علاج مرض نقص المناعة عند الأطفال
علاج نقص المناعة عند الأطفال
يختلف علاج مرض نقص المناعة عند الأطفال باختلاف نوعه، وحالة الطفل الصحيّة، ولفهم العلاج لا بُدّ من بيان أنّ اضطرابات نقص المناعة (Immunodeficiency Disorders) نوعان:
- اضطراب المناعة الأوّلي (Primary Immunodeficiency Disorder) وهو الذي يولد مع الشخص بحيث يعاني من عيوبٍ خَلقية في جهاز المناعة.
- اضطراب المناعة المكتسبة أو الثانوي (Secondary Immunodeficiency Disorder) وهو النوع الأكثر شيوعًا والذي ينتج عن حالاتٍ مرضية أو التعرض لبعض السموم في وقت لاحق من الولادة.
علاج نقص المناعة الأولي عند الأطفال
يختلف علاج نقص المناعة الأولي عند الأطفال بناءً على طبيعة الاضطراب الذي يعاني منه المريض بحسب ما يراه الطبيب المختص مناسبًا، حيث تشمل الخيارات العلاجية: الوقاية من العدوى وعلاجها، وتقوية جهاز المناعة ، وعلاج السبب الكامن وراء اضطراب المناعة، ويُشار أنّ بعض حالات اضطراب المناعة الأولية تكون مرتبطةً بأحد الأمراض الخطيرة كالسرطان، واضطراب المناعة الذاتية (Autoimmune Disorders) وهي أيضًا تتطلبُ العلاج.
علاج العدوى
يمكن التحكم بالعدوى (Infection) كما يأتي:
- علاج العدوى: يعتمد اختيار الدواء المناسب لعلاج العدوى على نوع الميكروب المُسبب لها؛ كما يأتي:
- فإذا كان بكتيريا فإنّ المضادات الحيوية هي الخيار الأمثل لعلاجه، وقد يتطلّب العلاج ما يأتي:
- أخذ الدواء لفترةٍ أطول من المعتاد.
- دخول المستشفى في حال عدم الاستجابة للعلاج، واستخدام المضادات الحيوية الوريدية.
- توصف المضادات الحيوية حالما تظهر إحدى العلامات الدالّة على العدوى مثل الحمى.
- تُوصف المضادات الحيوية أحيانًا قبل إجراء التدخلات الطبية التي قد تسبب وصول البكتيريا إلى مجرى الدم مثل الإجراءات الطبية للأسنان والجراحات عامةً.
- إذا كانت العدوى فيروسية فتُعالج بمضادات الفيروسات، وذلك بمجرّد ظهور أولى علامات العدوى الفيروسية على الأشخاص المصابين باضطراب نقص المناعة.
- إذا كانت العدوى فطرية فتُعالج بمضادات الفطريات.
- فإذا كان بكتيريا فإنّ المضادات الحيوية هي الخيار الأمثل لعلاجه، وقد يتطلّب العلاج ما يأتي:
- 'علاج الأعراض: تساعد الأدوية التي تنتمي إلى بعض المجموعات الدوائية على تخفيف الأعراض المرافقة للعدوى مثل:
- الأدوية الخافضة للحرارة والمسكنة للألم كالآيبوبروفين.
- مزيلات الاحتقان (Decongestants) لتخفيف احتقان الجيوب الأنفية.
- الأدوية المقشّعة للبلغم والمستخدمة في التخلص من المخاط الموجود في الشعب الهوائية.
الوقاية من العدوى
فيما يأتي بعض النصائح لتجنّب العدوى والوقاية منها قدر المستطاع:
- اتباع نظام حياة صحّي: وذلك من خلال:
- تجنّب تناول الأطعمة النيئة أو غير المطبوخة جيدًا لاحتمالية احتوائها على البكتيريا.
- شرب المياه المفلترة أو المعبأة في زجاجات.
- الحفاظ على النظافة الشخصية.
- تجنب التعرض للعدوى.
