شروط سجود الشكر
شروط سجود الشكر
يعرف سجود الشكر بأنّه: "شكر الله -تعالى- سواء كان على قدوم نعمة، أم كان على دحور نقمة"، كما يمكن تعريفه على أنّه: "السجود الذي يؤدى عند حصول خير شكراً لله -تعالى-، وهو سجدة واحدة كسجود الصلاة".
وتجدر الإشارة إلى أنّ أهل العلم وضعوا لسجود الشكر عدّة شروط؛ منها ما اتفقوا عليها، ومنها ما تعددت الآراء حولها؛ وفيما يأتي بيان ذلك.
الطهارة والقبلة
لقد تعددت آراء الفقهاء بشروط الطهارة واستقبال القبلة عند أداء سجود الشكر؛ وذلك كما يأتي:
- القول الأول: لا يشترط الطهارة أو استقبال القبلة
حيث يرى أصحاب هذا القول أنّ سجود الشكر لا يشترط لأدئه القيام بشروط الصلوات المفروضة؛ مثل طهارة الجسم، والملابس والمكان، واستقبال القبلة وما إلى ذلك، وهذا هو القول الراجح عند المالكية كما ذكر الحطاب، وأخذه عنه ابن جرير الطبري، وأخذه ابن حزم الظاهري، وأيده ابن تيمية وابن القيم والشوكاني والصنعاني.
- القول الثاني: يشترط الطهارة و استقبال القبلة
صرّح الشافعية والحنابلة بأنّ سجود الشكر يشترط له ما يشترط للصلاة المفروضة؛ من طهارة واستقبال للقبلة، واجتناب النجاسة؛ ومن فقد هذه الشروط فليس له أداء سجود الشكر.
ستر العورة
إنّ مسألة ستر العورة شرط واجب عند من رأى وجوب الطهارة واستقبال القبلة؛ وهم الشافعية والحنابلة، أمّا عند المالكية فيصحّ السجود شكراً لله -تعالى- دون الحاجة إلى ستر العورة؛ سواء للرجل أم للمرأة.
وقت السجود
يحل للمسلم أن يسجد شكراً لله في أي وقت من اليوم، عدا الوقت الذي يؤدي المسلم به صلاته على رأي بعض المذهب الشافعي؛ حيث ذهبوا إلى عدم جواز سجود الشكر داخل الصلاة، مع بطلانها في حال القيام به.
وذلك لجواز السجود شكراً لله -عز وجل- في أي وقت يُريده المسلم، حتى لو لم يتمكن من القيام به في وقته، كما ذهب الحنفية والمالكية إلى القول بعدم بطلان الصلاة عند أداء سجود الشكر.
التكبير والتشهد
اشترط فريق من أهل العلم التكبير في أول سجود الشكر وفي آخره؛ وذلك لأنّ السجود المجرد صلاة، فيجب فيه ما يجب في الصلاة، وذهب فريق آخر إلى القول بعدم اشتراط التكبير في بداية سجود الشكر، كما لا يشترط في آخره التشهد والسلام؛ لأنَّ هذا الفعل لم يثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، أو عن صحابته الكرام.
الدعاء والذكر
لا يُشترط في سجود الشكر الالتزام بأقوال وأفعال معينة ومحددة، إنما يستطيع المسلم شكر ربه بما يناسبه من أدعية الاستغفار والشكر ونحو ذلك؛ ومما صحّ في هذا الشأن قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (اللَّهمَّ اكتب لي بها عندَكَ أجرًا، وضع عنِّي بها وزرًا، واجعلْها لي عندَكَ ذخرًا، وتقبَّلْها منِّي كما تقبَّلتَها من عبدِكَ داودَ).
مشروعية سجود الشكر
يعتبر سجود الشكر من السنن النبوية التي قام بها الرسول -صلى الله عليه وسلم- في حياته؛ حيث روى نفيع بن الحارث -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنّه: (كانَ إذا أتاهُ أمرٌ يسرُّهُ أو بشِّرَ بِه خرَّ ساجدًا شُكرًا للَّهِ -تبارَك وتعالى-).
ولقد تعددت آراء الفقهاء في مدى مشروعية سجود الشكر على النحو الآتي:
- المذهب الأول
يرى استحباب سجود الشكر عند بلوغ النعمة ، وزوال النقمة والسيئات عن الإنسان، وهو مذهب الشافعية والحنابلة والظاهرية.
- المذهب الثاني
يرى عدم مشروعية سجود الشكر، وأنّه مكروه ولا يجب فعله، والأفضل أن يشكر الإنسان ربه بلسانه، وهذا الرأي منقول عن أبي حنيفة وعن الإمام مالك في المشهور.
- المذهب الثالث
يرى عدم مشروعيته، ويجب لمن يريد الشكر أن يُصلي ركعتين لله -تعالى-، وهو ما ورد عن المالكية.