علماء العرب والمسلمين في الطب
الزهراوي
هو الطبيب الصيدلي الجّراح أبو قاسم خلف بن عباس الزهراوي ، والمعروف في الغرب باسم البقاسيس أو الزهرافيوس، وُلد عام 936 م في حي الزهراء في الأندلس عاصمة إسبانيا الإسلامية حينها، ويعود أصله إلى شبه الجزيرة العربية إذ جاء أجداده من المدينة المنورة مع جيوش المسلمين التي فتحت إسبانيا.
لمع اسم الزهراوي في فترة حُكم الخليفة الحكم الثاني الذي عيّنه في منصب طبيب بلاط الخليفة، وذلك في فترة العصر الذهبي لإسبانيا العربية، حيث بلغت العلوم الطبيعية والرياضية ذروتها، وتوفّي الزهراوي عام 1013 م عن عمر ناهز 77 عامًا.
أهم مؤلفاته واكتشافاته
كان للزهراوي العديد من المؤلفات من أهمّها كتاب التصريف، حيث يتكوّن هذا المؤلَّف من 30 مجلّد، وتضمّنت هذه المجلّدات أوصافًا تشريحية ً وتصنيفات للأمراض المختلفة، وقدّمت معلومات عن التغذية والجراحة، وتعمّقت في طبّ العلوم وجراحة العظام، إضافةً إلى أقسام الطب والصيدلة الأخرى.
صبّ الزهراوي جلّ اهتمامه بعلم الجراحة على وجه الخصوص، كما وصف أكثر من 300 مرض ووضع طُرُقًا لعلاجها، وتضمّن أوصافًا للكثير من العمليات الجراحية وكيفية استخدام أكثر من 200 أداة جراحية.
يُذكر أنّ جيراد كريمونا ترجم في القرن 12 القسم الخاص بالجراحة إلى اللغة اللاتينية، ليُصبح كتابًا طبيًا في أوروبا، واستعان به الأطباء حتى أواخر القرن 18، ونُشرت أول نسخة مترجمة لللاتينية في أوغسبورغ بألمانيا عام 1519 م بعنوان الكتاب النظري والعملي للزهراوي، وقد نُشرت النسخة العربية من الكتاب في لندن عام 1778 م، وفي الهند عام 1918 م.
لُقّب الزهراوي بوالد علم الجراحة نظرًا لما قدّمه من الاكتشافات في هذا المجال، وكان من أهمّ اكتشافاته ما يأتي:
- ابتكر أدوات فحص الأذن الداخليّة.
- كان أوّل من استخدام الخطاف لإزالة الزوائد اللحمية من الأنف.
- استخدم الكي لعلاج أورام الجلد.
- أوّل من استخدم الغرز لخياطة الجروح.
- ابتكر أدوات لفحص الحالب.
- ابتكر العديد من أجهزة الأسنان وكذلك الأسنان الاصطناعية التي صنُعت من عظام الحيوانات.
- ابتكر المقصّات الجراحية وملاقط الولادة، وقدّم وصفًا تفصيليًا بالرسوم التوضيحية لاستخدام المجسات، والسكاكين الجراحية، والخطافات.
- اخترع أدوات استطاع بها إجراء عمليّة استئصال المثانة بنجاح.
أبو بكر الرازي
هو الطبيب الكيميائي أبو بكر محمد بن زكريا الرازي، وُلد في عام 854 م في مدينة الريّ الواقعة في إيران حاليًا، ويُعدّ من أعظم أطباء العالم الإسلامي ، حيث شغل منصب كبير الأطباء في مستشفى الري، ثمّ شغل منصبًا مشابهًا في بغداد لبعض الوقت.
كان يُعدّ النسخة الإسلامية لسقراط وذلك لدوره العظيم في الفلسفة، كما لقُّب بأبقراط العرب نظرًا لما قدّمه في علوم الطّب، وتوفي عام 925 م عن عمر ناهز 60 عامًا.