- زيارة أخصائي التغذية لمعرفة الأطعمة ذات العناصر الغذائية المهمة لصحّة الطفل والتأكد من حصول الطفل عليها.
- العلاج الطبيعي: يساهم العلاج الطبيعي في الحفاظ على قوة العضلات واللياقة البدنية،ويمكن القيام بذلك بالتعاون مع مدرب اللياقة البدنية.
- اللقاحات: في الوضع الطبيعي وعند الحصول على جرعة من لقاح، فإنّ ذلك يحفز تكوّن الأجسام المضادة للميكروبات التي يقي اللقاح منها، لذا في حالات اضطراب نقص المناعة والتي لا يتأثر فيها تكوين الأجسام المضادة فإنّ إعطاء اللقاحات يرفع المناعة، أمّا إذا كان الاضطراب يؤثر في تكوين الأجسام المضادة، فإنّ الحصول على اللقاح قد يتسبب بالمرض بدلًا من إنتاج الأجسام المضادة، وعلى أية حال فإنّ الأطفال المصابين بنقص المناعة الأولي قد لا يتمكنون من الحصول على اللقاحات التي تحتوي الفيروسات الحيّة مثل لقاح شلل الأطفال الفموي (Polio vaccine)، ولقاح الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية (Measles-Mumps-Rubella Vaccine).
- قد يحتاج البعض أخذ المضادات الحيوية على المدى الطويل، مثلًا لمنع الإصابة بالتهاباتٍ تنفسية وحدوث ضرر دائمٍ للرئتين أو الأذنين.
تعزيز جهاز المناعة
يمكن تقوية المناعة من خلال استخدام العلاج باستخدام الجلوبيولين المناعي (Immunoglobulin Therapy)؛ حيث يعتمد العلاج بالجلوبيولين المناعي على استخدام الحقن المحتوية على بروتينات الأجسام المضادة التي يحتاجها جهاز المناعة لمحاربة العدوى، بحيث تُحقنُ مباشرةً بالوريد كل بضعة أسابيع، أو تحت الجلد مرة أو مرتين في الأسبوع.
استعادة صحة الجهاز المناعي
من الخيارات التي تساعد على تصحيح نقص المناعة ما يأتي:
زراعة الخلايا الجذعية المكونة للدم (HSCT)
تُعرف زراعة الخلايا الجذعية المكوّنة الدم (Hematopoietic Stem Cell Transplantation) بأنها عملية تشمل نقل خلايا جذعية طبيعية من المُتبرِّع إلى الشخص المصاب بنقص المناعة، مما يمنحه جهازًا مناعيًّا طبيعيًّا، وتؤخذ الخلايا الجذعية من نخاع العظم أو من مشيمة الولادة والتي يحتفظ بها في بنك دم الحبل السري.
ويُشار أنّ هذه العملية توفّر حلًّا دائمًا للعديد من اضطرابات نقص المناعة التي تهدد الحياة، ويُشترط أن يكون لدى المتبرع بالخلايا الجذعية أنسجة مطابقة بيولوجيًّا لأنسجة الشخص المُتبرع له، إلّا أنّ بعض حالات الزراعة قد تفشل على الرغم من التطابق الجيد، ومن الجدير ذكره أنّ العلاج بزراعة الخلايا الجذعية عادةً ما يتطلب استخدام العلاج الكيميائي أو الإشعاعي قبل إتمام الزراعة لتدمير الخلايا المناعية العاملة، ومما يجعل متلقي الزراعة أكثر عرضة للإصابة بالعدوى.
العلاج الجيني
يمكن للعلاج الجيني علاج بعض الاضطرابات الوراثية، حيث يُدرجُ جينٌ طبيعيٌ لخلايا الشخص المصاب باضطراب وراثي معيّن، مما يصحح الخلل الجيني المسبب للاضطراب.
