علاج مسمار القدم
علاج مسمار القدم
يتضمَّن علاج مسامير القدم تجنُّب تكرار الأنشطة التي تلعب دورًا في حدوثها، كما يمكن اتخاذ تدابير الرعاية الذاتيَّة في سبيل التخلُّص منها، وإن لم تجدِ هذه التدابير نفعاً أو في حال معاناة المريض من الألم على الرغم من اتخاذ هذه التدابير فعندها يمكن اللجوء إلى استخدام العلاجات الطبِّية لتوفير الراحة للمصاب، ويمكن بيان العلاجات المختلفة التي يمكن استخدامها في علاج مسامير القدم بشيء من التفصيل فيما يأتي:
تدابير الرعاية الذاتية
قد لا يتطلَّب وجود مسامير القدم اللجوء إلى استخدام العلاج، إذ يمكن تركها حتى تزول وحدها في حال عدم شعور المصاب بالانزعاج الملحوظ منها، ومع ذلك فإنَّه من الجيِّد التحقُّق من الأسباب التي يُحتمل أن يكون لها دورًا في حدوثها، ولحسن الحظِّ هناك العديد من الطرق والنصائح البسيطة التي يمكن اللجوء إليها واتباعها لعلاج مسامير القدم، بما في ذلك ترطيب الجلد باستخدام مرطب يوضع على القدمين للمساعدة على الحفاظ على نعومة الجلد، بالإضافة إلى ارتداء أحذية وجوارب مريحة، إذ لا بدَّ من التأكيد على ضرورة الالتزام بارتداء الأحذية والجوارب المبطَّنة جيداً إلى حين زوال مسامير القدم.
التخلُّص من المُسبِّب
يُعدُّ التخلُّص من مصدر الاحتكاك أو الضغط الذي يلعب دورًا في ظهور مسامير القدم أهم وأسهل طريقة لعلاجها والتخلص منها، إذ قد يساعد هذا الأمر وحده على تلاشيها تدريجياً مع مرور الوقت، وقد يتطلَّب ذلك من الفرد المصاب تغيير الأحذية التي يرتديها، كاستبدال الأحذية الضيِّقة جداً أو الفضفاضة جداً على سبيل المثال خاصَّة مع التقدُّم في السنِّ، إذ قد يعاني الفرد حينها من بدء حدوث تغييرات في تقوُّس أو سماكة الجلد، وقد تستدعي بعض الحالات الحاجة إلى استخدام أحذية طبِّية لتقويم العظام (Orthopedic shoes)، أو استخدام النعال التقويميَّة (Orthotic insoles) للتعويض عن أيّة تشوُّهات في بنية القدم أو طريقة المشي أو كلتيهما، وعلاوة على ذلك يقتضي التنويه إلى أهمِّية مراجعة أخصَّائي الأمراض الجلديَّة في حال عدم التأكُّد من السبب الكامن وراء حدوث مسامير القدم، أو في حال كان الجلد مؤلماً للغاية، أو في حال كان الشخص المصاب بمسامير القدم يعاني من الإصابة بداء السكَّري أيضاً.
بَرْد مسامير القدم
تمثِّل مسامير القدم طبقات متعدِّدة من الجلد الميت ، لذلك قد تساعد إزالة هذه الطبقات بلطف على التخلُّص من المسامير، وخاصَّة إذا رافق ذلك التخلُّص من المصدر المُسبِّب لتكوُّن هذه المسامير، وحقيقة يمكن تحقيق ذلك من خلال اللجوء إلى بَرْد مسامير القدم الذي يتم إجراؤه في خطوتين اثنتين فقط، بدءاً من نقع القدم المصابة بمسمار القدم في الماء الدافئ لمدة 10-15 دقيقة، مما يساعد على تنعيم الجلد، وانتقالاً بعد ذلك إلى كشط طبقات الجلد الميت من مسامير القدم.
