علامات نمو الطفل السليم

علامات نمو الطفل السليم

تشيرُ بعض العلامات التي تظهر على الطفل على نموه بشكلٍ طبيعيّ، حيث يتضمن النمو الجسدي (بالإنجليزية: Physical growth) للطفل زيادةً في الطول والوزن، بالإضافة إلى حدوث بعض التغيرات في جسمه، ويكون هذا النمو سريعًا وملحوظًا خلال السنة الأولى من عُمُر الطفل، علمًا أنّه من الضروري مراقبة الأهل لظهور العلامات الرئيسيّة التي تدل على نمو وتطوّر الطفل مثل قدرته على المشي والكلام؛ للاطمئنان على نموه بشكلٍ طبيعيّ، ويجدر تجنّب مقارنة نمو الطفل مع أقرانه من الأطفال أو مع الأطفال الأكبر سنًّا، ونوضح فيما يأتي بعض العلامات التي تدل على نمو الطفل السليم حسب عمره:

علامات نمو الطفل السليم في مرحلة الرضاعة

يمكن بيان علامات نمو الطفل السليم في مرحلة الرضاعة كما يلي:

• حاجة الطفل المتكررة للرضاعة: تعدُّ حاجة الطفل المتكرّرة للرضاعة إحدى علامات نمو الطفل السليم؛ إذ يدّل ذلك على شهيّته الجيدة وعلى سلامة جهازه الهضميّ، ومن الطبيعي سماع صوت البلع أثناء رضاعة الطفل ، علمًا أنّ نوم الطفل بعد الرضاعة يدل على شعوره بالشبع، ويُشار إلى أنّ الأطفال الرضّع يمتلكون رد فعل المص المنعكس (بالإنجليزية: Sucking reflex)؛ وهو ما يؤدي إلى محاولتهم مصّ أيّ شيء يقترب من فمهم وهو ما يساعدهم على الرضاعة أيضًا.
• هدوء الطفل عند لمس الأم وسماع صوتها: إنّ تمييز الطفل لصوت الأم وهدوءه واستجابته عند سماع صوتها أو بعد لمستها يعدّ من علامات النمو السليم؛ إذ يدل ذلك على النمو العاطفيّ للطفل الرضيع، وبداية تكوين الروابط العاطفية بين الأم والطفل، حيث إنّ قضاء الطفل تسعة أشهر في رحم الأم يجعله قادرًا على تمييز صوت أمه نتيجة سماعها بشكلٍ متكرّر.
• معدل استهلاك الحفاضات: يدلّ استهلاك الطفل الرضيع لما يتراوح بين 4-6 حفاضات في اليوم على سلامة الطفل وحصوله على كميّة مناسبة من الحليب، سواء أكان الحليب طبيعيًّا أو صناعيًّا، كما يُدلّ ذلك على رطوبة جسم الطفل، ويُشار أيّضًا إلى سرعة اكتساب الطفل الرضيع للوزن خلال الأسابيع الأولى بعد الولادة، لذلك في حال ملاحظة تبديل الطفل لعدد أقل من الحفاضات في اليوم أو عدم اكتسابه للوزن بشكلٍ ملحوظ فقد يدلّ ذلك على عدم حصوله على كميّة مناسبة من حليب الرضاعة، كما يمكن الاستدلال من لون البول الغامق على تعرّض الطفل للجفاف.
• اكتساب الطفل للوزن والطول المناسب: تتفاوت أحجام الأطفال الرضّع إلى حدٍ ما، حيث يتابع طبيب الأطفال حالة الطفل الصحيّة من خلال قياس وزن الطفل خلال الزيارات الروتينيّة، كما قد يستخدم الطبيب مخطط النمو القياسيّ لمتابعة معدل نمو الطفل، ويجدر التنويه إلى أنّ الطفل قد يمر بفتراتٍ قصيرة يتوقف فيها عن اكتساب الوزن أو قد يفقد الطفل بعض الوزن خلال هذه الفترة، إلا أنّ ذلك لا يستدعي الشعور بالقلق إلّا في حال لاحظ الطبيب عدم اكتساب الطفل للوزن بين المراجعات، علمًا أنّ موقع الطفل على منحنى مخطط النمو لا يعد بأهمية اتجاه المنحنى بشكلٍ عام، ونبين فيما يأتي نمط النمو العام لدى الأطفال في السنة الأولى بعد الولادة:
  • من الولادة للشهر السادس: حيث يزيد وزن الطفل خلال هذه المرحلة بما يتراوح بين 140-200 غرام في الأسبوع، لذلك قد يتضاعف وزن الطفل بعد الولادة بما يقارب خمسة أشهر، بينما يزيد طول الطفل بما يتراوح بين 1.5-2 سنتيمتر في الشهر.
  • من الشهر السادس للشهر الثاني عشر: حيث يقل معدّل نمو الطفل في الأشهر الستة الأخيرة من السنة الأولى من عُمُر الطفل؛ فيزيد وزن الطفل بما يتراوح بين 85-140 غرامًا في الأسبوع، ويزيد طول الطفل بما يقارب 1 سنتيمتر في الشهر، ويُتوقّع مع نهاية السنة الأولى أنّ يصل وزن الطفل إلى ثلاثة أضعاف وزنه عند الولادة.
