علاقة علم الدلالة بالعلوم الأخرى
علاقة علم الدلالة بالعلوم اللغوية الأخرى
من المعلوم لدى الجميع بأنَّه لا يمكن فصل علم الدلالة عن أيّ من العلوم الأخرى، سواء العلوم الطبيعية أو الإنسانية أو الرياضية؛ فجميع العلوم ترتكز على الدلالة في جميع سياقاتها، بل أيضاً في علاقة الإنسان بالبيئة المحيطة الخاص به، وما ينتج عنه من فعاليات ترتكز على الدلالة كأساس لها في كل شيء.
إنّ دراسة الدلالة تتطلب دراسة الأصوات والصرف و النحو بالإضافة إلى السياق والمعجم، فلا يمكن تعيين المعنى إلا بتكاثف هذه الجوانب مع بعضها البعض، إذ أن المعنى في النهاية ما هو إلا مجموعة إيحاءات من الدلالة السياقية والمعجمية والصوتية والنحوية والصرفية، وذلك على النحو التالي:
علاقة علم الدلالة بالسياق
يعدُّ السياق بأنّه أحد مستويات التحليل اللغوي، وفيه يتم تحديد دلالة الكلمة وفق ما تحمله من دلالة؛ فالسياق إذن يعطي معنى الكلمة التي تأتي فيه، بالإضافة إلى أن الدلالة السياقية تعطينا دلالة وحيدة في الغالب، وذلك بسبب مجموعة من القرائن اللغوية وغير اللغوية.
ويتم ذلك من خلال دراسة التعبيرات التي لا يكشف معناها بتفسير كل كلمة من كلماتها على حدة، ولا من خلال الترجمة الحرفية للكلمات. بل من خلال المعنى العام الذي يحمله هذا الكلام في بنيته وما يحمله من خصوصية يتفرد بها عن أي تركيب لغوي آخر.
علاقة علم الدلالة بالمعجم والمعاني
يعنى هذا الجانب بدراسة معنى الكلمة الواحدة في ذاتها، وقد يرتبط بالمستوى النحوي إذا كانت هذه الكلمة في سياق جملة ولها دلالة معينة فيها. وذلك من خلال البحث عن الدلالات التي تحويها الكلمة قبل إنشاء سياقها، وقبل إدراجها في سياق لغوي محدد. فكل كلمة من كلمات اللغة لها دلالة معجمية معينة، تستقل عما يمكن أن تبيّنه من صيغة هذه الكلمة أو أصواتها من دلالات إضافية على تلك الدلالة الرئيسية.
وفي سياق ذلك قد تجد للكلمة الواحدة معان متعددة تختلف باختلاف السياقات التي توضع فيها، وهو مما يعكس الاحتمالات الدلالية المتعددة لنفس الكلمة.
علاقة علم الدلالة بالأصوات
للجانب الصوتي أهمية كبيرة في تحديد المعنى المقصود في عبارة ما أو كلمة ما، وذلك من خلال عدد من الأمور التي يقوم بها الشخص والتي تسهم بصورة رئيسية في تحديد المعنى المراد، ومن ذلك: الأسلوب المستخدم في الحديث، والنبر، والتنغيم الصوتي بأشكاله. وفكل ذلك يكشف عن المضمون المراد من القول.
فللجانب الصوتي تأثير كبير في تحديد المعنى، فإذا استبدلنا في اللفظ صوتا بصوت غيره فإنّه يتغير المعنى، وقد يتغير المعنى بشكل كليّ فتصبح مثلا: قال - مال - سال - جال، ولا علاقة دلالية تجمعهم.
علاقة علم الدلالة بالنحو
ويعرَف بأنه الوظيفة النحوية لكل كلمة داخل الجملة، أي أن الهيئة التي يأتي عليها التركيب اللغوي تعطي دلالة جديدة إلى جانب الدلالة الصرفية والمعجمية.
فالدلالة النحوية ترتبط المعنى الذي يتحقق في جملة ما من خلال الترتيب النحوي لهذه الجملة.
علاقة علم الدلالة بالصرف
يوجد ارتباط وثيق بين علم الدلالة و الصرف إذ هناك علاقة مباشرة بين التركيب الصرفي للكلمة وبيان المعنى الذي تؤديه صيغتها. فلا يكفي بيان المعنى المعجمي للكلمة ليتضح معناها بل يحتاج ذلك للوقوف على البينة الصرفية للكلمة وما تحمله من دلالات في تركيبها تحيل لمعنى معين.
يكشف ذلك عن ظاهرة أخرى لها أهميّة كبيرة في واقع اللّغات ألا وهي ظاهرة الاشتقاق، حيث اهتمّ بها علماء اللغة المحدثون، وجعلوها فرعًا من فروع علم اللغة.
فالهدف الأساسي من الاشتقاق هو تنويع المعنى، والتفريق بين معنًى وغيره من المعاني، وتخصيص الدلالة، حتى تحصل اللغة على الطرق المختلفة في التعبير عن الدلالات والمعاني الدقيقة.
تعريف علم الدلالة
يعرف علم الدلالة بأنه فرع من فروع علم اللغة الذي يقوم بدراسة المعنى، أو يدرس الشروط الواجب توافرها في الرمز حتى يكن قادرًا على حمل المعنى.
فهو دراسة معنى الكلام والذي هو بدوره وسيلة اتصال نستعين بها لنقل أفكارنا أو مشاعرنا أو رغباتنا.
ومع اختلاف التعاريف لهذا العلم؛ إلّا أنَّها تجمع على أن علم الدلالة يهتم بدراسة المعنى؛ حيث أنَّ فحوى علم الدلالة هي دراسة الرموز وأنظمتها بوصفها أدوات اتصال بين الناس، ومن تلك الرموز دلالات اللغة.