أسماء الملائكة وأعمالهم

أسماء الملائكة وأعمالهم

أسماء الملائكة وأعمالهم

ذكرَ الله -تعالى- الملائكةَ في القرآن الكريم بسياقات متعدّدة؛ فتارةً تُذكَر مقرونةً باسمه -سبحانه- كما في قوله: (شَهِدَ اللَّـهُ أَنَّهُ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)،

وتارة باتّصالها بصَلاته -سبحانه-: (هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا)، وتارة أخرى بإضافتها إلى الله في مواضع التشريف.

كما ذُكِرت في بيان وظائفها، كحَملهم للعَرش، قال -تعالى-: (الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا).

وذُكِرت أيضاً مُرتبِطةً بصفاتهم من طهارة، وعُلوّ، وعدم فتور عن عبادة الله، وغيرها من الصفات، كما جاء في قوله -تعالى-: (إِنَّ الَّذينَ عِندَ رَبِّكَ لا يَستَكبِرونَ عَن عِبادَتِهِ وَيُسَبِّحونَهُ وَلَهُ يَسجُدونَ).

أمّا بالنسبة إلى عدد الملائكة فهو أمر غير معلوم، إلّا أنّ المعلوم أنّ عددهم كبيرٌ جدّاً، ومن أبرز الأدلّة على ذلك ما رُوِي عن حكيم بن حزام عن الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: (أتَسْمَعُونَ ما أَسْمَعُ؟ قالوا: ما نَسْمَعُ من شيءٍ، قال: إنِّي لأَسْمَعُ أَطِيطَ السَّماءِ، وما تُلامُ أنْ تَئِطَّ، وما فيها مَوْضِعُ شبرٍ إلَّا وعليهِ مَلَكٌ ساجِدٌ أوْ قائِمٌ)،

أسماء الأفراد من الملائكة

أوكل الله -سبحانه- عدداً من المَهامّ إلى الملائكة، والمعلوم من أسماء الملائكة وأعمالهم الواردة في القرآن والسنّة ما يأتي:

  • جبريل

وقد ذُكِر بعدّة ألقابٍ وأسماءٍ في القرآن الكريم والحديث النبويّ الشريف، منها: روح القدس ، والناموس الأكبر، قال الله -تعالى-: (قُلْ مَن كَانَ عَدُوًّا لِّجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَىٰ قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّـهِ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ*مَن كَانَ عَدُوًّا لِّلَّـهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّـهَ عَدُوٌّ لِّلْكَافِرِينَ)

وذُكِر في السنّة النبويّة بما رُوِي عن عائشة -رضي الله عنها- أنّها سمعت رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- يقول لحسّان بن ثابت: (إنَّ رُوحَ القُدُسِ لا يزالُ يُؤيِّدُك ما نافَحْتَ عنِ اللهِ وعن رسولِه)، وروى الإمام البخاريّ في صحيحه عن عائشة أنّها قالت: (هذا النَّامُوسُ الذي نَزَّلَ اللَّهُ علَى مُوسَى)، ومَهمّته تبليغ الوحي ؛ إذ تُعَدّ الملائكة الواسطة بين الله ورُسُله في إيصال الكُتب، وتبليغ التشريعات والأوامر، والملك جبريل -عليه السلام- هو مَن كُلِّف بهذه المَهمّة.

  • ميكائيل

وهو من الملائكة المُقرَّبين من الله -سبحانه-، وقد كَلّفه بعدّة وظائف، منها: أنّه مُكلَّف بالمطر، إلى جانب توفيق النبيّ -عليه الصلاة والسلام- إلى الخير، والمشاركة معه في القتال؛ فقد صح الخبر أن جبريل وميكائيل شاركا مع المسلمين في غزوة أحد، فقد أخرج مسلم فيما رواه سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- أنه قال: (رَأَيْتُ عن يَمِينِ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ وَعَنْ شِمَالِهِ يَومَ أُحُدٍ رَجُلَيْنِ عليهما ثِيَابُ بَيَاضٍ، ما رَأَيْتُهُما قَبْلُ وَلَا بَعْدُ، يَعْنِي جِبْرِيلَ وَمِيكَائِيلَ عليهما السَّلَام).

