علاج نقص فيتامين ب12
علاج نقص فيتامين ب12
يُمكن علاج نقص فيتامين ب12 عن طريق رفع مستواه، ويختلف ذلك باختلاف سبب النقص، وقد يوصي الطبيب باستهلاك مكمّلات فيتامين ب12 على شكل حبوب، أو حقنٍ شهرية، أو إجراء تعديلات على النظام الغذائي، أو علاج بعض الحالات مثل: مرض حساسية القمح، أو إدمان الكحول، أو داء كرون (بالإنجليزية: Crohn's disease)، وفيما يأتي تفصيلٌ لطرق علاج نقص فيتامين ب12:
- استخدام حقن فيتامين ب12: عادةً ما تُعطى حُقن فيتامين ب12 بشكلٍ متكرر في بداية مرحلة العلاج، ممّا يؤدي إلى سرعة بناء مخزونه في الكبد ، موفّراً بذلك احتياجات الجسم من فيتامين ب12 لعدّة أشهر، وعادةً ما يحتاج الشخص لأخذ الحقن كل شهرين إلى 3 أشهر بعد هذه المرحلة من العلاج، وتكون الجرعة الموصى بها للأشحاص الذين لا يعانون من مشاكل عصبيّة ناتجة عن فقر الدم الخبيث، بأخذ حقنة ثلاث مراتٍ في الأسبوع، مدّة أسبوعين، ثم حقنة واحدة كلّ ثلاثة أشهر، وأمّا في حال الإصابة بهذه المشاكل العصبيّة، فتكون الجرعة الموصى بها حقنةً واحدةً يوماً بعد يوم في بداية فترة العلاج، ثم حقنة واحدة كل شهرين.
- ومن الجدير بالذكر أنَّ هناك مجموعةً صغيرةً من الأشخاص قد يعانون من حدوث أعراض نقص فيتامين ب12 مجدداً قبل الجرعة المعتادة التي تستغرق ثلاثة أشهر للعلاج، لذلك قد يحتاجون لأخذ الحقن مدّة تزيد عن ثلاثة أشهر، ولكن تجدر الإشارة إلى ضرورة استشارة الطبيب في هذه الحالة، إذ إنَّها غير شائعة، كما تُعدُّ الحقن ضروريّةً في حال الإصابة بفقر الدم الخبيث ، فهو يُعدُّ من أكثر أسباب نقص فيتامين ب12 شيوعاً، ويعتمد علاج النقص بعد انتهاء المرحلة الأوليّة، على ما إذا كان سبب نقص فيتامين ب12 مرتبطاً بالنظام الغذائي أم لا، إذ تختلف طريقة العلاج في هذه الحالة.
- استهلاك مكمّلات فيتامين ب12 الغذائية: يُمكن لبعض الأشخاص أن يتناولوا أقراص مُكمّلات فيتامين ب12 الغذائية في حال كان سبب النقص هو قلّة احتواء النظام الغذائي على ما يكفي من هذا الفيتامين، ومن ضمنهم الأشخاص النباتيون، وتؤخذ هذه الأقراص يومياً بين الوجبات، ويُعطى الأشخاص الذين لا يعانون من نقصٍ حادٍّ في فيتامين ب12، أو من لا يُعانون من أعراضٍ عصبية، ما يُقارب 1000 إلى 2000 ميكروغرامٍ من فيتامين ب12 عن طريق الفم مرّةً واحدةً يومياً، إذ يُمكن للجسم أن يمتصّ الجرعات العالية من هذا الفيتامين حتى بغياب العامل الداخلي (بالإنجليزية: Intrinsic factor)، أمّا الأشخاص الذين يُعانون من النقص الحادّ في فيتامين ب12، فيُعطون مليغراماً واحداً من فيتامين ب12، مرةً إلى أربع مرات في الأسبوع، لعدّة أسابيع، لحين التخفيف من حالة اضطرابات الدم، ثم يُعطى مرة واحدة في الشهر، وعادةً ما تَخِفُّ هذه الاضطرابات في غضون 6 أسابيع، ولكنَّ التخفيف من الأعراض العصبية قد يستغرق وقتًا أطول، ويجب أن يستمرّ علاج فيتامين ب12 مدى الحياة، ما لم يتم تصحيح آلية الفيزيولوجيا المرضية للنقص، ومن الجدير بالذكر أنَّه يجب أن يتلقّى أطفال الأمهات اللواتي يتّبعنَ نظاماً غذائياً نباتياً، فيتامين ب12 التكميلي منذ الولادة.
