عدد الغزوات التي شارك فيها الرسول بنفسه
عدد الغزوات التي شارك فيها الرسول بنفسه
كانت السَّنة الثَّانية للهجرة هي بداية غزوات الدَّولة الإسلاميَّة، فقد تمَّ التَّمهيد للغزوات بإرسال السَّرايا التي كانت بقيادة حمزة بن عبد المطلب وعبيدة بن الحارث وسعد بن أبى وقاص -رضوان الله عليهم أجمعين-، إذ كانت في رمضان وشوال وذي القعدة.
وقيل في عدد الغزوات التي حدثت في عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنَّها بلغت ثلاثاً وأربعين غزوةً، وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد شارك في ثمان غزواتٍ منها كما يأتي:
- يوم بدر.
- يوم أحد.
- يوم بنى المصطلق.
- بنى لحيان.
- يوم خيبر.
- يوم الفتح.
- يوم حنين.
- حصار أهل الطائف.
الغزوات التي شارك فيها الرسول بالترتيب ونتائجها
غزوة بدر
معركة بدر الكبرى، حدثت في رمضان من السَّنة الثَّانية للهجرة، انتهت بانتصار المسلمين وهزيمة المشكرين، وقد سمَّى الله -تعالى- هذه المعركة بيوم الفرقان، قال -تعالى-: (إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ وَما أَنْزَلْنا عَلى عَبْدِنا يَوْمَ الْفُرْقانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعانِ)، وسبب هذه الغزوة هو وصول خبر قافلاتٍ لقريش بقيادة أبي سفيان فأراد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إرجاع بعض أموال المسلمين التي سلبتها قريش.
وعندما علم أبو سفيان بخروج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أرسل إلى أهل مكَّة يستنجدهم، فخرجوا ولم يبق منهم سيِّدٌ إلَّا وخرج، فلم يتلفت أحدٌ من بطون قريش واستنفروا من حولهم من القبائل.
غزوة أحد
حدثت معركة أُحد في شوال من السَّنة الثَّالثة من الهجرة وانتهت بهزيمة المسلمين، لكنَّ النَّتيجة تحوَّلت بحدوث وقعة حمراء الأسد التي قلبت النَّتيجة لصالح المسلمين، وكان سبب المعركة رغبة المشركين في الانتقام من المسلمين لما حدث في معركة بدر، بالإضافة لبدء سيطرة المسلمين على المنافذ للتِّجارة؛ فأحسُّوا بأنَّ ما هذا إلَّا بداية نهايتهم.
نشط المشركين في إعداد العدَّة لمهاجمة المسلمين لكسر شوكتهم ومنعهم من التوسُّع، وتحرَّكوا لحرب المسلمين، فكانت واقعة أحد، وأخذ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يُعدُّ ما استطاع من العدة ليلاقي المشركين.
وكانت المعركة في بداية الأمر لصالح المسلمين وقارب المشركون على الانهزام، وولُّوا الأدبار حتى انشغل المسلمين بجمع الغنائم فاستغلَّ المشركون الموقف وانقضّوا عليهم، وقد سنحت للمشركين الفرصة بصورةٍ أكبر بنزول الرُّماة عن جبل الرُّماة.
وكان للصَّحابيِّ الجليل خالد بن الوليد -ولم يكن مسلماً وقتئذٍ- الدَّور في تبديل نتيجة المعركة فانقلبت النَّتيجة من صالح المسلمين، إلى صالح المشركين وقد انتشرت في هذه الأثناء شائعة وفاة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فابتلي المسلمون حينها ابتلاءً عظيماً وهم يقاتلون المشركين بعد أن ظنُّوا انتهاء المعركة.
غزوة بني المصطلق
كانت الغزوة في السَّنة السَّادسة من الهجرة وانتهت بانتصار المسلمين، وقد حدثت بسبب خروج سيد المصطلق وبعضاً ممَّن معه من العرب بغية قتال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وعندما علم رسول الله بخروجهم أرسل -صلى الله عليه وسلم- بريدة بن الحصيب الأسلمي -رضي الله عنه- ليتأكد من خبرهم، فعاد وأكَّد له خبر خروجهم.
