علاج خراج الأسنان
علاج خرّاج الأسنان
بشكلٍ عامّ إنّ الهدف من معالجة خراج الأسنان (بالإنجليزية: Tooth abscess) التخلص من العدوى، والمحافظة على سلامة السن، ومنع حدوث أي مضاعفاتٍ صحيّةٍ اُخرى، إذ إنّ هذه الأهداف يُمكن تحقيقها بشكلٍ عام من خلال مراجعة الطبيب مبكراً فور الشعور بأعراض خراج الأسنان، وبالاعتماد على موقع الخراج وشدته فإنّ الخيارات العلاجية التى يلجأ إليها الطبيب قد تشمل: وصف بعض المضادات الحيوية للتخلص من العدوى البكتيرية، أو إحداثٍ ثقبٍ في السن المُصاب لتصريف الخراج وبالتالي التخفيف من الألم، وأحياناً قد يلجأ لعلاج قناة الجذر (بالإنجليزية: Root canal treatment) الذي يتضمن إزالة لب السن المُصاب بالعدوى، وفي حال عدم الرغبة بالخضوع لعلاج قناة الجذر أو عدم نجاح هذا الإجراء في السيطرة على الحالة فقد يلجأ الطبيب إلى إزالة السن المُصاب كاملاً، وقد يستلزم بعض هذه الإجراءات الخضوع للتخدير الموضعي، وسيتم بيان هذه العلاجات بالتفصيل لاحقاً.
تصريف الخراج
يقوم الطبيب بعمل شقّ صغير في الخراج للسماح للقيح الموجود في الداخل بالخروج، ممّا يُقلل من حجم الانتفاخ في الجزء المُصاب، وقد يستخدم الطبيب في بعض الأحيان قطعة مطاطية صغيرة ليبقى الشق مفتوحاً خلال عملية تصريف القيح، بعد ذلك يتم غسل الجزء المصاب بالمحلول الملحي، ومن الجدير بالذكر أنّ طبيب الأسنان قد يضطر لإجراء تدخل جراحي إذا كان المصاب يُعاني من خراج دواعم السن الذي يؤثر في العظام المُحيطة بالسّن.
علاج جذر القناة
يلعب علاج جذر القناة دوراً في التخلص من تحقيق الأهداف المرجوّة من علاج خراجات الأسنان دون اللجوء إلى اقتلاعه بالكامل؛ وعليه يُلجأ لهذا الإجراء في حال الرغبة بالاحتفاظ بالسن، وفي حال المعاناة من الألم المستمر على الرغم من التخلص من الخراج، وحول آلية القيام بهذا الإجراء فهي تتمثل بحقن مخدرٍ موضعي في الجزء المحتوي على الخراج من الفم والفك، بعدها يقوم الطبيب بحفر السن المُصاب وإزالة الأنسجة المُصابة بالعدوى أو الميتة الموجودة داخل لب السن، بعد ذلك يقوم بحشو السن بمادة غالباً ما تكون الكوتابركا (بالإنجليزية: Gutta-percha)، ثم يتم إغلاق السن بإحكام، وفي هذا السياق يُشار إلى أنه قد يستعين الطبيب بغطاء سني يُعرف بالتاج السني (بالإنجليزية: Crown) ليزيد من صلابة السن، وينبغي التنويه إلى أهمية الالتزام بمراجعة طبيب الأسنان وإجراء الفحوصات الموصى بها وذلك خلال الأشهر التي تلي الخضوع لإجراء علاج قناة الجذر للتأكد من أنّ السن المُصاب يتعافى على النحو المطلوب، ومن الجدير بالذكر أنّ العناية الصحيحة بالسن بعد علاجه تحافظ على بقاء السن لفترةٍ طويلةٍ من الزمن.
أمّا المصاب الذي يُعاني من العدوى المُسببة للخراج بشكلٍ متكررٍ أو خراج دواعم السن، فإنّه قد يحتاج للخضوع إلى حراجةٍ من قبل جراجٍ مختص بالفم؛ حيث تتضمن هذه العملية إعادة تشكيل أنسجة اللثة المُحيطة بالسن المُصاب وإزالة الجيبة الداعمة للأسنان (بالإنجليزية: Periodontal pocket).
خلع السن
يلجأ طبيب الأسنان إلى خلع السن المُصاب بالكامل في حال كانت العدوى شديدة أو حال فشل الطرق الأخرى في الحفاظ عليه؛ ففي هذه الحالة يتم خلع السن وتصريف الخراج للتخلص من العدوى.