  • إسرافيل

وقد كَلّفه الله بالنَّفخ في الصور* مرّتَين؛ النفخة الأولى، ويموت فيها بأمر الله مَن في السماوات ومَن في الأرض إلّا مَن شاء الله، والنفخة الثانية؛ للبَعث مرّةً أخرى إلى الحياة بعد الموت ، قال الله -تعالى-: (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاءَ اللَّـهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنظُرُونَ).

  • ملَك الموت

وهو آخر المخلوقات موتاً، فهو مُوكَّل بقَبض أرواح الناس عند الموت، وقد ثبت ذلك في نصوص القرآن الكريم، والسنّة النبويّة، منها قول الله -تعالى-: (وَهُوَ القاهِرُ فَوقَ عِبادِهِ وَيُرسِلُ عَلَيكُم حَفَظَةً حَتّى إِذا جاءَ أَحَدَكُمُ المَوتُ تَوَفَّتهُ رُسُلُنا وَهُم لا يُفَرِّطونَ)..

وتجدر الإشارة إلى أنّ ملك الموت لم تَرِد له تسمية في القرآن، أو في السنّة، أمّا تسميته بعزرائيل فليس لها أصل، قال الله -عزّ وجلّ- فيه: (قُلْ يَتَوَفَّاكُم مَّلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ).

  • ملَك الأرحام

ودليله قول الرسول -عليه الصلاة والسلام-: (إنَّ اللَّهَ عزَّ وجلَّ وكَّلَ بالرَّحِمِ مَلَكًا، يقولُ: يا رَبِّ نُطْفَةٌ*، يا رَبِّ عَلَقَةٌ*، يا رَبِّ مُضْغَةٌ*، فإذا أرادَ أنْ يَقْضِيَ خَلْقَهُ قالَ: أذَكَرٌ أمْ أُنْثَى، شَقِيٌّ أمْ سَعِيدٌ، فَما الرِّزْقُ والأجَلُ، فيُكْتَبُ في بَطْنِ أُمِّهِ).

  • ملك الجبال

ومَهمّته تولّي أمر الجبال؛ فالجبال لها ملائكة مسؤولة عنها، تُنفّذ ما يأمرها الله به، ودليل ذلك ما ورد من قول جبريل -عليه السلام- للنبيّ بما ثبت في صحيح البخاريّ: (قدْ بَعَثَ إلَيْكَ مَلَكَ الجِبالِ لِتَأْمُرَهُ بما شِئْتَ فيهم).

  • ملكا القبر

وقد وردت في بعض الآثار تسميتهما بمنكر، ونكير، ومهمّتهما سؤال الميّت في قَبره، ودليل ذلك ما رُوِي في الصحيح عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- أنّه قال: (إنَّ العَبْدَ إذَا وُضِعَ في قَبْرِهِ وتَوَلَّى عنْه أصْحَابُهُ، وإنَّه لَيَسْمَعُ قَرْعَ نِعَالِهِمْ، أتَاهُ مَلَكَانِ فيُقْعِدَانِهِ، فَيَقُولَانِ: ما كُنْتَ تَقُولُ في هذا الرَّجُلِ لِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ).

  • مالك

يُعَدّ مالك من جملة الملائكة المسؤولين عن النار، وهو مُقدَّم عليهم، قال الله -سبحانه- عن أهل النار: (وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُم مَّاكِثُونَ).

  • هاروت وماروت

ورد الاسمان في القرآن الكريم في قوله تعالى: (وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ).

أسماء بعض الطوائف من الملائكة

ورد ذِكر الملائكة في القرآن الكريم، والسنّة النبويّة بذِكر طوائفهم، ومن هذه الطوائف ما يأتي:

  • حملة العرش*

وعدد الملائكة المكلّفين بذلك ثمانية كما ثبت في القرآن الكريم بقول الله -تعالى-: (وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ).

  • الحفظة

ومَهمّتهم حِفظ بني آدم، وحراسة المؤمن، وحمايته من المصائب، والأهوال التي قد تُصيبه في يومه، قال -تعالى-: (وَهُوَ القاهِرُ فَوقَ عِبادِهِ وَيُرسِلُ عَلَيكُم حَفَظَةً حَتّى إِذا جاءَ أَحَدَكُمُ المَوتُ تَوَفَّتهُ رُسُلُنا وَهُم لا يُفَرِّطونَ)، ويُستثنى من ذلك ما قدّره الله على الإنسان من الحوادث والمصائب.