في الحقيقة يمكن اللجوء إلى استخدام العديد من المنتجات المخصَّصة لهذا الغرض، بما في ذلك حجر الخفاف (Pumice stone)، وفرشاة القدم، وألواح الصنفرة (Emery boards)، وفي بعض الحالات التي يصبح الجلد فيها ليِّناً بما يكفي يمكن استخدام منشفة للمساعدة على إزالة طبقات الجلد الميت، مع أهمية التنبيه إلى عدم المبالغة في بَرْد المسامير، إذ إنَّ إزالة الكثير من طبقات الجلد قد يكشف عن الطبقات الحسَّاسة من الجلد الموجودة تحتها مما قد يزيد التهيُّج سوءاً، فضلاً عن أنَّ الطبقات الداخليَّة من الجلد قد تكون أكثر حساسيَّة، مما يزيد من خطر حدوث النزيف والإصابة بالعدوى في وقت لاحق.
العلاج بالأدوية
توجد العديد من المنتجات الطبِّية التي يكمُن مبدأ عملها في التقشير الكيميائي للجلد الميت السميك لمسامير القدم، إذ تحتوي هذه المنتجات عادة على ما يعرف بحمض الساليسيليك (Salicylic acid) الذي يوجد أيضاً في العديد من منتجات إزالة الثآليل، إذ يُذيب هذا الحمض بروتين الكيراتين الذي يُشكِّل معظم كلٍّ من مسامير القدم والطبقة السميكة من الجلد الميت التي عادة ما تغطي المسمار، وتتوفَّر علاجات حمض الساليسيليك بأشكال دوائيَّة مختلفة بما في ذلك القطرات والضمَّادات واللاصقات، ومع أنَّ هذه المنتجات آمنة لمعظم مستخدميها إلّا أنَّه لا بدَّ من الإشارة إلى ضرورة استخدامها بحسب التعليمات المرفقة، وحقيقة تؤدِّي هذه العلاجات إلى تحويل الجزء العلوي من الجلد إلى اللون الأبيض، ثمّ سيتمكَّن المصاب من إزالة الأنسجة الميتة ، الأمر الذي يجعل مسامير القدم أقل بروزاً وبالتالي ستصبح أقل إيلاماً، وعلى الرغم من أنَّ هذه المنتجات يمكن أن تعطي نتيجة جيِّدة، إلّا أنَّه لا ينبغي استخدامها في حال الإصابة بداء السكَّري أو في حال ضعف الدورة الدمويَّة إلا بعد استشارة الطبيب، وذلك نظراً لأنَّ الجلد قد يصعب شفاؤه بشكل تام بعد استخدام منتجات حمض الساليسيليك، إضافة إلى خطر تطوُّر القرحة بسبب هذه المنتجات.
وبالانتقال إلى الحديث عن الخيارات العلاجيَّة الأخرى المستخدمة في علاج مسامير القدم فإنَّ الطبيب قد يلجأ إلى قصِّ الجلد الزائد، إذ يتم ذلك عن طريق تقشير الجلد السميك أو تقليم مسامير القدم الكبيرة باستخدام المشرط، وعادة ما يتم هذا الإجراء في عيادة الطبيب نظراً لأنَّه قد يؤدِّي إلى الإصابة بعدوى في حال قام به المصاب وحده دون الطبيب، وفي حالات نادرة قد يوصي الطبيب بإجراء جراحة لتصحيح محاذاة العظام التي تسبِّب الاحتكاك.
الإجراءات الوقائية من مسامير القدم
توجد العديد من النصائح والإرشادات التي يمكن اتباعها للمساعدة على منع تكوُّن مسامير القدم، ويمكن بيان بعض منها فيما يأتي:
- غسل القدمين يوميّاً بالماء والصابون مع الحرص على استخدام فرشاة لتقشيرهما.
- الحرص على تبديل الجوارب يوميّاً للتأكُّد من تهوية القدمين قدر الإمكان.
