علاج حساسية خدود الأطفال
نصائح وإرشادات
تهدف الوسائل والطرق المتبعة لعلاج الإكزيما (بالإنجليزية: Eczema) المسببة لحساسية خدود الأطفال إلى تخفيف الأعراض التي تتمثل بالحكة والالتهاب، ومنع العدوى، والمساهمة في ترطيب الجسم، ومنع حدوث نوباتٍ جديدةٍ من الإكزيما، ويشار إلى أن العلاج يعتمد على عمر الطفل، وصحة الطفل العامة، والأعراض التي يعاني منها، بالإضافة إلى مدى شدة وخطورة الحالة، وفيما يأتي بعض النصائح والإرشادات التي تساعد على علاج حساسية خدود الأطفال:
استخدام المرطبات
يُنصح باختيار المرطبات الخالية من العطور، كما يُنصح بالاستعاضة عن مستحضرات الترطيب ذات القوام الخفيف والتي تعد سهلة التدفق والسكب بمستحضرات ترطيبٍ أخرى ذات قوامٍ سميك، مثل: الكريمات والمراهم؛ إذ تتميز المستحضرات سميكة القوام بكونها أكثر فعاليةً في الترطيب، كما يشار إلى أنها عادةً ما تكون متوفرةً في برطمانات أو أنابيب، ويمكن تصنيف مستحضرات الترطيب إلى 3 فئاتٍ اعتمادًا على كمية المادة الزيتية أو الدهنية مقارنةً بكمية الماء في الموجودة في المستحضر، وتشمل هذه الفئات ما يأتي:
- الكريم: غالبًا ما يتميز بلونه الأبيض، وقوامه السميك الذي يجعل من الصعب سكبه، وتتكون تركيبته من خليط نصفه من الماء ونصفه من المادة الزيتية أو الدهنية.
- المرهم: يتميز بطبيعته الدهنية؛ إذ تكون نسبة المادة الزيتية أو الدهنية أكبر من نسبة الماء، ويتميز أيضًا بقوامه السميك جدًا بالإضافة إلى لونه الشفاف، كما يكون عديم اللون تقريبًا.
- اللوشن: يتميز بلونه الأبيض، ويُشبه الكريم إلا أن كمية الماء المُضافة إلى اللوشن أكبر من الكمية المُضافة إلى الكريم؛ مما يجعله قابلًا للسكب، كما قد يتوفر مع مضخة تساعد على توزيع المستحضر.
تجنب تعرض الطفل للمهيجات الشخصية
قد تُسبب بعض المواد تهيج الجلد وتؤدي إلى الشعور بالحكة وخدش الجلد، وتجدر الإشارة إلى أن تأثير المواد المسببة لتهيج الجلد يختلف من طفل لآخر؛ فإذا لوحظ تفاقم وزيادة الأعراض سوءًا لدى الطفل نتيجة تعرضه لمهيجٍ ما فإنه يُنصح بتجنب تعرض الطفل لهذا المهيج؛ بينما لا يوجد داعٍ لتجنب نوع من المهيجات إن لم تسبب الإزعاج للطفل، وفيما يأتي بعض النصائح والإرشادات التي تساعد على تجنب مهيجات الجلد:
- تجنب ارتداء الملابس الخشنة المُسببة للحكة؛ كالصوف، وتجنب ارتداء الأقمشة التي لا تسمح بمرور الهواء؛ كالبوليستر.
- ارتداء الملابس القطنية والحرص على تغطية الجلد من خلال ارتداء السراويل والأكمام الطويلة إن أمكن ذلك.
- التقليل من نسبة عثة الغبار (بالإنجليزية: Dust mites) في المنزل، وذلك من خلال غسل أغطية السرير وأكياس الوسائد والستائر بالماء الساخن على درجة حرارة لا تقل عن 60 درجة مئوية كل أسبوعين، وتجنب استخدام السجاد والستائر السميكة في المنزل.
- الحفاظ على درجة حرارةٍ مناسبة للمنزل؛ إذ قد يؤدي التعرق إلى الشعور بالحكة.
- استخدام جهاز الترطيب بالرذاذ البارد (بالإنجليزية: Cool mist humidifier)، وذلك في حال انخفاض رطوبة الغرفة.
