عدد آيات سورة الناس
التعريف بسورة الناس وعدد آياتها
عدد آيات سورة الناس هو ستّ آيات، وهي سورة مكّية؛ أي نزلت قبل هجرة النبي -صلى الله عليه وسلم- في مكة المكرّمة، ومن أسمائها المعوّذة؛ لأنّ الإنسان يلجأ بها إلى الله -عز وجل- من الشيطان ووساوسه، قال -تعالى- في سورة الناس: (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ* مَلِكِ النَّاسِ* إِلَـهِ النَّاسِ* مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ* الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ* مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ)، ويرى ابن كثير -رحمه الله- أنّها سورة مدنية.
ترتيب سورة الناس في القرآن الكريم
سورة الناس هي السورة الأخيرة في القرآن الكريم؛ أي السورة رقم 114، ومكانها تحديداً في الجزء الثلاثين، في الحزب الستّين، في الربع الثامن منه، وقد نزلت سورة الناس بعد سورة الفلق في الفترة الواقعة بين بدء الوحي والهجرة إلى الحبشة.
أمّا فيما يتعلق بسبب نزول السورة؛ فقد كان ذلك لرقية النبي -عليه الصلاة والسلام-، حيث أورد السيوطي في كتابه "لباب النقول" عن أنس بن مالك قال: "إنّ اليهود قد صنعوا لرسول الله شيئاً أو سحراً، فأصابه الألم من ذلك، فنزل جبريل -عليه السلام- بالمعوّذتين ورقى بهما النبيّ".
مقاصد سورة الناس
إنّ في سورة الناس العديد من المقاصد والموضوعات، فيما يأتي ذكر لها:
- اللجوء إلى الله -تعالى-، وتحصين النفس من كيد ووساوس الشيطان، وقد كان الخطاب في السورة مُوجّه إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-، وهو يشمل أمّته.
- ذِكر ثلاث صفاتٍ لله؛ وهي: الربوبية، والألوهية، والملِك، والله الربّ يعني خالق الناس وموجدهم من العدم، أما الملك فهو مالك الناس والمدبّر لأمورهم، والذي شرع لهم الأحكام والشرائع التي تنظّم حياتهم، أما الإله فيعني المعبود الذي امتلأت قلوب عباده بتعظيمه ومحبّته.
- التحذير من وساوس الشيطان، وعدم اتّباعه، والاستعاذة بالله منه، فهو يخنس؛ أي يختفي عند ذكر الله -سبحانه-.
تفسير عام لآيات سورة الناس
فيما يأتي تفسير عام لآيات سورة الناس:
- (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ): تحثّ الآية على الاستعاذة بالله -تعالى- ربّ الناس جميعهم؛ أي خالقهم ورازقهم الذي يجلب لهم النفع ويدفع عنهم الضرّ.
- (مَلِكِ النَّاسِ): أي مالكهم ومدبّر شؤونهم -سبحانه-، فهو الملك العظيم الذي يهرع الناس إليه بالاستعانة واللجوء.
- (إِلَـهِ النَّاسِ): أي معبودهم، فهم يعبدون الله -تعالى- وحده لا شريك له.
- (مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ* الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ): والوسواس هو الصوت الخفي الذي يُلقى في النفس، أما الخنّاس فهو الشيء الذي يرجع ويختفي، وقد سُمّي الشيطان بذلك لأنه يهرب ويختفي عند ذكر الله -تعالى-.
- (مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ): فالوسوسة قد تكون من الشيطان وقد تكون من الإنسان بتزيين الباطل، وعلى المسلم أن يستعيذ من كلّ ذلك.
ملخّص المقال: سورة الناس سورةٌ مكية، وعدد آياتها ستّ آيات، وهي السورة الأخيرة في القرآن، وقد نزلت بعد سورة الفلق، وكان جبريل يرقي بها الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وكان من أبرز مقاصد السورة وتفسيرها: الاستعانة بالله -عز وجل-، والابتعاد عن خطوات ووساوس الشيطان؛ وذلك بالتحصّن والاستعاذة منه.