• نظرة الطفل للأم المصحوبة بالابتسامة: قد تلاحظ الأم نظرة الطفل المصحوبة بالابتسامة بعد انقضاء شهرين من عمر الطفل، ويُطلق الأطباء على هذه الابتسامة مصطلح الابتسامة الاجتماعيّة؛ إذ تكون صادرة من الطفل كرّدة فعل أو كمحاولة لإثارة ردّة فعل من الآخرين، وهذا يعني قدرة الطفل على التفاعل، ومع ردّ الابتسامة بابتسامة من الأم يتمّ تعزيز العلاقة العاطفيّة بين الأم والطفل، وبعد مدّة زمنية قصيرة سوف يحاول الطفل إجراء محادثة مع الأم من خلال إحداث بعض الأصوات بقدر استطاعته في هذا السنّ، علمًا أنّ مجاراة الأم لهذه الأصوات وتقليدها قد يعني الكثير للطفل، وعلى الرغم من بساطة هذه العلامات إلّا أنّها تدلّ على النمو الطبيعيّ للطفل وإدراكه لمحيطه الخارجي بعد الولادة.
• ملاحظة الطفل للأشياء المختلفة من حوله: يقتصر مدى الرؤية لدى الطفل حديث الولادة على ما لا يزيد عن 20-30 سنتيمترًا تقريبًا، ومع تطوّر ونمو الطفل يزداد مدى الرؤية بشكلٍ تدريجيّ، كما أنّ الرؤية تكون ضبابيّة في بداية عُمُر الطفل وتتحسّن وتتضح بشكلٍ تدريجيّ، لذلك من علامات النمو السليم لدى الطفل ملاحظة تركيز الطفل على الأجسام المحيطة به مع تقدّمه في العُمُر كأن يثبت الطفل نظره على السقف لمراقبة المروحة.
• استجابة الطفل للأصوات الجديدة: يكون الطفل قادرًا على سماع الأصوات منذ الولادة، إلّا أنّه يحتاج لعدة أسابيع ليكون قادرًا على تمييز الأصوات المحيطة يه، والتي لم يكن معتادًا عليها خلال تواجده داخل الرحم، حيث يصبح الطفل قادرًا على تمييز الأصوات المهمّة مثل صوت المكيّف في الغرفة، وصوت الضحك، كما يمكن ملاحظة استجابة الطفل بشكلٍ ملحوظ لصوت الموسيقى، ويمكن الاستدلال على النمو الطبيعيّ للطفل من خلال ملاحظة استجابته للأصوات المختلفة وبحثه عن مصدر الصوت، والذي يدلّ بدوره أيضًا على قدرة دماغ الطفل على تمييز الأصوات وعلى تطوّر حاسّة السمع لديه.
• التبرّز المنتظم للطفل: يختلف معدّل التبرّز بين الأطفال تبعًا للمرحلة العُمُريّة؛ فيقدّر معدّل تبرّز الأطفال في الأيام الأولى بعد الولادة بين مرة إلى مرتين على الأقل يوميًا، وقد يصل معدّل التبرّز إلى 10 مرّات في اليوم الواحد مع نهاية الأسبوع الأول من الولادة ؛ فقد يتبرّز الطفل بعد كلّ عمليّة رضاعة خلال هذه الفترة، وينخفض هذا العدد مع نمو الطفل وتطوّر جهازه الهضميّ خلال الشهر الأول، وبعد مرور شهر ونصف تقريبًا على الولادة قد لا يتبرز الطفل بشكلٍ يوميّ، ويعدُّ ذلك طبيعيًا في حال لم يكن البراز صلبًا، وكان الطفل يتمتع بصحة جيدة، ويشعر بالراحة.
• نوم الطفل بشكلٍ جيد: يعدُّ نوم الطفل بشكلٍ جيد من العلامات التي تدل على نمو وتطور الطفل بشكلٍ طبيعيّ، ويدلّ أيضًا على سعادة الطفل ورضاه، بالإضافة إلى تطور جهازه العصبيّ بحيث يكون قادرًا على تنظيم أولويّات الطفل.
• تحمُّل الطفل لوزن جسده: تتطوّر قدرة الطفل على تحمّل وزن جسده مع الأيام؛ حيث يكون الطفل قادرًا على الجلوس بعد تقديم المساعدة والدعم له بحلول الشهر السادس بعد الولادة تقريبًا، وعند وصوله للشهر السابع أو الثامن يكون الطفل قادرًا على الجلوس دون مساعدة في أغلب الأحيان، وهنا يجدر البدء بمساعدته بلطف وعناية على الوقوف، وعندما يقترب الطفل من بلوغ السنة تقريبًا قد يكون قادرًا على الوقوف باتزان دون الحاجة للمساعدة، ودون الحاجة للاستناد على أحد الأشخاص أو على أثاث المنزل.

