عوامل التجوية الكيميائية
عوامل التجوية الكيميائية
تُعد التجوية الكيميائيّة ظاهرةً طبيعيةً تحدث عندما تُلامس مياهُ الأمطارِ الحمضيةِ حُبيبات المعادن التي تَتكون منها الصُخور لتتفاعل معها، ويَنتج عن هذا التفاعل الطينُ والأملاحُ القابلة للذوبان، وللتجويةِ الكيميائية ثلاثةُ عوامل يَنتج عن كلٍّ منها نوعٌ مختلف، وفيما يأتي توضيحٌ لذلك:
التحلّل المائي (Hydrolysis)
يعتمد هذا النّوع من التجوية على عنصر الماء لتكسير الروابط الكيميائية للمعادن المكونة للصخور، فيتحلل المعدن ويتفكك، وعادةً يَنتجُ عن التحلل المائي مركباتٌ جديدةٌ أكثر نعومةً وأضعفُ من المادة الأصلية، أو تتحول المادة الأصلية إلى محلول.
الأكسدة (Oxidation)
يتفاعل الماء؛ العنصرُ الأساسي لحُدوث هذه العملية، مع المعادن ليُضعف بنيتها، ويَنتجُ عن هذا التفاعل مادة بُنيّة تميل للاحمرار، تُعرف باسم الأكاسيد، وأبرزُ مثالٍ على الأكسدة: تكوّن الصدأ على الحديد .
الكربنة (Carbonation)
تتفاعل مياه الأمطار مع ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجويّ، ويَنتجُ عن هذا التفاعل حمض الكربونيك، وعندما يلامس هذا الحمضُ الصخورَ الجيرية ، يُكوّن بيكربونات الكالسيوم القابلة للذوبان، تحدث الكربنة عادةً في المناخات الرطبة، وتتسرّع وتيرتها عندما تزيدُ نسبة الحموضةِ في مياه الأمطار، وأبرز مثالٍ على الكربنة: الكهوف الجيرية التي تحتوي على أنهارٍ في باطن الأرض.
تأثير الأنشطة البشرية على التجوية الكيميائية
تُفاقم بعض الأنشطة البشرية مثل حرق الفحم، والبترول، والغاز مشكلة تلوثِ الهواء، إذ يَنتج عنها إطلاقُ الكثير من ثاني أكسيد الكربون وأكسيد النيتروجين إلى الغلاف الجويّ، فيتفاعل ثاني أكسيد الكربون وأكسيد النيتروجين مع الرطوبة وضوء الشمس، وينتج عن هذا التفاعل أحماضٌ تعود إلى الأرض على شكل أمطارٍ حمضية، وكلّما زادت مستويات تركيزها في الغلاف الجويّ، زادت نسبة حموضة الأمطار.
وزيادة نسبة حموضة الأمطار يعني تسريع عملية التجويّة الكيميائية التي تُؤثر على تفكيك الروابط الكيميائية للمعادن في الصخور، فتُضعف بنية الصخور وتُفتتها، ويَظهر تأثير الأمطار الحمضية بشكلٍ جليٍّ على المباني والمعالم التاريخية، حيثُ تسبّبت هذه الأمطارُ بتفتّتها، وتآكلها، وانهيارها، ومثال ذلك: تمثال بوذا في الصين، الذي أثرت عليه عوامل التجوية الكيميائية، وأدت إلى تغيّر لونه، وتفتته، وانهيارِ أجزاءٍ منه.
الفرق بين التجوية الكيميائية والميكانيكية
يجدر بالذكر أن التجويّة الكيميائية تختلف عن الميكانيكية، فالتجويّة الكيميائيّة تعتمد على وجودِ عناصر كيميائية تتفاعلُ مع المعادن التي تتكون منها الصخور، لتفقد هذه المعادنُ تكوينها الأصليّ، وتتحولُ إلى تكوينٍ جديد، أمّا التجوية الميكانيكية، فينتج عنها إزالة الطبقة العليا للصخورِ بفعل عواملَ خارجيةٍ مثل التآكل، والتقشير، والتجمّد، والذوبان.