عيوب المنهج الاجتماعي
عيوب المنهج الاجتماعي
إنّ المنهج الاجتماعي يدرس الأدب عل ى أنّه تعبير عن المجتمع، فلا وجود لأدب دون مجتمع ينطلق منه ويُعبّر عنه، والأديب ابن مجتمعه يتأثر بكل ما يطرأ على المجتمع من مؤثرات اقتصادية واجتماعية وسياسية، والفكرة في المنهج الاجتماعي أنّ الأديب لا يجب أن يتوقف عند حدود تصوير الواقع فقط، وإنّما عليه أن يقوم بتقديم رؤية لإعادة صياغة الواقع وتشكيله، وتتلخص عيوب هذا المنهج فيما يأتي:
المبالغة في إظهار التفوق
يُركز المنهج الاجتماعي في النقد على الأعمال النثرية؛ كالمسرحيات والقصص مع إيلاء أهمية لشخصية البطل، وإبراز تميزها وتفوقها على الواقع بشكل قد يصل إلى التزييف بسبب الإسراف في التفاؤل، ويُعد هذا الأمر سلبياً لسببين: الأول لأنّ الإفراط أمر سلبي في حد ذاته، والثاني لأنّ تصوير البطل لا بُد من أن يكون واقعياً ويعكس الواقع الحياتي المعيش.
الإفراط في المضمون على حساب الشكل
يُركز المنهج الاجتماعي على مضمون العمل الأدبي بشكل عميق ومكثف على حساب الشكل، ولهذا السبب ظهر ما يُعرف باسم علم اجتماع النص الذي جعل توجهه الاهتمام باللغة؛ لأنها الوسيط بين الحياة والأدب، وأداة لفهم إبداع المبدع، وبالتالي سيكون هناك عناية بالشكل والإبداع إلى جانب المضمون.
سيطرة التوجّه المادي
المنهج الاجتماعي مرتبط بالاتجاه الماركسي، وبحسب هذا الاتجاه فإنّ الأمور الدنيوية هي صاحبة السلطة وهي التي تُوجه هذا المنهج، وبالتالي فإنّ هذا المنهج يلغي جانب الغيبيات وأثرها في توجيه حياة الأدباء، كاستحضار الخوف من الله في القول والفعل، والإخلاص لله تعالى.
رؤية الأدب على أنه انعكاس للظروف الاجتماعية للأديب
من المنطق أن يتصل الإنسان بشكل عام بواقعه وظروفه الاجتماعية، ولكن الأديب قد يُعبّر عن أمور وأفكار ومشاعر مختلفة عن هموم مجتمعه، وحصر الأديب في هذه الزاوية أو النظر إلى أعماله والحكم عليها من جانب واحد، وهو أنّ أدبه انعكاس لظروفه الاجتماعية يُعد عيباً من عيوب المنهج الاجتماعي.
تهميش ذات الأديب
في الوقت الذي يهتم فيه المنهج الاجتماعي في النقد الأدبي في المجتمع وينظر للأدب على أنّه مجرد انعكاس له، يُستنتج من ذلك بأنّ ذات الأديب قد تُهمش، لأنّ الأديب أو المبدع قد ينطلق في إبداعه من ذاته، وعوالمه الخاصة، وهواجسه الشخصية الحالمة بعيداً عن واقعه.
يغدو بذلك استناداً إلى أسس المنهج الاجتماعي فاشلاً في تقديم المطلوب منه، إذ يطلب منه عكس واقعه أولاً ثم تقديم البديل المأمول، لذلك فإنّ السؤال هُنا أين ذات الأديب من هذا كله؟ ولا يُقصد بذلك أن تكون هي الأساس، ولكن لا بُد من الاهتمام بها في منظومة متكاملة إلى جانب أدوات المبدع والشكل وغيرها.