عوامل ازدهار فن الخطابة
عوامل ازدهار فن الخطابة
انقلبت الحياة عند العرب بعد مجيء الإسلام، وتغيّرت العديد من مبادئهم التي اعتمدوها أيام العصر الجاهلي ، إذ جاء الإسلام بمفاهيمه التي ساعدت الكثير في النظر إلى الحياة من زاوية أخرى، ليؤثّر على نظامهم السياسي والاجتماعي والعقلي ويصل إلى فن الخطابة الذي كان شائعًا فترة الجاهلية، ثمّ انتقل ليتطوّر أكثر بعد مجيء الإسلام، وفيما يأتي توضيح لعوامل ازدهار فن الخطابة:
مجيء الإسلام
مجيء الإسلام له دور كبير في تطوّر فن الخطابة من خلال استخدامه في شرح الدعوة الإسلامية وبيانها، وكانت الخطابة طريق الإقناع بالحجج العقلية والبراهين المنطقية، والمؤثرات الوجدانية،كما أنّها أقدر على شرح الحقائق، ومناقشة المسائل، فهي عِدّة نبينا محمّد صلّى الله عليه في كل موقف أمام الملأ لنشر دعوته، ومن ثمّ استخدمها بعد الهجرة لإيضاح تعاليم الإسلام، ليرشد المُسلمين إلى كل ما هو خير لهم، إذ كانت له تقاليد وأصول خاصة به يستخدمها في فن الخطابة.
كما تُعد الدعوة الإسلامية من عوامل الازدهار لأنّها استمدت فنّها من القرآن الكريم، وسُنة الرّسول صلى الله عليه وسلم، عدا عن تأثّر الخطباء ببلاغة وفصاحة القرآن والحديث النبوي الشريف.
الأحداث السياسية
إن الأحداث السياسية التي طرأت في العهد الإسلامي لها دور كبير في ازدهار الخطابة، إذ اختلف النّاس بعد وفاة النبي عليه السلام على الخلافة من مهاجرين وأنصار، ليُفعّل كل فريق فن الخطابة في تأييد موقفه، وبيان الحق.
الفتوح في العصر العباسي والأموي
ساهمت الفتوح في العصر العباسي والأموي بإنعاش الخطابة، إذ استخدموها في تشجيع المُحاربين على السعي للتضحية، واستقبال الوفود والمحافظة على الملك، عدا عن استخدام الخطابة في وعظ الناس في أمور دينهم آنذاك.
ظهور الفتن
عندما ظهرت الفتن بعد ظهور الإسلام، ازدادت أعداد الخُطباء الذين لعبوا دورًا مهمًّا في كل من فترة عثمان بن عفان رضي الله عنه، وقبله أبو بكر الصّديق، ثمّ خلافة الإمام علي رضي الله عنه ،وبالتالي فإن كل هذه الأحداث التاريخية تلعب دورًا مهمًّا في ازدهار الخطابة، بالإضافة إلى الفتوحات التي ظهرت في عهد عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان رضي الله عنهما.
أنواع الخطابة
مرّت الخطابة بفترات ازدهار وفترات ضعف، واندرجت تحتها أنواع عدّة استخدمها الخُطباء منذ الجاهلية وإلى ما بعد الإسلام، وبالتأكيد لا يستطيع الناس الاستغناء عن الخطابة حتّى في وقتنا هذا، إليك أنواع الخطابة:
- الخطب السياسية.
- الخطب الحربية.
- الخطب الاجتماعية.
- الخطب العلمية.
- خُطب الملوك والرؤساء والوزراء ونوَّاب الشعب.
- خطب القادة العسكريين في جنودهم.
- خطب الزواج والتأبين.
- خطب الصُلح والتهنئة.
- خطب استقبال الطلاب في الجامعات والمعاهد، وخطب توديع المتخرجين منها، بالإضافة إلى خطبة الصباح في المدرسة.