  • خزنة الجنة

ثبت أنّ من مهام الملائكة الترحيب بأهل الجنّة والسلام عليهم، واستقبالهم بطيّب الكلام، والدليل على وجودهم قول الله -تعالى-: (وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ)، وقال -تعالى-: (جَنّاتُ عَدنٍ يَدخُلونَها وَمَن صَلَحَ مِن آبائِهِم وَأَزواجِهِم وَذُرِّيّاتِهِم وَالمَلائِكَةُ يَدخُلونَ عَلَيهِم مِن كُلِّ بابٍ * سَلامٌ عَلَيكُم بِما صَبَرتُم فَنِعمَ عُقبَى الدّارِ).

علماً بأنّ أوّل من يُفتَح له باب الجنّة خاتم الأنبياء محمد -عليه الصلاة والسلام-، ثبت في الصحيح أنّ رسول الله عليه السلام قال: (آتي بابَ الجَنَّةِ يَومَ القِيامَةِ فأسْتفْتِحُ، فيَقولُ الخازِنُ: مَن أنْتَ؟ فأقُولُ: مُحَمَّدٌ، فيَقولُ: بكَ أُمِرْتُ لا أفْتَحُ لأَحَدٍ قَبْلَكَ).

  • خزنة النار

ومهمّتهم تلّقي أهل النار ودفعهم إلى دخولها دفعاً وتأنيبهم على ما اقترفوه في الحياة الدنيا، قال -تعالى-: (تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ*قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّـهُ مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ كَبِيرٍ). ويُطلق على الملائكة المكلفين بالعذاب اسم (الزبانية)، كما ورد في قوله -تعالى-: (سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ)، وعددهم كثيرٌ، وعلى رأسهم تسعة عشر ملكاً.

  • السياحون

وهم الملائكة الذين ينتشرون في الأرض، ويحيطون بالناس في حلقات الذِّكر.

  • المُعقِّبات

ويُطلَق عليها هذا الاسم؛ نظراً لتعاقبها في الليل والنهار، فيخلف بعضهم بعضاً، ولتعاقبها على العبد من بين يديه ومن خلفه، قال -تعالى-: (لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ).

  • زوار البيت المعمور

وهم الملائكة الذين يزورون البيت المعمور؛ وهو بيت في السماء السابعة أعلى البيت الحرام، ومن كثرتهم أن من دخل منهم البيت لا يعود إليه مرة أخرى، ويدخله كل يوم سبعون ألف ملك.

  • السفرة

السفرة في اللغة أي الكتبة؛ لأن الكاتب يسفر بمعنى يبين عن الشيء ويظهره، فهم الذين يكتبون الأعمال، قال -تعالى-: (بِأَيْدِي سَفَرَةٍ*كِرَامٍ بَرَرَةٍ).

ملائكة ذُكِرت أعمالهم دون أسمائهم

هناك ملائكة وردت أعمالهم، ولم ترد تسميتهم، ومن هذه الأعمال:

  • نفخ الأرواح في الأجنّة، وكتابة أجل كلّ روحٍ، وعملها، ورزقها، وسعادتها، وشقائها.
ودليل ذلك ما رواه الإمام البخاريّ في صحيحه عن عبدالله بن مسعود -رضي الله عنه- أنّه قال: (إنَّ أحَدَكُمْ يُجْمَعُ في بَطْنِ أُمِّهِ أرْبَعِينَ يَوْمًا، ثُمَّ عَلَقَةً مِثْلَ ذلكَ، ثُمَّ يَكونُ مُضْغَةً مِثْلَ ذلكَ، ثُمَّ يَبْعَثُ اللَّهُ مَلَكًا فيُؤْمَرُ بأَرْبَعٍ: برِزْقِهِ وأَجَلِهِ، وشَقِيٌّ أوْ سَعِيدٌ).
  • مراقبة الإنسان، وإحصاء أعماله جميعها وكتابتها وتسجيلها؛ فلكلّ إنسانٍ في الحياة الدنيا مَلَكان ملازمان له، مَهمّة أحدهما كتابة الحسنات وهو إلى اليمين، والآخر مُوكَّل بكتابة السيئات وهو إلى الشمال، والدليل على ذلك قول الله -سبحانه-: (إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ*مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ).
  • تثبيت المؤمنين في المعارك والغزوات، والقتال معهم، ومثال ذلك ما كان في غزوة بدر.
وثبت بقول الله -تعالى-: (إِذ يوحي رَبُّكَ إِلَى المَلائِكَةِ أَنّي مَعَكُم فَثَبِّتُوا الَّذينَ آمَنوا سَأُلقي في قُلوبِ الَّذينَ كَفَرُوا الرُّعبَ فَاضرِبوا فَوقَ الأَعناقِ وَاضرِبوا مِنهُم كُلَّ بَنانٍ).
  • تولّي أمر النبات والرياح والسحاب بأمرٍ من الله، قال الرسول -صلّى الله عليه وسلّم-: ( الرَّعدُ ملَكٌ من ملائكةِ اللهِ، مُوكَّلٌ بالسَّحابِ، معه مَخاريقٌ من نارٍ، يسوقُ بها السحابَ حيث شاء اللهُ).
  • النزول من السماء إلى الأرض كما ثبت في القرآن والسنّة النبويّة، ومثال ذلك نزولهم ليلة القدر، قال الله -تعالى-: (لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْر*تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ).

