عملية تعديل الحاجز الأنفي
عملية تعديل الحاجز الأنفي
عملية تعديل الحاجز الأنفيّ، أو رأب الوتيرة، أو رأب الحاجز الأنفيّ (بالإنجليزية: Septoplasty) هو إجراءٌ جراحي لتقويم العظام والغضاريف التي تقسم المسافة بين فتحتي الأنف ، ويعرف هذا الجدار الرقيق الفاصل بالحاجز الأنفيّ (بالإنجليزية: Nasal septum)، وخلال هذه العملية تتم إعادة وضع الحاجز الأنفي في منتصف الأنف، وقد يتطلب ذلك قطع وإزالة بعض الأجزاء من الحاجز الأنفيّ جراحيًا وإعادة وضعها في الموقع الصحيح، إذ يتمّ اللجوء إلى هذه العمليّة في حال التواء وانحراف الحاجز الأنفي أو بعده عن المركز ويُعرَف ذلك بانحراف الحاجز الأنفي أو انحراف الوتيرة الأنفيّة (بالإنجليزية: Deviated septum)، وقد يتسبب هذا الانحراف في العظام والغضاريف المشكِّلة للحاجز الأنفيّ بصعوبة التنفّس وارتفاع خطر الإصابة بعدوى الجيوب الأنفيّة نتيجة ضعف التصريف الأنفيّ، ويشار إلى أنه غالبًا ما يكون التنفس أكثر سهولةً بمجرد التعافي والئتام جرح العملية.
أمّا الأسباب التي قد تؤدي إلى الإصابة بانحراف الحاجز الأنفيّ؛ ففيما يأتي بيانها:
- يحدث انحراف الحاجز الأنفي في بعض الحالات أثناء نمو الجنين ويكون ظاهرًا عند الولادة.
- التعرض لإصابةٍ في الأنف أثناء الولادة.
- التعرّض لإصابةٍ في الأنف عند الأطفال والبالغين وقد تُؤدِّي مجموعةٌ كبيرةٌ من الحوادث إلى التعرُّض لإصابة الأنف وانحراف الحاجز الأنفي؛ مثل: الصدمات والإصابات التي قد يتعرض لها الأنف أثناء ممارسة أنواع الرياضة التي تتطلب الاحتكاك الجسدي، أو بسبب حوادث السيارات.
دواعي إجراء عملية تعديل الحاجز الأنفي
يشار إلى أنه في حال وجود انحرافٍ في الحاجز الأنفي، وعدم تأثيره في عملية التنفس أو عدم تسببه بعدوى الجيوب الأنفية المتكرر؛ فمن الممكن في هذه الحالة تركه دون إجراء عملية تعديل الحاجز الأنفي، وتجدر استشارة الطبيب لتقييم حالة الشخص المعني وتقديم العلاجات المناسبة بدلًا من الجراحة، ولكن لا بد من بيان أنّ شدة انحراف الحاجز الأنفي قد تزداد سوءًا مع مرور الزمن؛ إذ إنّ التقدم بالعمر قد يؤثر في تركيب وبنية الأنف، كما أن الإصابة بالتهاب الأنف والجيوب (بالإنجليزية: Rhinosinusitis) وهو انتفاخ وتهيج تجاويف الجيوب الأنفية أو الإصابة بالتهاب الأنف (بالإنجليزية: Rhinitis) الذي يتمثل بحدوث الانتفاخ والتهيّج في تجاويف الأنف؛ قد يؤدي مع وجود حالة انحراف الحاجز الأنفي إلى زيادة تضيّق الممر الأنفي؛ مما يؤدي إلى انسداد الأنف .
أما دواعي إجراء عملية التعديل الأنفي؛ فيمكن بيانها على النحو الآتي:
- انحراف في الحاجز الأنفي يؤدي إلى انسداد إحدى فتحتي الأنف أو كلتيهما؛ مما قد يؤدي إلى صعوبةٍ في التنفس من الأنف أو انسداد التنفس الأنفي.
- وجود انحراف واضحٍ وكبيرٍ في الحاجز الأنفي وانسداد التنفس الأنفي.
- عدم الاستفادة من العلاجات الدوائيّة في التخفيف بشكلٍ كافٍ من الأعراض المصاحبة لانحراف الحاجز الأنفيّ.
- علاج التهاب الجيوب الأنفية طويل الأمد، وإزالة السلائل الأنفية، بالإضافة إلى علاج المشاكل الصحية الأخرى التي تسد مجرى الهواء الأنفي.
- يُوصى بإجرائها في بعض الأحيان لوقف نزيف الأنف المتكرر.
