علاج التهاب الكبد الوبائي ب
علاج التهاب الكبد الوبائي ب
يعتمد علاج التهاب الكبد الوبائي ب، أو التهاب الكبد الفيروسي ب، أو مرض الوباء الكبدي ب، أو مرض الكبد الوبائي ب، أو فيروس الكبد ب (بالإنجليزية: Hepatitis B)على مدَّة الإصابة به، فقد يكون الالتهاب إما حادّاً أي على المدى القصير، إذ لا يتطلَّب هذا النوع من الالتهاب أيَّ علاج معيَّن في العادة ولكن قد تتطلَّب الحالة علاجاً للأعراض المصاحبة، وإما مزمناً أي على المدى الطويل، الذي يحتاج عادةً إلى العلاج للحفاظ على وضع الفيروس تحت السيطرة، ويُشار إلى أنّه توجد بعض الحالات التي يشك فيها الشخص بالتعرض لالتهاب الكبد ب، وعندئذ تجدر مراجعة الطبيب لتقييم الحالة فقد يُوصي بأخذ علاج يقي من الإصابة بالفيروس، وبالرغم من عدم شفاء معظم الأشخاص المصابين بالالتهاب بعد تلقِّيهم العلاج إلا أنَّه مهم لتثبيط نموِّ الفيروس، ولذلك يجب على الأشخاص الذين بدأوا في تلقِّي العلاج الاستمرار به طوال العمر.
العلاج الطارئ لالتهاب الكبد الوبائي ب
تجب على الشخص مراجعة الطبيب بأسرع وقت عند شكه باحتمالية تعرُّضه للفيروس المسبِّب لالتهاب الكبد، ولمساعدة منع تكوُّن العدوى يمكن اتباع ما يأتي:
- إعطاء الشخص جرعة من لقاح التهاب الكبد الوبائي ب، ويحتاج الشخص أيضاً إلى جرعتين خلال الأشهر اللاحقة للمساهمة في منحه وقاية طويلة الأمد.
- إعطاء الغلوبيولين المناعي (بالإنجليزية: Immunoglobulin) لالتهاب الكبد الوبائي ب، والذي هو عبارة عن أجسام مضادَّة توفِّر وقاية سريعة وقصيرة الأمد إلى حين بدء مفعول اللقاح، وتُعدُّ هذه الأجسام المضادَّة أكثر فعاليَّة في حال إعطائها خلال أوَّل 48 ساعة بعد التعرُّض للفيروس، ولكن تبقى فرصة الاستعانة بها موجودة إلى حدِّ أسبوع بعد التعرُّض للفيروس.
علاج التهاب الكبد الوبائي ب الحاد
لا يوجد علاج محدَّد لالتهاب الكبد الوبائي ب الحادِّ، لذلك يهدف العلاج المتَّبع إلى الحفاظ على راحة المريض وتغذيته المتوازنة، ويتضمَّن ذلك تعويض السوائل المفقودة بسبب التقيُّؤ والإسهال، وقد لا يعاني العديد من الأشخاص المصابين بالتهاب الكبد الوبائي ب الحادِّ من أيِّ عرض مزعج، إلا أنَّه يمكن اتباع ما يأتي في حال شعور المريض بالتوعُّك:
- أخذ قسط جيِّد من الراحة.
- تناول مسكِّنات الألم التي لا تحتاج إلى وصفة طبيَّة، مثل: الباراسيتامول (بالإنجليزية: Paracetamol)، أو الإيبوبروفين (بالإنجليزية: Ibuprofen) التي تفيد في تخفيف ألم البطن.
- التواجد في بيئة باردة وجيِّدة التهوية، وارتداء ملابس فضفاضة، هذا إلى جانب تجنُّب الحمَّامات الساخنة في حال كانت الحكَّة إحدى المشاكل التي يعاني منها المريض.
- تناول الأدوية الموصوفة من قبل الطبيب عند الضرورة، مثل دواء ميتوكلوبراميد (بالإنجليزية: Metoclopramide) لتخفيف الشعور بالغثيان، ودواء كلورفينامين (بالإنجليزية: Chlorphenamine) لتخفيف الحكَّة.
- إجراء فحوصات الدم بين الحين والآخر، ومن الجدير بالذكر أنَّ معظم الأشخاص يتعافون تماماً في غضون شهرين، ولكن يُنصح بإجراء فحوصات الدم المنتظمة للتحقُّق من خلو جسم المصاب من الفيروس، وعدم تطور الحالة إلى التهاب الكبد ب المزمن.