أهم مؤلفاته واكتشافاته
ألّف أبو بكر الرازي العديد من الكتب التي خدم بها الأمّة الإسلاميّة لأجيال متلاحقة، كما أنّ بعضها اعتمد كمراجع عالميّةً، ومن أهمّها ما يأتي:
- كتاب الحاوي
وهو كتاب يجمع قراءات الرازي في الطب اليوناني والروماني، وملاحظاته السريرية الخاصّة به، والطرق العلاجية للأمراض المختلفة بالسنوات التي مارس فيها الطب.
- كتاب المنصوري في الطب
هو كتيّب مختصر عن العلوم الطبية كتبه الرازي وقدّمه لحاكم مدينته آنذاك أبي صالح المنصور بن إسحاق في عام 903 م.
- كتاب من لا يحضره الطبيب
وهو كتاب خصّصه الرازي للفقراء، والمسافرين، والمواطنين العاديين الذين قد يتعرّضون لحالة طبية ولا يستطيعون إيجاد الطبيب، ويفيدهم الكتاب في معرفة المرض بصورة عامة إذ يحتوي على طرق علاج الأمراض الشائعة.
- كتاب برء الساعة
وهو كتيّب قصير يحتوي على حالات مرضية يُمكن علاجها في غضون ساعة بحسب ما يراه الرازي، مثل: ألم الأسنان، والأذن، والصداع، والمغص، والحكة، وآلام العضلات.
- كتاب المرشد
وهو مدخل قصير للمبادئ الطبية الأساسية.
- الشكوك على جالينوس
وهو كتاب يحتوي على انتقادات الرازي لبعض نظريات جالينوس.
- كتاب سر الأسرار
الذي يختصّ بعلم الكيمياء.
- مؤلفات أخرى
كتاب السيرة الفلسفية، وكتاب الطب الروحاني، وكتاب الجدري والحصبة.
من أهمّ اكتشافات الرازي ما يأتي:
- اكتشف حامض الكبريتيك والإيثانول.
- صنّف الأعصاب إلى حركية وحسية، والأعصاب الشوكية إلى التصنيف المتّبع حاليًا.
- جمع بين المعرفة بتشريح الأعصاب القحفية والحبل الشوكي مع استخدام المعلومات السريرية لتحديد آفات الجهاز العصبي.
- كان أول من وصف مرض الجدري وميّزه عن الحصبة.
- دعا الرازي إلى استخدام العسل كدواء بسيط وكأحد المواد الأساسية المستخدمة في الأدوية المركبة.
ابن النفيس
هو الطبيب علاء الدين أبو العلاء علي بن أبي الحرم القريشيّ الدمشقيّ بن النفيس، و لد ابن النفيس عام 1210م في قرية القرشية قرب دمشق، و شغل منصب رئيس الأطباء في سوريا ومصر في عهد الحاكم الأيوبي العادل .
تعلّم الشريعة الإسلامية وأصبح خبيرًا في الفقه الشافعي، وقد تميّز بذاكرته القوية، وكان له الفضل في تأليف العديد من الكتب، وتوفي في القاهرة عام 1288م، عن عمر ناهز 78 عامًا.
أهم مؤلفاته واكتشافاته
قام ابن النفيس بتأليف العديد من الكتب، ومن أهمها ما يأتي:
- كتاب الشامل في الصناعة الطبية
وهو موسوعة طبية شاملة يتألّف من 300 مجلّد من الملاحظات ونُشر 80 منها، كما احتوى الكتاب على قسم يتحدّث عن التقنيات الجراحية.
- كتاب المختار من الأغذية.
- المذهب في الكحل المجرب.
- كتاب جامع الدقيق في الطب.
- شرح فصول أبقراط.
- شرح تشريح القانون.
- شرح تشريح جالينوس.
- الرسالة الكمالية في السيرة النبوية.
- المختصر في علم أصول الحديث.