- تغيير النمط الغذائي: يُعدُّ الأشخاص النباتيون الذين لا يتناولون اللحوم، أومشتقات الحليب، أو البيض ، أكثر عرضةً للإصابة بنقص فيتامين ب12، إذ إنَّ المصادر الغذائية الحيوانية تُعدُّ من أغنى المصادر بفيتامين ب12، إذ إنَّه متوفّرٌ فيها بشكلٍ طبيعي، بالإضافة إلى بعض منتجات الخميرة الغذائية، والحبوب المُدعّمة بهذا الفيتامين، إذ إنَّه غير متوفّر في المصادر النباتية، ومن الجدير بالذكر أنَّ الأشخاص النباتيين الذين يتناولون البيض، ومنتجات الألبان يستهلكون في المتوسط أقلّ من نصف الكميّة الموصى بها للبالغين، والتي تبلغ 2.4 ميكروغرام من فيتامين ب12، ويمتص الجسم هذا الفيتامين من المصادر الحيوانية بشكلٍ أفضل بكثير من المصادر النباتية، وتحتوي المصادر غير الحيوانية على فيتامين ب12 بكميات مختلفة، لذا فمن غير المعتقد أنَّها تُعدُّ من المصادر الجيدة لهذا الفيتامين.
أسباب نقص فيتامين ب12
يزداد خطر الإصابة بنقص فيتامين ب12 أثناء فترة الحمل والرضاعة لدى الأشخاص النباتيين، إذ إنَّ الأغذية النباتية لا تحتوي على ما يكفي من الكوبالامين، ويُمكن للأشخاص المصابين بفقر الدم الخبيث (بالإنجليزية: Pernicious anemia) أن يُعانوا من نقصٍ في فيتامين ب12، إذ إنَّ هؤلاء الأشخاص يفتقرون للبروتين الذي يسمح للجسم بامتصاص فيتامين ب12، والذي يُعرف بالعامل الداخلي (Intrinsic factor)، بالإضافة إلى ذلك فإنَّ الأشخاص المصابين بداء كرون، مُعرّضون أيضاً لخطر الإصابة بنقص هذا الفيتامين، ولكن لا زالت الأدلة غير كافية لإثبات ذلك، كما قد يؤدي كلٌّ من التهاب المعدة، وأمراض الأمعاء الالتهابية، ومرض حساسية القمح (بالإنجليزية: Celiac disease) إلى حدوث نقصٍ في فيتامين ب12، إذ إنَّ هذه الحالات تؤدي إلى انخفاض امتصاص العناصر الغذائية، أمَّا الأفراد الذين يتناولون الميتفورمين (بالإنجليزية: Metformin) للتخفيف من مرض السكري، فإنَّه يجب عليهم مراقبة مستويات فيتامين ب12، إذ قد يقلل الميتفورمين من امتصاص فيتامين ب 12.
وقد تؤدي إزالة المعدة، أو إزالة جزءٍ منها إلى مفاقمة حالة نقص فيتامين ب12 لدى الأشخاص الذين خضعوا لهذه العمليّة الجراحيّة، كما قد تؤدي الإصابة بمرض السكري، أو تصلّب الجلد، أو التضيُّق، أو داء الرتوج (بالإنجليزية: Diverticula)، إلى إبطاء حركة الطعام عبر الأمعاء، ممّا يسمح للبكتيريا المعويّة بالتكاثر، والنموّ في الجزء العلويّ من الأمعاء الدقيقة، والتي تستخدم فيتامين ب12 لصالحها، بدلاً من امتصاصه في الجسم، وبالتالي الإصابة بنقصٍ في هذا الفيتامين، وهناك بعض الحالات المناعيّة التي تُسبب نقصاً في فيتامين ب12، مثل: الإصابة بمرض غريفز (بالإنجليزية: Graves) أو الذئبة الحمراء ، بالإضافة إلى استخدام مضادات الحموضة، أو أدوية حرقة الفؤاد على المدى الطويل.
ولقراءة المزيد من المعلومات حول أسباب هذا النقص يمكن الرجوع لمقال ما هي أسباب نقص فيتامين B12 .
أعراض نقص فيتامين ب12
تتطوّر أعراض نقص فيتامين ب12 ببطء، وقد لا يتمّ التعرّف عليها على الفور، ولكن قد تظهر بعض الأعراض عند تفاقم هذه الحالة، ومنها: الإعياء، والوهن، والشعور بالدوار عند الوقوف، أو عند بذل المجهود، وتسارع ضربات القلب، والخفقان ، وضيق التنفس، والتهاب اللسان بحيث يُصبح سميكاً، وأحمر اللون، بالإضافة إلى نزيف اللثة، والغثيان، والإمساك، والإسهال، وفقدان الشهية، وفقدان الوزن ، وشحوب الجلد، والشعور بالانفعالية.
ولقراءة المزيد من المعلومات حول أعراض نقص فيتامين ب12 يمكن الرجوع لمقال ما هي أعراض نقص فيتامين B12 .
