عوامل ازدهار التجارة في الحضارة الإسلامية
عوامل ازدهار التجارة في الحضارة الإسلامية
ازدهرت التجارة في الحضارة الإسلامية بشكل كبير، وتوضح الفقرات الآتية أبرز وأهم العوامل التي ساعدت على ازدهار التجارة في الحضارة الإسلامية:
اتساع مساحة البلاد الخاضعة للحكم الإسلامي
إنّ انتشار الإسلام في عهد الخلفاء الراشدين وازدهار الاقتصاد في المناطق التي يحكمها المسلمون أدى إلى انتشاره خارج شبه الجزيرة العربية نحو مناطق المحيط الهندي والأطلسي والمحيط الهادئ، الأمر الذي أدى إلى تطور التجارة وازدهارها، وكان لطموح التجار المسلمين وأخلاقهم الحسنة دوراً كبيراً في تشكيل مجتمع منظم يتكون من مختلف الأعراق والثقافات تحت الحكم الإسلامي.
وقد انتعشت التجارة بين العالم الإسلامي ودول العالم المختلفة؛ بسبب امتداد سيطرة المسلمين من أوروبا الشرقية وحتى آسيا وإفريقيا، وكافة الدول الواقعة على طول الطرق التجارية المعروفة قديماً مثل:
- طريق الحرير : الذي يمتد من الصين إلى بلاد الشام والحجاز.
- طريق التوابل: الذي يمتد من الهند إلى البلاد العربية مثل مصر.
تعدد الصناعات في معظم البلاد الإسلامية
بينما كانت التجارة والثقافة في بلاد المسلمين في تقدم مستمر، كانت أوروبا تعاني من ضعف وتراجع نتيجة سقوط الإمبراطورية الرومانية، وكانت أوروبا في تلك الفترة بحاجة للصناعات والمواد التجارية الموجودة في الشرق، لذلك أبرمت الاتفاقيات التجارية مع المسلمين التي أدت إلى إدخال عناصر ثقافية وتجارية جديدة إلى أوروبا وجعلها غنية مثل البهارات والحرير والخزف و الأحجار الكريمة والعطور، والتي تعدّ من أهم المنتجات والصناعات التي تم تبادلها.
وقد كان التجار المسلمون ينقلون البضائع المختلفة، ويسافرون على شكل قوافل تضم أعداد كبيرة ومتنوعة من الناس مثل الأطباء والمترجمين والحراس؛ مما جعل بعض التجار أغنياء وجلب لهم ثروة هائلة، لكن زعماء المسلمين فرضوا عليهم ضرائب استخدمت فيما بعد لبناء المستشفيات والخانات والجسور والآبار على طول الطرق التجارية، الأمر الذي أدى إلى استمرار تطور وازدهار التجارة في الحضارة الإسلامية بسبب الاهتمام الكبير بأمن وراحة التجار.
تنوع المحاصيل الزراعية
شهدت الثورة الزراعية في العالم الإسلامي تغييرات كبيرة وهامة في تطور الطرق المستخدمة في زراعة النباتات المختلفة، وانتقلت هذه الطرق والمنتجات من الشرق الأوسط إلى أوروبا وأماكن مختلفة من العالم عن طريق التجارة، إذ حمل التجار معهم نباتات منوعة من مناطق مختلفة من العالم، وقام الفلاحين باستحداث طرق زراعية ناجحة لزراعتها في مناطق العالم الإسلامي حتى مع اختلاف المناخ والظروف الزراعية. وأدى هذا الأمر إلى ازدهار الزراعة والتجارة بسبب تنوع المحاصيل الزراعية التي ينقلها التجار المسلمين مثل:
- أشجار الفواكه والخضار.
- الحبوب.
- النباتات المستخدمة في المنسوجات.
- النباتات الطبية.
- الأصباغ.
- الزهور المزروعة في الحدائق.
بالإضافة إلى المحاصيل الجديدة التي توجد في الهند وشرق آسيا وإفريقيا مثل جوز الهند وقصب السكر والأرز والموز والمانجا، فقد ساهم تنوع هذه المحاصيل الزراعية إلى ازدهار التجارة في المناطق الواقعة تحت حكم المسلمين، وفي المناطق التي توجد على امتداد الطرق التجارية البرية والبحرية، وساهم كذلك بتبادل الخبرات الزراعية، الأمر الذي ساعد في استمرار تطور الزراعة في بلاد المسلمين وزراعة محاصيل جديدة من أجل الإتجار بها.