التحضير لعملية تعديل الحاجز الأنفي
قبل إجراء عمليّة تعديل الحاجز الأنفيّ تجدر مراجعة الطبيب لمعرفة فوائد ومخاطر إجراء العمليّة، كما قد يحتاج الطبيب إلى الحصول على عددٍ من المعلومات الصحيّة المتعلّقة بالشخص المصاب، ومنها ما يأتي:
- التاريخ الصحيّ: يسأل الطبيب الشخص المصاب حول المشاكل الصحيّة التي يعاني منها في الوقت الراهن أو في السابق، بالإضافة إلى الأدوية أو المكمّلات الغذائيّة والفيتامينات المستخدمة في الوقت الراهن.
- الفحص السريري: يفحص الطبيب الجلد، ويفحص خارج الأنف وداخله، كما يتضمن الفحص السريري إجراء أي تحاليل متعلّقةٍ بحالة انحراف الحاجز الأنفي.
- تصوير الأنف: يتمّ تصوير الأنف من عدّة جهاتٍ وزوايا مختلفةٍ؛ للمساعدة على مناقشة طبيعة العمليّة الجراحيّة مع الشخص المصاب قبل إجرائها أو لتكون مرجعًا للطبيب خلال وبعد إجراء العمليّة.
- مناقشة التوقعات: يوضّح الطبيب للشخص المصاب النتائج المتوقعة من إجراء العمليّة، وما قد ينجم عن العمليّة من نتائج إيجابيّةٍ، وما هو مستبعدٌ من التوقعات.
- التحذيرات والإجراءات الوقائية: يطلب الطبيب من المصاب تجنب استخدام بعض الأدوية قبل وبعد إجراء العملية، مثل: دواء آيبوبرفين (بالإنجليزية: Ibuprofen) أو الأسبرين ؛ لما قد يكون لهما من تأثيرٍ في رفع خطر النزيف، كما يطلب الطبيب من الشخص المصاب التوقف عن التدخين؛ إذ يزيد التدخين خطر الإصابة بمشاكل صحيةٍ أثناء وبعد إجراء العملية، كما يمكن أن يبطىء التدخين من عملية الشفاء.
النتائج المتوقعة للعملية
كما ذكر سابقًا؛ فإن عملية تعديل الحاجز الأنفي يتم فيها قطع وإزالة بعض الأجزاء من الحاجز الأنفي، مثل: العظام أو الغضاريف ثم إعادة وضعها في المكان الصحيح، وفي الحالات التي يحدث فيها التواءٌ في إحدى عظام الأنف والذي يتسبب بدفع حاجز الأنف باتّجاه أحد الجانبين؛ فقد يعد ضروريًا حينها إجراء قصٍّ لعظام الأنف لإعادة وضعها في المكان الصحيح، ويشار إلى أن الطبيب يجري هذه العملية من خلال إجراء بعض الشقوق داخل الأنف، وفي بعض الأحيان يكون ضروريًا إجراء شقٍ صغيرٍ بين فتحتي الأنف، كما قد يستخدم الطبيب الطعوم المستعرضة (بالإنجليزية: Spreader grafts)؛ وهي عبارة عن دعاماتٍ صغيرةٍ من الغضاريف تزرع في الأنف للمساعدة على تعديل انحراف الحاجز الأنفيّ عندما تكون المشكلة على طول جسر الأنف، وفي بعض الأحيان تكون هذه الطعوم المستعرضة ضروريةً لتقويم الحاجز بشكلٍ فعالٍ.
خلال العملية
بناءً على عددٍ من العوامل مثل: مدى تعقيد وخطورة الجراحة، وتفضيلات الشخص المصاب، وقرار الطبيب يتمّ تحديد نوع التخدير المتّبع، وفيما يأتي بيان أنواع التخدير المتّبعة أثناء عملية تعديل الحاجز الأنفي:
- التخدير الموضعي: (بالإنجليزية: Local anesthesia)، ويقتصر هذا النوع من التخدير على الأنف فقط، ويتمّ في هذه الحالة حقن الدواء المخدّر في أنسجة الأنف بشكلٍ مباشر؛ مما يؤدي إلى تخدير المنطقة بحيث لا يشعر المصاب بأي ألم مع عدم فقدان الوعي تمامًا.
- التخدير العام: (بالإنجليزية: General anesthesia)، ويفقد الشخص المصاب في هذه الحالة الوعي بشكلٍ تامٍ لفترةٍ مؤقتةٍ؛ إذ يؤثر الدواء المخدر في كامل الجسم، ويتمّ التخدير عن طريق إعطاء المخدر من خلال الوريد أو عن طريق استنشاقه.