صفات الملائكة

صفات الملائكة الخَلقيّة

بيّن الله -سبحانه- الهيئة التي خُلِقت عليها الملائكة، والقدرات التي يمتلكونها، وبيان ذلك فيما يأتي:

  • لا يتّصفون بالذكورة أو الأنوثة.
  • القدرة على التشكُّل بصورٍ مختلفةٍ، ومثال ذلك إرسالهم على هيئة بشرٍ كما أرسلهم الله إلى مريم -عليها السلام-، قال -تعالى-: (فَأَرسَلنا إِلَيها روحَنا فَتَمَثَّلَ لَها بَشَرًا سَوِيًّا).
  • امتلاك الأجنحة، وتختلف فيما بينها بالعدد، قال -تعالى-: (الْحَمْدُ لِلَّـهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَّثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّـهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ).

صفات الملائكة الخُلقيّة

وصف المولى سبحانه الملائكة بصفات خُلُقية كريمة عديدة، قال -تعالى-: (بِأَيْدِي سَفَرَةٍ * كِرَامٍ بَرَرَةٍ)، وفيما يأتي ذكر لبعض تلك الصفات:

  • الحياء ، ودليل ذلك ما ثبت في صحيح مسلم عن عائشة -رضي الله عنها- أنّ النبي -عليه الصلاة والسلام- قال: (أَلَا أَسْتَحِي مِن رَجُلٍ تَسْتَحِي منه المَلَائِكَةُ).
  • الخوف من الله -سبحانه- وخشيته، قال -تعالى-: (يَخافونَ رَبَّهُم مِن فَوقِهِم وَيَفعَلونَ ما يُؤمَرونَ).

صفاتٌ أخرى

من صفات الملائكة الأخرى:

  • عبادة الله وطاعته دون فتورٍ أو مللٍ، ومن عباداتهم: دوام ذِكرهم لله -تعالى-، ومنه التسبيح كما قال الله -عزّ وجلّ-: (وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ)، بالإضافة إلى التزامهم بالصلاة ، كما قال الرسول -عليه الصلاة والسلام-: (أتَسمعون ما أسمعُ ؟ إني لأَسمعُ أطيطَ السماءِ و ما تُلامُ أن تَئِطَّ ، و ما فيها موضعُ شبرٍ إلا و عليه ملَكٌ ساجدٌ أو قائمٌ).
  • العلم الوفير؛ أكرمهم الله تعالى بالعلم الوفير، وعلْمُهم يفوق معرفة الإنسان، لأنهم تلقّوا هذا العلم من الله تعالى مباشرة، أما الإنسان فقد ميّزه الله سبحانه بالقدرة على تحصيل المعرفة بالبحث والتّقصّي.
  • تنظيم الأمور والشؤون، قال الرسول -عليه الصلاة والسلام-: (ألَا تَصُفُّونَ كما تَصُفُّ المَلَائِكَةُ عِنْدَ رَبِّهَا؟ فَقُلْنَا يا رَسولَ اللهِ، وكيفَ تَصُفُّ المَلَائِكَةُ عِنْدَ رَبِّهَا؟ قالَ: يُتِمُّونَ الصُّفُوفَ الأُوَلَ ويَتَرَاصُّونَ في الصَّفِّ).
  • السرعة الفائقة العظيمة؛ فجبريل -عليه السلام- كان يأتي إلى الرسول -عليه الصلاة والسلام- بالوحي إجابةً عن سؤال أحدٍ فور الانتهاء من سؤاله.
  • التطهير من الشهوات، ولا يشعرون بالجوع أو العطش، ولا يتناسلون أو يتناكحون أو ينامون.
الهامش:
* كائنات لطيفة: يُقصَد بهذا اللفظ قدرتها على النفاذ من الأجسام.
*الصُّوْر: القَرن الذي يُنفَخ فيه.[8] *النطفة: الماء القليل، ويُطلَق على مَني الرجل.[8] *العلقة: الدم الجامد الغليظ الذي يتكوّن منه الإنسان.[8] *المضغة: قطعة اللحم الصغيرة المُقدَّرة بما يُمضَغ من الطعام.[8] *العرش: ما استوى عليه الله -سبحانه-.[21]
3إسلام
مزيد من المشاركات
نبذة عن كتاب الإنصاف في معرفة الراجح من الخلاف

