المجموعات، وهذه أكثر خاصية تميز التصميم شبه التجريبي عن غيره من التصاميم.
- التصميم التجريبي الحقيقي
هو أدق نوع من الأنواع السابقة، لأنه يعتمد على التحليل الإحصائي لقبول أو رفض الفرضية التي وضعها الباحث، إذ أنه يمكّن الباحث من تقييم علاقات السبب والنتيجة.