بعد التخدير وخلال العملية قد يتمّ استخدام جبائر ناعمة من السيليكون داخل كل فتحة أنفٍ لدعم حاجز الأنف، وقبل ذلك يتمّ إغلاق الجرح بخيوطٍ قابلةٍ للامتصاص، كما قد يضع الطبيب حشوةً تشبه الضمادة داخل الأنف لمنع النزيف بعد انتهاء العمليّة، وتتمّ العمليّة خلال مدّةٍ تتراوح بين 30-90 دقيقةً بناءً على مدى تعقيدها، ثمّ يُنقل الشخص إلى غرفته؛ وذلك لمراقبة حالته الصحيّة وتجنّب حدوث أي مضاعفات، وقد يكون الشخص قادرًا على العودة للمنزل في نفس اليوم مع الحاجة إلى الاعتماد على أحد المرافقين للعودة.
ما بعد العملية
يعتمد مستوى التحسن الذي يتوقعه المريض من العملية على شدة الانحراف في الحاجز الأنفي قبل إجراء العمليّة، ولكن تجدر الإشارة إلى أن الأعراض المترتبة على انحراف الحاجز الأنفي قد تختفي تمامًا بعد إجراء العملية؛ وخاصةً الانسداد الأنفيّ، كما لا يصاحب هذا النوع من العمليّات ظهور أيّ كدماتٍ أو تندّباتٍ على الوجه؛ إذ تتمّ العمليّة عبر فتحتي الأنف، وقد يضطر المريض إلى التنفّس من الفم لبعض الوقت في حال وجود الحشوة داخل الأنف؛ وذلك إلى حين إزالتها، وقد يستغرق استعادة الأنف لقدرته التامّة مدةً قد تصل إلى ثلاثة أشهرٍ؛ أمّا بالنسبة للأعراض المترتبة على إجراء العمليّة؛ فقد تتضمّن ما يأتي:
- الشعور بألمٍ في مقدمة الأنف، وعادةً ما تكون الأدوية التي تُصرف دون وصفة طبية كافية لتخفيف الألم، وقد يصف الطبيب أيضًا مسكنًا للألم.
- انسدادٌ في الأنف ناجمٌ عن حدوث الانتفاخ بعد العملية، وحدوث تصريفٍ للدم، أو السائل المخاطيّ، أو كليهما معًا من الأنف، ويشار إلى أن الانتفاخ قد يستمرّ لمدةٍ تتراوح بين 2-3 أيّامٍ؛ أما تصريف الأنف للدم والمخاط فقد يستمر لمدةٍ تتراوح بين 2-5 أيامٍ، وقد يطلب الطبيب من المريض لإزالة احتقان الأنف استخدام بخاخات المحلول الملحيّ (بالإنجليزية: Saline sprays) أو استخدام العلاج بالإرواء (بالإنجليزية: Irrigation treatment).
نتائج العملية
تستقرّ وتثبت أنسجة الأنف نسبيًا في موقعها خلال مدةٍ تتراوح بين 3-6 أشهرٍ في العادة بعد إجراء العملية، ولكن لا يزال ممكنًا تحرك الغضروف والنسيج بشكلٍ تدريجي أو أن يعاد تشكيلهما بمرور الوقت، وقد يستمرّ حدوث بعض التغيّرات لمدةٍ تصل إلى سنةٍ أو أكثر بعد الجراحة؛ أمّا بالنسبة لمستوى تحسّن الأعراض المتوقع بعد العملية؛ فيختلف من فرد لآخر، وفي معظم الحالات يشعر الأفراد بتحسّن ملحوظٍ في الأعراض بعد إجراء العملية؛ ومنها صعوبة التنفس التي كان انحراف الحاجز الأنفي سببًا لها، ولكن في بعض الحالات قد تستمرّ الأعراض حتى بعد العملية الجراحية؛ ممّا قد يدفع المريض للخضوع لعمليّة تعديلٍ للحاجز الأنفيّ مرةً أخرى.
نصائح ما بعد عملية تعديل الحاجز الأنفي
فيما يأتي مجموعةٌ من النصائح التي يجدر اتباعها بعد الخضوع لعمليّة تعديل الحاجز الأنفيّ:
- الحصول على الراحة الكافية خلال اليوم الأول بعد العمليّة.
- تجنّب الاستحمام لمدة 24 ساعةً بعد إجراء العملية.
- تجنّب نفث الأنف حتى في حال الشعور بالاحتقان؛ وذلك لتجنب احتمالية حدوث النزيف.