نصائح أخرى
فيما يأتي بعض النصائح الأخرى التي تساهم في تقليل حساسية خدود الأطفال:
- استخدام الصابون والمنظفات الخالية من العطور والصبغات؛ إذ قد يؤدي الصابون القاسي على البشرة إلى جفاف الجلد وتدمير الحاجز الذي يحمي البشرة.
- قص الأظافر والحفاظ عليها قصيرة؛ إذ إنّ الأطفال وحتى البالغين قد لا يستطيعون مقاومة الرغبة الملحة بالحكة التي تنجم عن تهيج الجلد، والتي تؤدي بدورها إلى خدش الجلد، ويشار إلى أن ذلك لا يؤدي إلى زوال الحكة والتهيج؛ وإنما يزيد من احتمالية إصابة الجلد بالعدوى.
- تجفيف فم الطفل من اللعاب السائل؛ إذ قد يُعد سيلان اللعاب لدى الأطفال سببًا دائمًا لتهيج الجلد.
- استحمام الطفل بالماء الفاتر وليس الساخن، ولمدةٍ قصيرة تتراوح من 3-5 دقائق؛ حيث إن الاستحمام ونقع الجلد بالماء لفترة طويلة قد يؤدي إلى جفاف الجلد، كما يُنصح أيضًا بتجنب حمام الفقاعات.
- تجفيف جسم الطفل بلطفٍ بعد الاستحمام، وترطيب الجلد بعد ذلك من خلال تطبيق كمية كافية من أحد أنواع المراهم أو الكريمات المرطبة.
- مراجعة الطبيب في حال ظهور أعراض تدل على العدوى، مثل: خروج الصديد أو القيح، أو حدوث احمرار شديد في الجلد، أو الشعور بألم أو سخونة فيه، أو تقشره.
- استخدام القفازات لتغطية يدي الطفل في حال تُرك لوحده لفترةٍ قصيرة؛ إذ قد يساعد ذلك على منع خدش الطفل لجلده.
- تجنب الخدش المفرط أو فرك الطفح الجلدي الناجم عن الحساسية لدى الطفل.
- وضع روتينٍ منتظمٍ للعناية ببشرة الطفل.
- استشارة الطبيب حول عدد مرات الاستحمام؛ إذ إنّ التقليل من عدد مرات الاستحمام لدى بعض الأطفال لتصبح 1-3 مراتٍ أسبوعيًا يساعد على تخفيف الأعراض؛ فقد يؤدي الاستحمام بكثرة إلى جفاف الجلد ويمكن أن يزيد من شدة الحكة؛ بينما في حالاتٍ أخرى وبالتحديد الأطفال الذين يعانون من الحساسية الناجمة عن العوامل البيئية، مثل: التعرض لحبوب اللقاح أو وبر الحيوانات؛ فإن الاستحمام بشكلٍ أكثر من المعتاد قد يكون مفيدًا لهم خاصةً بعد تعرضهم لمُسببات الحساسية المعروفة لديهم.
علاج حساسية الخدود عند الأطفال طبيًا
قد يكون اتباع النصائح والإرشادات السابقة بما في ذلك الترطيب اليوميّ لبشرة الأطفال علاج غير كافٍ للسيطرة على أعراض الإكزيما؛ مما يستدعي اللجوء إلى خطة علاج طبيةٍ تشمل في الغالب استخدام المراهم أو الكريمات العلاجية لتهدئة جهاز المناعة والسيطرة على تهيج الجلد، وتشمل الخطط العلاجية تعليماتٍ عن وقت استخدام الأدوية وعدد مرات استخدامها، وتشمل العلاجات الطبية ما يأتي:
الستيرودات الموضعية
قد تدعو الحاجة عند تهيج الجلد واحمراره وحدوث الحكة إلى تطبيق كريمات أو مراهم على جلد الطفل تحتوي على الكورتيكوستيرويد (بالإنجليزية: Corticosteroid)، وفي هذا السياق تجدر الإشارة إلى توفر أنواع من الكورتيكوستيرويدات تصرف دون الحاجة إلى وصفة طبية، وتكون فعاليتها قليلةً نسبيًا مقارنةً بالأنواع الأخرى، وتجدر الإشارة إلى إمكانية استخدام هذه الأدوية في الحالات الخفيفة من الإكزيما ولكن تجب استشارة الطبيب قبل أخذها، ويجدر التنويه إلى أهمية مراجعة الطبيب في الحالات الأكثر خطورة أو في حالات عدم الاستجابة للأدوية التي تُصرف دون وصفة طبية؛ إذ قد يصف الطبيب أنواعًا أخرى من الكورتيكوستيرويدات التي تتميز بفعالية علاجية أعلى، ويشار إلى أنه يتم استخدام المرهم أو الكريم عادةً مرة أو مرتين يوميًّا على المناطق المصابة، مع ضرورة الالتزام باستخدامه وفقًا لتعليمات الطبيب.