علاج التهاب الكبد الوبائي ب المزمن
يجدر التنبيه إلى ضرورة تلقي علاج مناسب للمصابين بالتهاب الكبد الوبائي ب المزمن على مدار عدّة سنوات، وذلك لمنع تطور الحالة وتلف الكبد، كما قد يحتاج المريض إلى إجراء فحوصات بشكل منتظم لمراقبة وضع الكبد وإن كان الفيروس يُلحق الضرر به، إلى جانب تقييم الضرر الحاصل بالفعل، وتتضمَّن هذه الفحوصات اختبارات الدم، وفحص الموجات فوق الصوتيَّة (بالإنجليزية: Ultrasound)، وخزعة الكبد (بالإنجليزية: Liver biopsy)، حيث يتم إجراء الخزعة لتقييم ما إذا كان الفيروس يسبب الضرر للكبد، ومقدار الضرر الذي تسبب به هذا الفيروس، وذلك على الرغم من عدم ظهور أيَّة أعراض على المصاب معظم الوقت، ومن الجدير بالذكر أنّه في أغلب الحالات لا يتعرض الكبد لأي ضرر بالرغم من تواجد الفيروس في الجسم، وعندها لا يحتاج المريض لتلقي أي علاج، إذ إنَّ جهاز المناعة لدى المريض يثبِّط الفيروس، ولكن لا بدَّ من تلقي العلاج في حال وجود دليل على ضرر الكبد المستمرِّ، وبالرجوع لمنظَّمة الصحَّة العالميَّة فإنَّه ومع اختلاف التقديرات هناك ما نسبته 10-40% فقط من المصابين بالتهاب الكبد الوبائي ب المزمن يحتاجون إلى الخضوع للعلاج، وذلك لمنع الإصابة بتشمُّع الكبد أو تليُّف الكبد (بالإنجليزية: Liver fibrosis)، أو فشل الكبد، أو سرطان الكبد، إلى جانب منع نقل العدوى للآخرين.
العلاجات الدوائية
بالرغم من عدم إمكانية الأدوية على القضاء على الفيروس بشكل كامل، إلا أنّه توجد العديد من الأدوية الفعَّالة التي تثبِّط الفيروس على مدار سنوات عدّة، والذي بدوره يؤدِّي إلى تقليل الضرر الذي يلحق بالكبد، كما يساهم هذا في إعطاء الفرصة للجسم لإعادة إصلاح التلف الحاصل، ومن المهم عند العلاج تناول الأدوية تماماً كما وصفها الطبيب حتى في حال شعور المريض بالتحسُّن أو الانزعاج بسبب الأعراض الجانبيَّة المرافقة لاستخدام هذه الأدوية، إذ إنَّ التوقُّف عن أخذ الأدوية في وقت مبكر قد يؤدِّي إلى ظهور مقاومة للأدوية أو تلف الكبد، ولذلك يجب على المريض دائماً التحدُّث مع الطبيب قبل التوقُّف عن أخذ الأدوية.
ويتضمَّن العلاج الرئيسي لالتهاب الكبد الوبائي ب المزمن مضادَّات الفيروسات (بالإنجليزية: Antiviral medication)، والتي تتوفَّر على شكل حبوب يأخذها المريض لمدَّة لا تقلُّ عن سنة وعادةً ما تكون أكثر، وحسب إدارة الغذاء والدواء (بالإنجليزية: Food and Drug Administration) فإنَّه توجد 6 أنواع من الأدوية المضادَّة للفيروسات معتمدة الاستخدام، ولكن يُنصح باستخدام 3 منها بشكل أوَّلي لاعتبارها أكثر أماناً وفعالية، إلى جانب امتلاكها خصائص مقاومة أفضل مقارنة بمضادَّات الفيروسات الأخرى الأقدم، وهذا يعني أنَّه عند تناولها حسب الوصف فإنَّه توجد فرصة أقلُّ لحدوث طفرة مقاومة الدواء، ومقاومة الدواء في هذه الحالة تعني أنّ الفيروس يُقاوم المضاد المُستخدم فلا يُجدي استخدام المضاد الأثر المطلوب، وتشمل هذه الأدوية تينوفوفير ديسوبروكسيل (بالإنجليزية: tenofovir disoproxil)، وتينوفوفير ألافينامايد (بالإنجليزية: tenofovir alafenamide)، وإنتيكافير (بالإنجليزية: Entecavir).
كما يصف الأطباء عادة لبعض المصابين بالتهاب الكبد ب المزمن دواء إنترفيرون ألفا (بالإنجليزية: Interferon-alfa)، إذ يعدّ علاجاً مناسباً للأشخاص المصابين بالتهاب الكبد الوبائي ب المزمن، تحديدًا لمن يكون الفيروس لديهم نشطًا ويُسبب التهابًا متواصلًا في الكبد، ولكن بشرط ألا يكون قد وصل إلى مرحلة التشمع، ويتمثَّل مبدأ عمل هذا الدواء في تنبيه الخلايا المجاورة لعدوى فيروسيَّة ، ممَّا يؤدِّي إلى تحفيز هذه الخلايا لإنتاج بروتينات تمنع تكاثر الفيروس، كما يسبِّب توقُّف إنتاج الخلايا لبروتينات تحتاجها الفيروسات للعيش والتكاثر، وتوجد شكوك لدى الأطبَّاء بوجود طرق أخرى يوفِّر فيها هذا الدواء الحماية لخلايا الكبد، وما زالت الأبحاث مستمرَّة بهذا الصدد، وتمَّت الموافقة على استخدام كلٍّ من الإنترفيرون العادي والبيغ إنترفيرون (بالإنجليزية: Pegylated interferon) في الولايات المتَّحدة الأمريكيَّة من قِبل إدارة الغذاء والدواء، إذ يُستخدم دواء الإنترفيرون لمدَّة محدودة، بينما يُستخدم البيغ إنترفيرون طويل المفعول لمدَّة سنة، وهذا على نقيض العلاجات الأخرى التي تُؤخذ عن طريق الفم لسنوات عديدة إلى حين تحقيق الاستجابة المطلوبة.