ومن أهمّ اكتشافات ابن النفيس ما يأتي:
- قدّم الوصف الأول للدورة الدموية الرئوية الصغرى، و كان أول شخص يتحدى النظرية القديمة لمدرسة جالينوس من خلال وصفه لتدفق الدم بين القلب والرئتين بشكل صحيح.
- أعطى فكرة مبكّرة عن دوران الشريان التاجي والشعيرات الدموية.
ابن الجزار
هو الطبيب العربيّ المسلم أحمد بن جعفر بن إبراهيم بن الجزار القيرواني، ولد في القيروان أي تونس الحالية في عام 895 م، وتوفي في عام 979 م، قد اشتهر بكتاباته عن الطب الإسلامي.
كان يُعرف في أوروبا بالاسم اللاتيني ( Algizar )، وورث الطب عن والده وعمّه الطبيبين، وقد عالج العديد من الحالات المرضية خلال رحلته العلمية وقدّم الكثير لعالم الطب.
أهم مؤلفاته واكتشافاته
قام ابن الجزار بتأليف العديد من الكتب، ومن أبرزها ما يأتي:
- كتاب زاد المسافر وقوت الحاضر ويحتوي على أحكام المسافر والغذاء للمقيمين.
- كتاب طب الفقراء والمساكين.
- كتاب النسيان وطرق تقوية الذاكرة.
- كتاب طيب المشايخ.
- كتاب رسالة في أسباب الوفاة.
ومن أهم اكتشافات ابن الجزار ما يأتي:
- كان أول من قام بتشخيص مرض الجذام، وشرحه بمصطلحات علمية، كما قدّم العديد من المقترحات لعلاجه وقام بإجراءات محدّدة لاحتوائه.
- وصف مرض الحصبة وصفًا دقيقًا، وقدّم معلومات عن الأمراض الباطنية، كما وكتب عن الأوبئة وأنواع الحمّى المختلفة.
ابن سينا
هو الطبيب الفيلسوف المسلم كامل أبو علي الحسين بن عبد الله بن سينا، ولد بالقرب من بخارى في إيران في عام 980 م، وساهم بشكلٍ كبير في مجالات الطب والفلسفة الأرسطية في العصور الوسطى.
حفظ ابن سينا بحفظ القرآن الكريم وهو في سن العاشرة، ثمّ اتّجه إلى دراسة الطب في سن 16، وُذكر أنّ ابن سينا ألّف العديد من الكتب في الكثير من المجالات، وتوفي في عام 1037 م عن عمرٍ ناهز 57 عامًا.
أهم مؤلفاته واكتشافاته
يُقال أنّ العالم ابن سينا قام بكتابة حوالي 450 مؤلّفًا، وقد نجا منها 240، ويذكر بعض مؤلفي المراجع 21 عملًا رئيسًا و24 عملًا ثانويًا؛ تناولت الفلسفة، وعلم الفلك، والطب، والهندسة، والفن وغيرها، ومن أهم مؤلّفاته ما يأتي:
- كتاب القانون في الطب
يعدّ من الكتب الطبية الأكثر تأثيرًا والذي قام بكتابتها طبيب مسلم، وهو موسوعة طبية تمثّل تلخيصًا للطب العربي بجذوره اليونانية، أصبح الكتاب المدرسي للتعليم الطبي في أوروبا من القرن 12-17 م، إذ تُرجم إلى اللاتينية بواسطة جيرارد الكريمونا.
- كتاب الشفاء
يعدّ موسوعة فلسفية جمعت التقاليد الفلسفية الأرسطية والأفلاطونية مع الثقافة الإسلامية، وذلك في تقسيم المعرفة إلى معرفةٍ نظرية تشمل الفيزياء، والرياضيات، والميتافيزيقيا.
- كتاب الإشارات والتنبيهات
وهو كتاب في الفلسفة أيضًا.