مضادات الهيستامين
تستخدم مضادات الهيستامين (بالإنجليزية: Antihistamines) لعلاج الحساسية وتقليل الحكة، وقد يُسبب بعضها النعاس للطفل ومنها: دواء هيدروكسيزين (بالإنجليزية: Hydroxyzine)، ودواء دايفينهيدرامين (بالإنجليزية: Diphenhydramine)، وفي حالة إصابة الطفل بحساسية ناجمة عن العوامل البيئية والتهاب الأنف التحسسي (بالإنجليزية: Allergic rhinitis) الذي يُسبب انسدادًا في الأنف، أو تدميع وحكة في العينين؛ فقد يصف الطبيب مضادات الهيستامين التي لا تُسبب النعاس ويشار إلى إمكانية أخذ هذه الأدوية بشكلٍ يومي في فترة الصباح للسيطرة على أعراض الحساسية خلال اليوم، ومن الأمثلة عليها: دواء سيتريزين (بالإنجليزية: Cetirizine)، أو دواء لوراتادين (بالإنجليزية: Loratadine)، أو دواء فيكسوفينادين (بالإنجليزية: Fexofenadine)، وتجدر الإشارة إلى ضرورة اتباع التعليمات الموجودة في النشرة الدوائية واستشارة الطبيب قبل إعطاء الطفل أيّ من مضادات الهيستامين.
خيارات علاجيّة أخرى
قد يصف الطبيب أدويةً أخرى أو قد يلجأ إلى استخدام طرق علاجية أخرى، وقد يوصي باستخدامها منفردة أو قد يجمع بين أكثر من علاج معًا، ومن هذه الخيارات العلاجية ما يأتي:
- المضادات الحيوية: قد يصف الطبيب للطفل أحد أنواع المضادات الحيوية التي توجد على هيئة أشكال صيدلانية مختلفة؛ كالشراب أو الحبوب، وذلك لعلاج العدوى في حال حدوثها.
- دواء كريسابورول: (بالإنجليزية: Crisaborole ointment)؛ يتوفر على شكل مرهم يوضع على الجلد.
- مثبطات الكالسينورين : توجد مثبطات الكالسينورين (بالإنجليزية: Calcineurin inhibitor) على شكل كريم أو مرهم يوضع على الجلد للمساعدة على تخفيف الحكة والتورم.
- العلاج الضوئي: يتم إجراء العلاج الضوئي (بالإنجليزية: Phototherapy) في عيادة الطبيب أو في المنزل.
- أدوية التعديل المناعي: (بالإنجليزية: Immunomodulatory medicine)؛ تؤثر هذه الأدوية في جهاز المناعة، وقد تستخدم في حال عدم الاستجابة للعلاجات الأخرى، وتتوفر على هيئة شرابٍ أو حبوب تؤخذ عن طريق الفم، ولما قد يكون لها من آثارٍ جانبيةٍ عديدة؛ فإن الطبيب يوصي عند وصفها بإجراء فحوصات دم منتظمة للطفل.
- العلاج البيولوجي: (بالإنجليزية: Biologic therapy)، كدواء دوبيلوماب (بالإنجليزية: Dupilumab) الذي يتوفر على هيئة حقن يتم إعطاؤها في حالات الإكزيما الشديدة.
نبذة عن الإكزيما
يُطلق مصطلح الإكزيما على مجموعة من الحالات والمشاكل الصحية التي تُسبب احمرارًا وحكةً والتهابًا في الجلد، وتظهر الإكزيما في مناطق مختلفةٍ من الجسم؛ إلا أنها في العادة تظهر في الوجه، والذقن، والخدين، والجبهة، وفروة الرأس، كما يتغير موقع ومظهر الإكزيما مع النمو؛ إذ إنّ مظهر الأكزيما لدى الرُضّع والأطفال الصغار يختلف عن مظهرها لدى الأطفال الأكبر سنًا.