وتجهَّز رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وخرج باتَّجاه بني المصطلق، حتى وصل إلى المريسيع وهو اسمٌ لمياهٍ من مياههم؛ فعسكر عنده وكانت راية المهاجرين مع أبي بكرٍ الصدِّيق -رضي الله عنه- وأغاروا عليهم على الماء بالنِّبال وسبوا ذراريهم وغنموا أموالهم.
غزوة الخندق (الأحزاب)
حدثت غزوة الاحزاب في السَّنة الرَّابعة من الهجرة، وسببها خروج نفرٍ من بني النضير بعد إجلاء رسول الله لهم وقاموا يحرِّضون أعداء الإسلام ومنهم قريش على محاربة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وعندما علم رسول الله بنيَّتهم؛ حفر خندقاً حول المدينة بإشارة سلمان الفارسي -رضي الله عنه- .
واستعمل على المدينة ابن أمِّ مكتوم وجعل لواء المهاجرين مع زيد بن حارثة، ولواء الأنصار مع سعد بن عبادة -رضي الله عنهما-، لم يكن في الغزوة قتالٌ، فكانت ما بين حصارٍ ورميٍ بالنِّبال، ثمَّ أرسل الله -تعالى- على المشركين ريحًا اقتلعت أبنيتهم، فهربوا تاركين وارءهم أمتعتهم.
غزوة بني قريظة
كان بني قريظة قد نقضوا عهدهم مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بتشاركهم مع الأحزاب، فبعد انقضاء غزوة الأحزاب، عمد رسول الله إلى بني قريظة لمعاقبتهم على خيانتهم، واستخلف في المدينة ابن أمِّ مكتوم، وكان عدد من خرج إليهم ثلاثة آلافٍ.
وحاصرهم رسول الله خمساً وعشرين ليلةً، وقد أرسل الله -تعالى- جبريل -عليه السلام- بصورة دحية الكلبي ليزلزل بني قريظة فيقذف في قلوبهم الرعب. وقد وافق بني قريظة على أن ينزلوا على حكم رسول الله فيهم، فبعد ذلك أرسل رسول الله إلى سعد بن معاذ ليحكم فيهم، فحكم بأن يُقتل خائنوهم ومقاتلوهم، وتُسبى ذراريهم.
غزوة فتح مكة
تمَّ فتح مكَّة في السَّنة السَّابعة من هجرة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وكان ذلك بسبب ما كان من بني بكر وقريش من نقض عهدهم مع رسول الله بتظاهرهم مع بني خزاعة، فجهَّز رسول الله جيشاً من عشرة آلافٍ من المسلمين، ولم يتخلَّف أحدٌ من المسلمين، وكان أبو سفيان قد أسلم حينما كان رسول الله في مر الظهران متّجهًا إلى مكَّة، وقال أكثر المؤرخين بأنَّ فتح مكَّة كان سلمياً.
غزوة حنين
دخل عددٌ كبيرٌ من المسلمين في الإسلام إلَّا عددٌ لا بأس به بقوا على مقاومة الإسلام، ومنهم قبيلة هوزان وثقيف فاجتمعوا على قتال رسول الله، وأثناء ذهابهم إلى مكَّة المكرَّمة بقيادة مالك بن عوف وصل خبرهم إلى رسول الله؛ فتجهَّر الرسول لقتالهم.
وخرج في جيشٍ بلغ عدده 12 ألف رجلٍ، حتى كان الِّلقاء في وادي حنين وحدث ما بينهم من قتالٍ وانتهت بانهزام المشركين وانتصار المسلمين دون وجود جرحى أو شهداء في صفِّ المسلمين.
غزوة الطائف
حدثت غزوة الطائف في السَّنة الثَّامنة للهجرة، وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد خرج من حنيْن يريد غزو الطَّائف، وقد كانت ثقيف قد جهزوا أنفسهم بتحصين أنفسهم داخل حصنهم، وتجهيزه بما يحتاجونه لعامٍ كاملٍ، وحينما وصل رسول الله عسكر ورماهم بالنبل.
ودام الحصار 18 يوم، وبعدها عاد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؛ لأنَّه لم يؤذن له بفتح الطَّائف، بعد أن ضجَّ الناس للرحيل، فما لبثوا أن أذعنوا لأمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.