عدد الصفائح التكتونية وحدودها
ما هي الصفائح التكتونية؟
بدايةً لا بدّ من وجود تساؤل حول ماهية تشكّل سطح الأرض والصفائح المكونة له، وبالتالي من الممكن توضيح بأنّ هذه الصفائح تسمى بالصفائح التكتونية (بالإنجليزيّة: Tectonic plates)، والتي تدل على الألواح المكوّنة للطبقة الخارجية من الأرض حيث تنقسم إلى ما يُقارب من 15 لوحًا رئيسيًا، وتماشيًا مع ما تمّ ذكره تشكل هذه الألواح الغلاف الصخري ، والذي يتكوّن من القشرة القارية والقشرة المحيطية، كما وتتحرك هذه الصفائح التكتونية ببطء شديد بالنسبة لبعضها البعض مسافة تقدر ببضعة سنتيمترات في السنة، لكنها تسبب قدرًا هائلاً من التشوه عند حدود الصفائح، مما تؤدي بدورها إلى حدوث الزلازل.
عدد الصفائح التكتونية
تنقسم الصفائح التكتونية إلى صفائح كبيرة رئيسيّة وألواح ثانوية صغيرة الحجم، ومن هذا المنطلق فإنّه هناك مجموعة من 7 صفائح تكتونية رئيسية تغطي ما يقرب من 95% من سطح الأرض، وهم: صفيحة المحيط الهادئ، وصفيحة أمريكا الشمالية، والصفيحة الأوراسية، والصفيحة الأفريقية، والصفيحة القطبية الجنوبية، والصفيحة الهندية الأسترالية، بالإضافة إلى صفيحة أمريكا الجنوبيّة.
أنواع حدود الصفائح التكتونية
تتميز حدود الصفائح بطريقة حركة الصفائح ، كما وترتبط بأنواع مختلفة من الظواهر السطحية، وفيما يلي أنواع حدود الصفائح:
حدود الصفائح التقاربية
حدود الصفائح التقاربية (بالإنجليزيّة: Convergent Plate Boundary) تحدث عند هذه الحدود تنزلق الصفيحتان باتجاه بعضها البعض، حيث تتحرك إحدى الصفيحتين تحت الأخرى، وتُعرف باسم منطقة الاندساس، وتوجد منها ثلاثة أنواع تبعًا لاختلاف نوع الصفائح، كما يلي:
- تقارب صفيحة محيطيّة مع صفيحة قاريّة: عندما يحدث اصطدام بين صفيحة قاريّة وأخرى محيطيّة، فعندها يتم دفع الصفيحة المحيطية الأكثر كثافة تحت الصفيحة القارية الأخف وزناً، ومن الجدير بالذكر أنّ لهذه العملية ثلاث نتائج جيولوجية، وهي أنّه إن تمّ رفع الصفيحة القارية لأعلى ستتكوّن الجبال، وعندما تنغرس الصفيحة المحيطية يتشكل خندق، بالإضافة إلى أنّه عندما تنصهر الصفيحة المحيطية الهابطة، فإنّها تؤدي إلى نشاط بركاني على سطح الصفيحة القارية، ومن الأمثلة على ذلك ما حدث عندما انخفضت صفيحة نازكا المحيطية تحت صفيحة أمريكا الجنوبية، مكوّنة جبال الأنديز وخندق بيرو-تشيلي.
- تقارب صفيحتان محيطيتان: عندما تصطدم صفيحتان محيطيتان، تنزلق الصفيحة الأكثر كثافة وهي الصفيحة القديمة أسفل الصفيحة المحيطية الأخرى، والنتائج الجيولوجية لهذا الاصطدام التكتوني مماثل لتلك التي تحدث نتيجة اصطدام الصفائح المحيطية والقارية، ومن الأمثلة على مثل هذا الاصطدام هو عندما تمّ تشكيل خندق ماريانا عن طريق انزلاق صفيحة الفلبين تحت صفيحة المحيط الهادئ.
- تقارب صفيحتان قاريتان: عندما تصطدم الصفائح القارية ببعضها البعض، لا يمكن لأي من الصفيحتين أن تنزلق تحت الأخرى لأنّهما متساويتان في الكثافة، ولكنهما بدلاً من ذلك يتم الضغط عليهما معًا تحت ضغط شديد لينتج عن هذا الضغط انحناء الصفيحتين وتكوين طيات وصدوع على سطح الأرض، مما يؤدي غالبًا إلى تطور سلاسل جبلية ، ومن أشهر الأمثلة التي نتجت من مثل هذه التصادمات، هي عندما اصطدمت الصفائح الهندية والأوراسية منذ حوالي 50 مليون سنة، وكانت النتيجة تشكيل جبال الهيمالايا وهضبة التبت.
حدود الصفائح التباعدية
تتحرك حدود الصفائح التباعدية (بالإنجليزيّة: Divergent Plate Boundary) بعيدًا عن بعضها البعض، وينتج بسبب قوى الحمل الحراري في الصهارة المنصهرة تحتها، ومن الجدير بالملاحظة بأنّه هناك نوعان من النتائج الجيولوجية للصفائح التباعدية وهي:
- تباعد صفيحتان محيطيتان: فعندما يحدث التباعد بين صفيحتين محيطيتين فإنّ الحمم البازلتية السائلة تملأ الفجوة وتتصلب بسرعة، لتشكل قشرة محيطية جديدة، ومع استمرار هذه العملية تتسبب في ظهور سلسلة من التلال في قاع البحر، ومن الأمثلة على ذلك هو منتصف المحيط الأطلسي ريدج.
- تباعد صفيحتان قاريتان: عندما يحدث تباعد بين صفيحتين قاريتين يتشكل وادٍ متصدع، ومن أحد الأمثلة على الحدود القارية المتباعدة هو صدع شرق أفريقيا.
حدود الصفائح التحويلية
تحدث حدود الصفائح التحويلية (بالإنجليزيّة: Transform Plate Boundary) عندما تتحرك الصفيحتان عند نفس المستوى وتتجاوز بعضهمها البعض، وتسمى أيضًا الحدود المحافظة؛ لأنّ القشرة لا تتلف ولا تتغير على طول الحدود، وتعدّ حدود التحويل أكثر شيوعًا في قاع البحر حيث تشكل مناطق صدع محيطية، ومن الأمثلة على نتائج مثل هذه الحدود صدع سان أندرياس حيث تتحرك صفيحة المحيط الهادئ إلى الشمال الغربي وتتجه صفيحة أمريكا الشمالية إلى الجنوب الشرقي.