زراعة الكبد
يطلب الطبيب إجراء عمليَّة زراعة الكبد (بالإنجليزية: Liver transplant)، في حال تطوُّر التهاب الكبد المزمن إلى تليُّف الكبد، إذ إنّ فرصة الإصابة بسرطان الكبد ترتفع عند الإصابة بتليُّف الكبد، ولذلك قد يطلب الطبيب في بعض الحالات فحص الموجات فوق الصوتيَّة للتحقُّق من وجود السرطان من عدمه، كما قد يؤدِّي التهاب الكبد أيضاً إلى فشل الكبد، إذ تعتمد خطَّة الطبيب حينها على علاج المشاكل الصحيَّة المرتبطة بتليُّف الكبد عن طريق الأدوية والجراحة وغيرها من الإجراءات الطبيَّة، وتتمثل عملية زراعة الكبد بإزالة الكبد التالف ويستعيض عنه بآخر سليم، والذي غالباً ما يكون من متبرِّعين فقدوا حياتهم، وفي حالات قليلة قد يتبرَّع الأشخاص الأحياء بجزء من كبدهم.
التعايش مع التهاب الكبد الوبائي ب
قد يكون التعايش مع مرض مزمن مثل التهاب الكبد أمراً صعباً، إذ يتطلَّب ذلك زيارات للأطبَّاء والمختصِّين لمراقبة الأدوية التي يتناولها المريض، بالإضافة إلى التغيُّرات التي لا بدَّ من إجرائها على نمط الحياة، هذا إلى جانب الكثير من القرارات المهمَّة التي يجب اتخاذها وتحمل في طيَّاتها إيجابيَّات وسلبيَّات تحتاج للتقييم، لكن من الجيِّد ذكره أنَّ ماهيَّة الأمور معروفة فيما يخصُّ تحسين فرص المريض المصاب بالتهاب الكبد الوبائي ب المزمن في عيش حياة أطول وصحيَّة تماماً، إذ إنَّ التهاب الكبد مرض مزمن كغيره من الأمراض مثل السكَّري وارتفاع ضغط الدم، حيث يمكن للمريض التعايش معه والتحكُّم بوضعه الصحِّي، ويُنصح المصاب بالتهاب الكبد الوبائي ب بأخذ لقاح التهاب الكبد أ (بالإنجليزية: Hepatitis A) لتجنُّب أيَّة مشاكل أخرى مرتبطة بالكبد، وفيما يأتي تفصيل للإجراءات التي يُنصح مريض التهاب الكبد الوبائي ب باتباعها:
- التغذية الصحيَّة: إنَّ تناول غذاء متوازن مهم للجميع على حدٍّ سواء، وخصوصاً للأشخاص المصابين بأمراض مزمنة مثل التهاب الكبد الوبائي ب، ويتضمَّن هذا اختيار أغذية طازجة، والأطعمة المفيدة التي لا تُلحق الضرر بصحة الكبد، وبشكل عام من المهم معرفة الكميَّات التي يجب تناولها من كلِّ صنف من الطعام كالفواكه، والخضروات، والحبوب، والزيوت والدهون، ومنتجات الألبان، والبروتين، فالشخص يحتاج إلى كميَّة أكبر من الخضار والفواكه وكميَّات قليلة من الزيوت والدهون.
- الإقلاع عن التدخين: إنَّ للتدخين أثر سلبي على الكبد، والتوقُّف عنه يقلِّل فرصة تطوُّر المرض إلى مضاعفات أكثر خطورة.
- أخذ قسط من الراحة.
- شرب كميَّة كافية من السوائل.
- تجنُّب نقل العدوى إلى الآخرين وذلك عن طريق ما يأتي:
- استخدام الواقي أثناء ممارسة الجنس.
- عدم تشارك الإبر المستخدمة أو غير النظيفة.
- تجنُّب التبرُّع بالدم، أو منتجات الدم، أو الأعضاء.
- تنظيف جميع بقع الدم حتى الجافّة منها، وذلك باستخدام محلول من الماء ومبيِّض الغسيل بنسبة 1:10، أي جزء من المبيِّض يقابله 10 أجزاء من الماء.
- عدم مشاركة أدوات العناية الشخصيَّة، مثل: شفرة الحلاقة، وفرشاة الأسنان، ومقص الأظافر، أو الأقراط.
- عدم مشاركة معدَّات جهاز فحص السكَّر.
- الطلب من الشريك ومن الأشخاص الذين يعيشون مع المريض الخضوع لفحص الكبد الوبائي ب وأخذ اللقاح.