تمثّلت اكتشافات العالم ابن سينا في مؤلّفاته وكتبه وخاصةً كتاب القانون في الطب الذي شمل الكثير من الأمراض وطرق علاجها، ومن أهم اكتشافته ما يأتي:
- اكتشف علاج لإعتام العين بالأدوية والتغذية في المراحل المبكرة دون الحاجة إلى الجراحة، كما عدّ الحالة العقلية للمريض عاملاً هامًا يساهم في تشخيص ما بعد الجراحة.
- اكتشف أن السلّ مرضٌ مُعدٍ وهو أول من صنفه بهذا الشكل.
- تمكّن من وصف أعراض مرض السكّري بدقّة، وكذلك أنواع شلل الوجه.
- وصف العديد من الاضطرابات النفسية، مثل اضطراب الحب الذي اعتبره ابن سينا اضطراب الوسواس الشبيه بالاكتئاب الشديد.
- ساهم في الطب المتعلّق بالولادة، وكيفية العناية بالرضّع وكيفية تغذيتهم وكذلك عن أسباب التشوّه.
ابن الهيثم
هو العالم أبو علي الحسن بن الهيثم ، والذي عُرف في الغرب باسم الحسن، ولد ابن الهيثم عام 965 م في مدينة البصرة جنوب العراق، ولذلك عرف باسم الحسن البصري، و قد تلقّى تعليمه في البصرة وبغداد أيضًا.
قرّر ابن الهيثم في شبابه أن يكرّس وقته وجهده لدراسة العلوم المختلفة، ممّا زاد من معرفته في علوم الفيزياء والرياضيات كثيرًا، حيث قام بتدريسهما فيما بعد، و كان ابن الهيثم من أهم علماء المسلمين ، ويُذكر أنّه توفي في القاهرة بمصر عام 1040 م عن عمر ناهز 75 عامًا.
أهم مؤلفاته واكتشافاته
كتب العالم ابن الهيثم أكثر من 200 كتابًا شملت مجموعة واسعة من الموضوعات المختلفة، كالرياضيات، وعلوم الفلك، وعلم البصريات وغيرها، ومن أهم هذه المؤلّفات ما يأتي:
- كتاب المناظر
أو كتاب البصريات، ويحتوي على شرح النموذج الصحيح للرؤية، أي أنّها الاستقبال السلبي لأشعة الضوء المنعكسة من الأشياء، وليس انبعاثًا نشطًا لأشعة الضوء من العين، ويحتوي الكتاب على صياغة كاملة لقوانين الانعكاس، بما في ذلك التجارب التي تتضمن زوايا السقوط والانحراف.
- رسالة في الضوء
وهو ملحق يحتوي على ال مزيد من المعلومات حول خصائص الضوء وتشتت الإشعاع بمختلف الوسائط الشفافة وغير الشفافة.
- كتاب ميزان الحكمة
وهو أطروحة ناقش فيها ابن الهيثم كثافة الغلاف الجوي وربطها بالارتفاع، وكذلك درس الانكسار الجوي.
- مقالة في القرستون
وهي رسالة تتحدّث عن مراكز الجاذبية.
- رسالة في المكان.
- الشكوك على البطليموس .
وتتمثّل معظم اكتشافات ابن الهيثم في مجال البصريات بما يأتي:
- دراسة خصائص الضوء التجريبية والرياضية.
- ابتكر تجارب خاصّة لأنواع مختلفة من الضوء، كضوء الشمس و الضوء المنعكس من الأسطح المصقولة والأجسام غير الشفافة، وكذلك الضوء المنكسر.
- أوجد القاعدة التي تقول أنّ الضوء ينتشر بشكل مستقيم بغض النظر عن مصدر انبعاثه.
- أوجد القاعدة الثانية التي تثبت أنّ الشمس وأي مصدر ضوء اصطناعي يشعّ الضوء من جميع أجزائه.
- صنّف ابن الهيثم مصادر الضوء إلى 3 أنواع؛ المصادر المضيئة، والمصادر الناقلة للضوء، والمصادر العاكسة للضوء.