مضاعفات نقص فيتامين 12
في حال استمرار انخفاض مستويات فيتامين ب12 فترة طويلة، فإنَّه من الممكن أن يُسبب تلفاً في الأعصاب لا يُمكن معالجته، ممّا قد يسبب ظهور الأعراض، مثل: الارتباك، وتغيّر الحالة العقلية، أو الإصابة بالخرف في الحالات الشديدة، والشعور بالخدر في اليدين والقدمين، ومشاكل في التركيز، وفقدان التوازن، والهلوسة، وصعوبة المشي، ووهن العضلات، وفقدان الذاكرة ، والاكتئاب، والذهان، كما يمكن أن يُؤدي هذا النقص إلى حدوث عدة مضاعفات أخرى، ونذكر منها ما يأتي:
- التغيّرات العصبية: يُمكن أن يُسبب نقص فيتامين ب 12 بعض المشاكل العصبية ، مثل: مشاكل في الرؤية، وفقدان الذاكرة، والشعور بالوخز، واعتلال الأعصاب المحيطية (بالإنجليزية: Peripheral neuropathy)، والترنح الذي يمكن أن يؤثر في أجزاء الجسم كافّة، ممّا ينتج عن ذلك صعوبة في التحدث، أو المشي، ومن الجدير بالذكر أنّ هذه الحالات تتطور، وبالتالي قد تُصبح غير قابلة للعلاج.
- العقم: يمكن أن يؤدي نقص فيتامين ب12 إلى الإصابة بعقم مؤقت أحياناً، وعدم القدرة على الحمل، ولكن غالباً ما تتحسّن هذه الحالة عند أخذ العلاج المناسب لرفع مستوى فيتامين ب12.
- سرطان المعدة: يُمكن للأشخاص المصابين بنقص في فيتامين ب 12 بسبب فقر الدم الخبيث، أن يزداد لديهم خطر الإصابة بسرطان المعدة ، إذ إنَّ الإصابة بفقر الدم الخبيث يؤدي إلى مُهاجمة الجهاز المناعي للخلايا السليمة في المعدة.
- عيوب الأنبوب العصبي: (بالإنجليزية: Neural tube defects)، يؤدي نقص فيتامين ب12 أثناء فترة الحمل إلى زيادة خطر إصابة الرضيع بعيب الأنبوب العصبي، إذ يُعرف الأنبوب العصبي بأنَّه قناة ضيقة تُشكّل الدماغ، والحبل الشوكي، ومن الأمثلة على عيوب الأنبوب العصبي: تشقق العمود الفقري (بالإنجليزية: Spina bifida)، والمتمثّل بعدم تطوّر العمود الفقري للطفل بشكٍل سليم، بالإضافة إلى انعدام الدماغ (بالإنجليزية: Anencephaly)، إذ يُولد الطفل مع عدم اكتمال بعض أجزاء الدماغ، والجمجمة، و أخيراً القيلة الدماغية، أو ما تُعرف بالقحف المشقوق (بالإنجليزية: Encephalocele)، وهو غشاء أو كيس مغطّى بالجلد يحتوي على جزء من الدماغ يخرج من ثقب في الجمجمة.
الكميات الموصى بها من فيتامين 12
يُبيّن الجدول الآتي مُعدّل الكمية اليومية الموصى بها من فيتامين ب12 وفقاً للفئة العمرية:
المرحلة العمرية | الكمية الموصى بها (ميكروغرام) |
---|---|
من الولادة إلى 6 أشهراً | 0.4 |
الرضع من 7 إلى 12 شهراً | 0.5 |
الأطفال من 1 إلى 3 سنوات | 0.9 |
الأطفال من 4 إلى 8 سنوات | 1.2 |
الأطفال من 9 إلى 13 سنوات | 1.8 |
من عمر 14 سنة فما فوق | 2.4 |
البالغون | 2.4 |
المراهقات والنساء الحوامل | 2.6 |
المراهقات والنساء المرضعات | 2.8 |
لمحة عامة حول فيتامين ب12
اكتُشِف الكوبالامين (بالإنجليزية: Cobalamin)، والمعروف بفيتامين ب12 عام 1849م، وهو من الفيتامينات المُهمّة في الجسم، كما أنّه يشبه عنصر الكوبالت (بالإنجليزية: Cobalt) من حيث البُنية الهيكلية، ويُعدُّ فيتامين ب12 من أكبر الفيتامينات، وأكثرها تعقيدًا من الناحية الهيكلية، بالإضافة إلى أنَّه من الفيتامينات الذائبة في الماء، وله دورٌ أساسيٌّ في أيض الخلايا، ووظائف الأعصاب ، وإنتاج الحمض النووي الصبغي (بالإنجليزية: DNA)، وتكوين خلايا الدم الحمراء.
لقراءة المزيد من المعلومات حول فوائد هذا الفيتامين يمكنك الرجوع لمقال فوائد فيتامين b12 .