علامات نمو الطفل السليم في المراحل الأكبر سنًا

يمكن بيان علامات نمو الطفل السليم في المراحل الأكبر سنًا كما يلي:

• يبدو الطفل أكثر جوعًا، وتزداد احتياجاته من التغذية، لذلك يُنصح بزيادة السعرات الحرارية من الأطعمة الكاملة والغنية بالعناصر الغذائية بدلًا من الوجبات الخفيفة والحلويات.
• قد يأخذ الطفل قيلولة أطول من المعتاد أو قد ينام ليلًا أطول من المعتاد، وللحصول على نمو صحيّ توصى مؤسسة النمو الوطنية (بالإنجليزية: National Sleep Foundation) بأن ينام الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و 13 عامًا لمدة تتراوح بين 9 و11 ساعة.
• زيادة طول الطفل بشكل ملحوظ، فقد بينت دراسة نشرت في مجلة الأبحاث السريرية في طب الغدد الصماء عند الأطفال (بالإنجليزية: Journal of Clinical Research in Pediatric Endocrinology) عام 2015 أن 95% من الإناث وحوالي 70% من الذكور يتزامن زيادة الطول لديهم مع فترة البلوغ.
• ازدياد وزن الطفل، فمن الطبيعي أنّ يزداد وزن الطفل خلال طفرات النمو ويعد ذلك من العلامات التي تدل على نمو الطفل السليم.
• المعاناة من آلام النمو، وهي عبارة عن آلام خفيفة تظهر عادة في الساقين وتدل على زيادة طول الطفل.

دواعي مراجعة الطبيب

تجدر مراجعة الطبيب في حال ملاحظة أيّ من العلامات الآتية على الطفل الرضيع:

• الإسهال أو التقيؤ المتكرّر.
• الطفح الجلديّ غير الممتثل للشفاء من تلقاء نفسه.
• رفضه لشرب لحليب لعدّة مرات متتالية.
• المعاناة من اليرقان (بالإنجليزية: Jaundice)؛ والمتمثل باصفرار لون الجلد وبياض العينين.
• إصابة الطفل بالزكام غير المتماثل للشفاء أو الذي يزداد سوءًا.
• معاناة الطفل من الجفاف؛ ويمكن معرفة ذلك من خلال هبوط المنطقة الطريّة في رأس الطفل، أو انخفاض عدد مرات تغيير الحفاضات.
• ملاحظة حدوث أيّ من التغيرات غير الطبيعيّة على الطفل أو في حال القلق على صحة الطفل.