علاج نقص المناعة الثانوي عند الأطفال
تتسبب العديد من المشاكل الصحية بإضعاف الجهاز المناعي ، والإصابة باضطرابات المناعة التي تتراوح بين الخفيفة والشديدة، ومن أبرز هذه المشاكل ما يأتي:
نقص المناعة الناتج عن الأدوية
يتسبب أخذ الأدوية المثبطة لجهاز المناعة بزيادة فرصة الإصابة بالعدوى، لذا يحتاج المرضى الذين يأخذون هذه الأدوية لفترات طويلة مراقبة دقيقة لاكتشاف أي عدوى محتملة الحدوث وعلاجها فور اكتشافها.
فيروس نقص المناعة البشرية والإيدز
تؤدي الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية (Human Immunodeficiency Virus)، واختصارًا HIV، إلى تدمير خلايا الدم البيضاء، وفي حال تركه دون علاج فإنّه يتسبب بالإيدز أو ما يُعرف بمتلازمة نقص المناعة المكتسب (Acquired Immunodeficiency Syndrome)، اختصارًا AIDS، مما يؤدي بالنتيجة إلى إلحاق الضرر الجسيم بجهاز المناعة.
وفيما يتعلق بعلاج فيروس نقص المناعة البشرية فتستخدم الأدوية المضادة للفيروسات القهقرية (Antiretroviral Medications) والتي توقف تكاثر الفيروس في الجسم، وتمنع المزيد من الضرر، مما يعطي فرصة لجهاز المناعة لإصلاح نفسه، وعادةً ما تُستخدم عدة أنواع من هذه الأدوية في العلاج.
الورم الخبيث وعلاجه
يعتبر سرطان الغدد الليمفاوية للخلايا البائية (B-cell Lymphoma) من الأمثلة على الأورام الخبيثة، والخلايا البائية هي أحد أنواع خلايا الدم البيضاء التي تحارب الجراثيم التي يتعرّض لها الجسم، ولكنّ إصابة هذه الخلايا بالسرطان يجعل منها خلايا غير طبيعية لا تستطيع حماية الجسم.
وعند استخدام علاجات سرطان الغدد الليمفاوية، كزراعة الخلايا الجذعية والعلاج الكيماوي، فإنّها تدمّر الخلايا البائية وجزءًا من نخاع العظم المسؤول عن تصنيع خلايا مناعية جديدة، مما يؤدي إلى تناقص التعداد العام للخلايا المناعية المحاربة للجراثيم، وفي هذه الحالة قد يصف الطبيب المضادات الحيوية لمنع الإصابة بالمرض ريثما يتعافى الجهاز المناعي ويستعيد قدرته مجددًا خلال الأشهر القادمة.
سوء التغذية
تلعب التغذية الجيدة والصحيحة دورًا في تحسين صحّة كل من الأم والرضيع أو الطفل، ودعم الجهاز المناعي وتقويته لديهما، إذ إنّ سوء التغذية يؤثر في جميع أجهزة الجسم، بما فيها تراجع كفاءة الجهاز المناعي في مكافحة العدوى، ويزيد من فرص التعرض للمرض ويزيد من مضاعفاته حال حدوثه.
نصائح وإرشادات للأهل
بالإضافة إلى ما تمّ ذكره سابقًا من إجراءات علاجية وإرشادية لرفع مناعة الطفل، فإنّه يجب على الوالدين وفي حال كان الطفل يعاني من اضطراب نقص المناعة الأولي حماية صغيرهم من العدوى، وذلك من خلال اتباع الإجراءات الآتية:
- التأكد من حصول الطفل على ساعات الكافية من النوم بما يتناسب مع عمره، والحفاظ على نظام النوم بشكل جيد.
- الابتعاد عن الأشخاص المصابين بالأمراض مثل نزلات البرد، وتجنب التجمعات الكبيرة قدر الإمكان.
- متابعة النظافة الشخصية للطفل من غسل لليدين بشكل متكرر، وتنظيف الأسنان مرتين يوميًّا.
- المتابعة مع الطبيب والحصول على النصائح المتعلقة بحماية صحة الطفل.