المضادات الحيوية
في الحقيقية لا تعدّ المضادات الحيوية جزءًا أساسياً من الخطة العلاجية لخراج الأسنان، ولكن قد يصِفها طبيب الأسنان في حال كانت العدوى البكتيرية شديدة، أو في حال انتشارها إلى أجزاءٍ أُخرى من الفك أو حتى من الجسم، ومن المهم الإشارة إلى أنّ المُضادات الحيوية لا تُعالج الخراج بحدّ ذاته إنّما تُساهم في السيطرة على العدوى ومنع انتشارها، كذلك قد يلجأ الطبيب لوصف هذه المضادات في حال عدم القدرة على تصريف الخراج لأيّ سببٍ من الأسباب، ومن الجدير بالذكر أنّ الطبيب قد يلجأ إلى تصريف الخراج جراحياً بالتزامن مع وصف المضاد الحيوي نظراً لعدم قدرة المضاد على اختراق الخراج على النّحو المطلوب، ومن أكثر المضادات الحيوية المستخدمة في هذه الحالات: البنسلين (بالإنجليزية: Penicillin)، والأموكسيسلين (بالإنجليزية: Amoxicillin)، والأزيثرومايسين (بالإنجليزية: Azithromycin)، والسيفوكسيتين (بالإنجليزية: Cefoxitin)، والميترونيدازول (بالإنجليزية: Metronidazole)، وفي حال معاناة المُصاب من الحساسية ضد البنسلين أو الأموكسيسلين فيُمكن استبداله بكليندامايسين (بالإنجليزية: Clindamycin.
الأدوية المسكنة للألم
يُمكن أخذ مُسكنات الألم التي لا تحتاج لوصفةٍ طبيةٍ لصرفها في سبيل التخفيف من الألم والانزعاج المُصاحب لخراج الأسنان، ومن هذه المسكنات: الآيبوبرفين (بالإنجليزية: Ibuprofen)، والباراسيتامول (بالإنجليزية: Paracetamol)، والأسبرين (بالإنجليزية: Aspirin)، وفي هذا السياق يُشار إلى أنّ هذه الأدوية تُخفّف من الألم فقط وليست بديلاً عن زيارة طبيب الأسنان لتلقي العلاج المناسب، ومن المهم الالتزام بالتعليمات المرفقة على نشرات هذه الأدوية وعدم أخذها في حال كانت غير مناسبة للمُصاب، فمثلاً لا ينبغي على المُصاب بالربو أو قرحة المعدة تناول الآيبوبرفين، كذلك لا ينبغي على النساء الحوامل والمرضعات والأطفال تحت سن 16 عاماً تناول الأسبرين، وينبغي التنويه إلى ضرورة تجنّب تطبيق هذه الأدوية بشكلٍ مباشرٍ على اللثة أو الأسنان؛ لأن ذلك من شأنه زيادة تهيج الأنسجة المُصابة وقد يؤدي إلى حدوث تقرحاتٍ فموية .
نصائح منزلية للتعامل مع خراج الأسنان
يُمكن الاستعانة بالنصائح التالية للتخفيف من الألم المُصاحب لخراج الأسنان أو أثناء مرحلة التّعافي من الخراج، ولكن من المهم مراجعة طبيب الأسنان وعدم استخدامها كبديلٍ عن زيارته، ومن هذه النصائح والإرشادات ما يأتي:
- المضمضة بالماء والملح؛ فهذا من شأنّه التخفيف من الألم.
- مضغ الطعام باستخدام الجهة غير المُصابة من الفم.
- تجنّب تناول الأطعمة أو شرب السّوائل الباردة جداً أو الساخنة جداً.
- تناول الأطعمة اللينة الدافئة.
- استخدام فرشاة الأسنان الناعمة لتنظيف الأسنان.
- تجنّب استخدام خيوط الأسنان (بالإنجليزية: Dental floss) حول السن المصاب بالخراج.
- الإقلاع عن التدخين .
- تجنّب تناول المشروبات التي تحتوي على الكافيين.
- الامتناع عن مضع اللّبان.
- تناول الأطعمة الصحيّة.
- الاستعانة بكمادات الماء الساخن أو البارد للتخفيف من الالتهاب وتسكين الألم؛ حيث توضع هذه الكمادات على الخدّ من الخارج بالقرب من الجزء المُصاب بضعة دقائق.