نبذة عن كتاب الإنصاف في معرفة الراجح من الخلاف

نبذة عن كتاب الإنصاف في معرفة الراجح من الخلاف فيما يأتي نبذة عن مؤلف الكتاب وتصنيف الكتاب: مؤلف الكتاب الإمام علاء الدين أبو الحسن علي بن سليمان بن أحمد المَرْداوي الحنبلي المتوفى سنة 885هـ. تصنيف الكتاب يعتبر كتاب الإنصاف كتاباً مرجعياً في الفقه المقارن داخل مذهب الإمام أحمد بن حنبل -رحمه الله-. القصدُ من تأليف الكتاب كما بينه صاحبه بيّن المصنف -رحمه الله- القصد من تأليف كتابه هذا بقوله: "إن كتاب "المقنع" في الفقه الذي ألفه شيخ الإسلام موفق الدين أبو محمد عبد الله ابن قدامة المقدسي -رحمه
أعراض وجود فيروس في المعدة

أعراض وجود فيروس في المعدة

أعراض الإصابة بفيروس المعدة يبدأ ظهور أعراض التهاب المعدة الفيروسيّ، أو ما يُعرَف بإنفلونزا المعدة بعد يوم، أو يومَين من الإصابة، ويُمكن أن تستمرَّ الأعراض لمُدَّة قد تصل إلى عشرة أيّام، وفي ما يأتي ذكر بعض من هذه الأعراض: المعاناة من الغثيان، والتقيُّؤ. فقدان الشهيّة. الإصابة بالإسهال . الشعور بتشنُّجات، وألم في البطن. الشعور بآلام المفاصل. الحُمَّى، أو القشعريرة. التعرُّق. الشعور بالصُّداع. الشعور بآلام العضلات. أعراض تتوجَّب مراجعة الطبيب عن ظهورها يتمّ اللُّجوء إلى العلاج الطبِّي الطارئ
كيفية عمل كريم كراميل

كيفية عمل كريم كراميل

كريم كراميل الكريم كراميل من أشهر الحلويّات الفرنسيّة على الإطلاق، لاقت رواجاً عالميّاً كبيراً بسبب طعمها اللّذيذ، وقوامها الكريميّ الشّهي، وصلصة السكّر المكرمل، التّي تضيفُ طعماً لا مثيل له، انتشرت طريقة عمل هذه الحلوى في جميع بلدان العالم، ولكلٍ واحدٍ من الطّهاة طريقة خاصّة لعمله، ولكن الطّرق كلّها متشابهة ومكوّناتها تختلف بشكلٍ طفيفٍ جدّاً ويبقى أساسها دائِماً البيض والحليب مع السكّر المكرمل. يوجد الكثير من المصانع التّي تقوم بصنع الكريم الكراميل على شكلِ بودرة وكل الذّي يجب أن تفعليه عند
طرق التخسيس السريع للبنات

