عيوب المدرسة البنائية في علم النفس
عيوب المدرسة البنائية في علم النفس
تتمثل أهمية هذه المدرسة في أنّها أول مدرسة فكريّة في علم النفس، كما أنّها أثرت على تطور علم النفس التجريبيّ ، ومع ذلك يؤخذ عليها الكثير من الانتقادات، ويمكن تلخيص أهمّ عيوبها في علم النفس على النحو الآتي:
- الموثوقية
أصبح استخدام منهج الاستبطان مع مرور الوقت أكثر جمودًا ومحدوديّةً مقارنة بالمعايير العلميّة الحاليّة، إذ إنذالأساليبب التجريبيّة التي كانت تستخدم لدراسة هياكل العقل البشريّ ذاتيّة للغاية، وهذا ما أدى إلى عدم موثوقية النتائج.
- الدقة
يقول منتقدون المدرسة البنائية أنّ كلّ تركيزها كان منصبًا على السلوك الداخليّ للإنسان، وهذا أمر يصعب ملاحظته بشكل مباشر، ولا يمكن قياسه بدقة.
- المحدودية
يمكن القول أن النظرية البنائية كانت محدودة للغاية، لأن المشكلات النفسيّة اليوميّة التي يمر بها الشخص لا يمكن حلها فقط من خلال تحليل الأحاسيس ، والمشاعر، والنظر فيها، بل يلزمها النظر في العمليات العقليّة على قدم المساواة، وهذا ما سعت إليه المدرسة الوظيفيّة، التي أدت البنائيّة إلى ظهورها.
منهج المدرسة البنائية
ظهرت المدرسة البنائية كأول مدرسة فكريّة في علم النفس على يد العالم وليام وندت ، الذي اهتمّ في تحليل العقل البشريّ بإنشاء وحدات أساسيّة داخله، حيثُ دُرس العقل من خلال الاستنباط لإثبات الصلة بين التجارب الداخليّة المختلفة، مثل المشاعر، أو الأحاسيس، أي إدراك وعي المرء، وشعوره، وعواطفه، كما أنّها تُعتبر جزء من علم النفس التجريبيّ.
الفرق بين النظرية البنائية والوظيفية
كانت النظرية الوظيفيّة رد فعل على المدرسة البنائيّة، فهي ركزت على الوعي مثل البنائيّة لكن بطريقة أكثر دقة ومنهجيّة، وقد كان وليام جيمس أول المؤيدين لهذه النظرية، لذا يشار إليه بأبي النظرية الوظيفيّة.
ركزت هذه النظرية على دراسة الغرض من الوعي والسلوك بدلاً من التركيز على عناصر الوعي كالنظرية البنائيّة، بمعنى أنّها درست عقل وسلوك الناس بناءً على تكيفهم مع البيئة، مع إيلاء اهتمام أقل لدراسة تكوين العقل، وقد اعتمدت النظرية الوظيفيّة على نظرية التطور لداروين، إذ اعتقدت أن الدماغ البشريّ يتطور بهدف تحسين بقاء صاحبه.