- تجنّب العطاس قدر الإمكان وفي حال عدم القدرة على تجنبه؛ فيجدر العطس من خلال الفم.
- تجنّب فرك الأنف أو حتى لمسه بعد العمليّة.
- رفع الرأس عند النوم بمقدار وسادتين للمساعدة على التخفيف من الانتفاخ والاحتقان.
- تطبيق الكمّادات الباردة على الأنف والمنطقة المحيطة بالعين للتخفيف من الألم والانتفاخ، مع إمكانيّة لفّ كميّةٍ من الثلج بقطعة قماشٍ وتطبيقها.
- مراجعة الطبيب بحسب المواعيد المحدّدة، ففي حال لم تتحلل الخيوط الجراحيّة والغرز المستخدمة في الجراحة من تلقاء نفسها؛ فإن الطبيب قد يزيلها يدويًا.
- محاولة تجنب مخالطة الأشخاص لبعض الوقت وخاصةً المصابين بالمرض؛ لتجنب الإصابة بالعدوى.
- تجنّب التعرّض للغبار والدخان.
- تجنب الأنشطة التي قد تؤدي إلى السقوط لمدة أسبوعٍ أو أسبوعين بعد إجراء العمليّة بما فيها ممارسة التمارين الرياضيّة والانحناء، وفي الواقع قد يطلب الطبيب تجنّب ممارسة الأنشطة الرياضيّة لمدةٍ قد تصل إلى شهرٍ كاملٍ بعد إجراء العمليّة.
- يمكن العودة للعمل بعد أسبوعٍ أو أسبوعين من إجراء العمليّة؛ ولكن دون حمل أوزانٍ ثقيلةٍ.
- تجنّب تطبيق ضغطٍ على الوجه؛ كالجهد المبذول أثناء عمليّة التبرّز.
الآثار الجانبية لعملية تعديل الحاجز الأنفي
تجدر مناقشة الطبيب حول الآثار الجانبيّة والمخاطر المحتملة التي قد تصاحب عمليّة تعديل الحاجز الأنفيّ، ويتم إجراء العملية في حال كانت الفوائد المرجوة، كتحسين القدرة على التنفّس، تفوق مخاطر العمليّة، وعلى الرغم من أنّ جميع العمليّات الجراحيّة تكون مصحوبةً بنسبةٍ من المخاطر؛ إلّا أنّ الآثار الجانبية المترتبة على عمليّة تعديل حاجز الأنف نادرة، كما تعد من الإجراءات الشائعة والآمنة نسبيًا، وفيما يأتي بيان بعض الآثار الجانبيّة والمخاطر التي قد تصاحب العمليّة:
- النزيف: من الشائع حدوث نزيف بسيطٍ عند إجراء جراحةٍ في الأنف، وفي الغالب يمكن تحمّل هذا النزيف دون الخوف من مصاحبته لبعض المخاطر.
- الإصابة بالعدوى: قد تحدث العدوى في الأنف بعد إجراء العمليّة؛ وذلك بسبب طبيعة بيئة الأنف غير المعقّمة.
- متلازمة الصدمة السمية: (بالإنجليزية: Toxic shock syndrome) وهي من أنواع العدوى الخطيرة والمهدّدة لحياة الشخص المصاب والتي تتطلّب تدخّلًا طبيًا فوريًا، ولكنها تُعدّ من المخاطر النادرة جدًا بعد عمليّة تعديل الحاجز الأنفيّ.
- تسرّب السائل الشوكيّ: (بالإنجليزية: Spinal fluid leak)؛ قد تؤدي العمليّة إلى إصابة الدماغ، وتسرب السائل الشوكيّ المسؤول عن تغذية الدماغ والحبل الشوكيّ؛ ممّا يرفع بدوره خطر الإصابة بالعدوى، ويعد حدوث ذلك نادرًا جدًا.
- الآثار الجانبيّة الأخرى: من الآثار الجانبيّة الأخرى والنادرة التي قد تصاحب عمليّة تعديل الحاجز الأنفيّ ما يأتي:
- حدوث ثقب في الحاجز الأنفي.
- استمرار بعض الأعراض؛ كالانسداد الأنفيّ.
- تغيّرٌ في شكل الأنف.
- الخدران المؤقت في الأسنان، أو الأنف، أو اللثة العلوية.
- تغيّرات في حاسّة الشمّ أو التذوّق.
- تغيّراتٌ في الصوت.
- ألم الوجه المستمر.
- حدوث تورمٍ وظهور كدماتٍ حول العين.
- اختلالاتٌ أو عيوبٌ بصرية.