- استخدام حجر الخفاف أو مبرد القدم بانتظام كما تمَّت الإشارة سابقاً لإزالة الأجزاء الصلبة من الجلد بلطف، مع التنبيه على ضرورة التأكُّد من كون الحجر جافّاً بين كلِّ استخدام وآخر، كي لا يكون بيئة مناسبة لنموِّ البكتيريا.
- التأكُّد من تجفيف القدمين بعد غسلهما مع استخدام مرطب خاص بالقدمين.
- استخدام مرطب على شكل لوشن أو كريم يحتوي على حمض الساليسيليك، أو لاكتات الأمونيوم، أو اليوريا، في حال الإصابة بمسامير القدم، إذ تزيد هذه المكوِّنات من ليونة الأجزاء الصلبة من مسامير القدم بشكل تدريجي.
- شراء الأحذية المناسبة لحجم القدم والتأكُّد من مناسبة طول وعرض الحذاء لكلا القدمين، إذ قد تختلف قياسات القدمين بعض الشيء، مع الحرص على ترك مسافة بسيطة بين أطول أصابع القدم ومقدمة الحذاء.
- التسوُّق لشراء حذاء جديد في وقت المساء نظراً لأنَّ القدم تنتفخ خلال اليوم، وعليه فإنَّه في حال كان الحذاء مناسباً للقدم عند ارتدائه في فترة بعد الظهيرة فعندئذٍ يمكن التأكُّد من أنَّه سيكون مريحاً في الأوقات الأخرى.
- تجنُّب ارتداء الأحذية المدبَّبة من الأمام والأحذية ذات الكعب العالي، ومحاولة استخدام حذاء بكعب قليل الارتفاع مع الحرص كذلك على تقليل مدَّة استخدامه قدر الإمكان، ويمكن للنساء اللواتي يجدر بهنَّ ارتداء هذه الأحذية في العمل تقليل الضغط على القدم من خلال ارتداء الأحذية الرياضيَّة المناسبة في طريق الذهاب إلى العمل، ومن جانب آخر يمكن الإشارة إلى أنَّ الحذاء ذا الكعب العالي يزيد الضغط غير المتساوي على القدم، وفي حال كان باطن الحذاء أو كعبه غير متكافئ عند ارتداء الحذاء فيمكن مراجعة الطبيب المختصِّ للحديث حول الأحذية التصحيحيَّة أو النعال الداخليَّة.
- التأكُّد من مناسبة الحذاء للقدمين في حال المعاناة من وجود القفع أو إصبع القدم المطرقيَّة (Hammer toe).
- الحرص على تقليم أظافر القدم باستمرار، نظراً لأنَّ الأظافر الطويلة قد تلعب دورًا في تكوين مسامير القدم مع مرور الوقت، لذا يجدر تقليمها لمنع حدوث الضغط، وبالتالي تقليل فرصة ظهور مسامير القدم.
ملخص حول مسمار القدم
مسمار القدم (Foot corn) جزء كثيف وصلب من الجلد عادة ما يظهر على الأجزاء الناعمة والرقيقة من جلد القدم، مثل أصابع القدم والجزء العلوي منها، وقد تتفاوت مسامير القدم في طبيعتها لتتراوح ما بين المسامير الليِّنة والمسامير الصلبة، وعادة ما تتكوَّن المسامير الليِّنة بين أصابع القدم، في حين تتكوَّن المسامير الصلبة عادة في أعلى الأصابع، كما تجدر الإشارة إلى نوع آخر يظهر أسفل القدم عند انسداد قنوات العرق، وتُسبب المسامير آلام القدم وعدم الراحة، كما يمكن أن تؤدِّي إلى ظهور آثار جانبية خطيرة محتملة في حال تركها دون علاج.
ولمعرفة المزيد عن مسمار القدم يمكن قراءة المقال الآتي: ( ما هو مسمار اللحم ).