طرق التخسيس السريع للبنات

تخسيس الوزن يعاني الكثير من الأشخاص في مختلف أنحاء العالم من السمنة وتراكم الدهون في الجسم، خاصةً في منطقتي الأرداف والبطن، مما يؤدي إلى الشعور الدائم بالاكتئاب، وفقدان الثقة بالنفس، والإصابة بالعديد من الأمراض مثل الجلطات القلبية، وتصلب الشرايين، وارتفاع مستوى السكر في الدم، وارتفاع ضغط الدم، لذا من أجل الحصول على وزن مثالي بأسرع طريقة يجب على الأشخاص المصابين المواظبة على عدة عادات صحية من أجل الحصول على أفضل النتائج. طرق التخسيس السريع للبنات ممارسة التمارين الرياضية بمختلف أنواعها وبشكل
حكم صيام يوم الإسراء والمعراج

حكم صيام يوم الإسراء والمعراج

حكم صيام يوم الإسراء والمعراج لم يثبت أيّ دليل شرعيٍّ يدلّ على مشروعية صيام يوم الإسراء والمعراج، وفي هذا دلالة على عدم تخصيص هذا اليوم بفضلٍ؛ كما خُصّصَ صيام رمضان بأدلة تفيد وجوب صيامه، وكما ثبتت أدلة أخرى تفيد استحباب صيام بعض الأيام؛ كيوم تاسوعاء، و عاشوراء ، ويوم عرفة، ويومي الإثنين والخميس، وثلاثة أيام من كلّ شهر. ونستنتج من ذلك أنّ صيام يوم الإسراء والمعراج غير ثابت، ولو كان فيه أفضلية لبيّنها الرسول -صلى الله عليه وسلم-، ويرى بعض العلماء أنّ صيام يوم الإسراء والمعراج اعتقاداً لأفضليته
عمل الدولمة الموصلية

عمل الدولمة الموصلية

الدولمة هي أكلة شعبيّة معروفة في العراق، وهي عبارة عن محاشي، وورق عنب تُطبخ بدبس الرمان، والتمر الهندي، وهذا ما يُميّز نكهتها عن أكلة ورق العنب المشهورة في كل العالم العربي؛ فهي تُحضّر بعدة طرق، وبعدة نكهات، كما تختلف بالمسمّيات من بلد لآخر؛ ففي سوريا تُدعى باليبرق، وفي الأردن وفلسطين تسمى ورق دوالي، أمّا في لبنان، ودول الخليج فتدعى بورق العنب. تعود أصول الدولمة إلى المطبخ التركي، وقد دخلت للمطبخ العراقي أثناء فترة الحكم العثماني عليه، فصارت هذه الأكلة جزءاً من الموروث الشعبي العراقي، وبها
بماذا تشتهر تبوك

بماذا تشتهر تبوك

بماذا تشتهر تبوك؟ تبوك القديمة اشتهرت تبوك منذ آلاف السنين بموقعها المطل على طريق تجارة التوابل، والبخور، واللبان، وغيرها، وكانت القوافل على طريق التجارة تخرج من اليمن باتجاه إمبراطوريات الشرق القديمة خاصةً الإمبراطورية الرومانية ، كما أنّها كانت تُعدّ نقطة جذب كبيرة نظراً للثروة الهائلة التي كانت تمتلكها، حيث غزى ملك بابل الأخير المعروف باسم نبو نيد عدداً من واحاتها الرئيسية في القرن السادس قبل الميلاد، كما شهدت المنطقة انتعاشاً كبيراً خاصةً بعد بناء بئر حدة في مدينة تيماء التي عُدّت استراحة
تاريخ المغول

تاريخ المغول

تاريخ المغول يعود أصل المغول إلى هضبة منغوليا في صحراء غوبي الواقعة على أطراف بلاد الصّين الشّماليّة، وقد كانت قبائل المغول تعيش جنباً إلى جنب مع قبائل أخرى وكان فيما بينها صراع وقتال وخصوصاً مع التّتار ، وقد كانت هذه القبائل جميعها تعبد الكواكب والأوثان كما كانت ديانة الشّامانية منتشرة فيما بينهم وهذه الدّيانة تُقدس أرواح الأجداد وتُقدم الحيوانات المفترسة كقرابين، وعلى الرّغم من الصّراع القائم بين القبائل إلّا أنّهم استطاعوا التّوحد وتأسيس أكبر إمبراطوريّة في التّاريخ وفي مدّة قصيرة، وقد